هل هي طبول الحرب فعلاً؟
عمر عبد القادر غندور
هل يعقل ان يكون كلّ هذا التهديد الأميركي الصهيوني لإيران بداية لحرب ساخنة لا مفرّ منها؟
كلّ المؤشرات تدلّ على أنّ الإدارة الأميركية جادة في محاصرة إيران وخنقها وبوتيرة متصاعدة في مطلع الشهر القادم تزامناً مع انتهاء فترة السماح التي منحتها الإدارة الأميركية لبعض الدول باستيراد النفط الإيراني؟
الدول عادة لا تمزح في مثل هذه الأمور إلا إذا كانت واثقة من نتائجها…
الإدارة الأميركية «الترامبية» أقصى ما حققته إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، وما تلا ذلك من تهديد ووعيد وحصار وضغط، ودعم للحرب السعودية على اليمن، وامتصاص مليارات الأموال النفطية العربية، ومحاولة تطويع كوريا الشمالية وتفكيك أسلحتها ولم تستطع، ونقل سفارتها إلى القدس، ومنح الجولان السوري إلى «إسرائيل»، والشروع في صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية وهي أقصى طموحاتها، وتفوق في أهميتها «الملف النووي» الإيراني، وترسانة الأسلحة النووية الكورية الشمالية، والأزمات والحروب التي تفتعلها في الشرق الأوسط وأفريقيا، ذلك أنها تعتبر «إسرائيل» قضية إلهية لمواصلة التلاعب بالإسلام الذي بدأته من قبل بريطانيا وأدّى إلى قيام «إسرائيل» كأرض ميعاد للكيان الصهيوني في فلسطين يمثل العهدة التي ينبغي للولايات المتحدة ان تحصّنها وتتعهّد استمرارها على حساب العرب والمسلمين.
لذلك، بقدر التحشيد الذي يبذله الصهاينة وأميركا والغرب لحماية هذا الكيان السرطاني، وحاجة الغرب إليه، إلا أنه يبقى أسير الجغرافيا الضيقة، وحوله مجاهدون لا يعلمهم إلا الله، وانّ ترامب ووزير خارجيته ربما يدركان انّ الحرب ليست لعبة، وأنهما ظاهرتان صوتيتان وأقصى آمالهما إجبار الجمهورية الإسلامية الإيرانية على التفاوض!
وقد كتب وزير الخارجية بومبيو مقالاً في مجلة الشؤون الخارجية الأميركية الأسبوع الماضي قال فيه إنّ السياسة التي يتبعها الرئيس الأميركي تجاه إيران لن تؤتي ثمارها نفعاً.
أما معظم العرب والحكام فلا تسمع لهم ذكرا ولا ركزا ويقول الله فيهم «إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ» النمل 80
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي