مواقف استذكرت مآسي الحرب الأهلية: للابتعاد عن الخطابات الطائفية وبناء دولة علمانية
استذكر لبنان ذكرى الحرب الأهلية التي اندلعت في 13 نيسان 1975 ومآسيها وصدرت مواقف دعت إلى استخلاص العبر منها والابتعاد عن الخطابات الطائفية والتحريضية وبناء دولة علمانية.
وفي هذا السياق رأى رئيس الحكومة سعد الحريري أنه «لا يكفي في ذكرى 13 نيسان 1975 أن نتذكر هذا اليوم المشؤوم في حياة لبنان. المهم أن نقتلع روح الحرب الأهلية من الممارسة السياسية ونحفظ لبنان من شرور الحروب المحيطة».
وغرّد وزير الدولة لشؤون التجارة الخارجية حسن مراد عبر حسابه على «تويتر»: «سيبقى 13 نيسان يوماً أسود في ذاكرة اللبنانيين ودرساً من دروس الزمن المرير. ولكي لا ننسى، علينا جميعاً الإبتعاد عن كلّ خطاب طائفي مذهبي أو تحريضي».
بدوره، غرّد النائب فؤاد المخزومي، عبر «تويتر» قائلاً «13 نيسان 1975 ذكرى جرح غائر في جسم الوطن. تاريخ انقسام مؤلم للبلد نتمنى أن تكون عبرة كي لا يعيد الجيل الجديد أخطاء الماضي ولا يسمح للخطاب السياسي المذهبي بتفرقته. نتذكر هذا اليوم لندفنه ونبدأ فعلياً ببناء دولة حقيقية حيث المواطنة أهم من الطائفية والمذهبية».
وقال الوزير السابق نقولا تويني في بيان «في هذا اليوم المشؤوم دخل فيه لبنان بوابة الحرب الأهلية وقتل النفس وحملت الحرب على دفعات وجرعات، مآسي العرب، في محاولاتهم استرجاع النكبة وفلسطين ثم الأراضي العربية وحد التمادي العدواني الكياني الإسرائيلي، وتقهقر المقاومة الفلسطينية في الأردن ولبنان، وانقسام طائفي ومناطقي بين حاملي مشعل المقاومة وحاملي سراب السلام والعلاقات الطيبة والحميمة مع الكيان الصهيوني، وصراع شبه طبقي تشوبه طعوم الملل والمناطقية والعائلية والنفاق وموروث الحروب الطائفية السابقة وتجارة عامة في كلّ ظرف ومحور، كلها تحت عنوان الشهادة من أجل لبنان، رحم الله هؤلاء الشهداء، شهداء لبنان، ليتهم يعلمون من العلياء ما هو مصيرنا. فلندرس ونتعلم من مأساة حلت بِنَا ونحلل بكلّ موضوعية ما جرى كي لا تعاد أبداً. أراح الله أرواح الشهداء وأعاد المفقودين إلى ذويهم».
أضاف «علينا استعمال الحاضر في التاريخ كي لا يعاد وننعم بألفة العيش والحياة والتحوّل من الدولة الطائفية إلى الدولة العلمانية والقانون المدني».
واعتبر «تجمع العلماء المسلمين»، في بيان أنّ «أفضل طريقة لعدم العودة إلى الحرب هي أن نعلّم الأجيال التي لم تشهدها كيفية الاستفادة من التجربة لعدم الوقوع في مثلها، وإذا ما أردنا التدقيق في المشهد السياسي في لبنان عشية الحرب، نجد أنّ عناوين كثيرة كانت تتدافع لإثارة النزاعات وإيقاع الفتنة مقدّمة للدخول في الحرب، وللأسف أنّ هذه العناوين ما زالت موجودة وإن لم ترق إلى مستوى الدخول في الفتنة من جديد نتيجة لإدراك اللبنانيين خطر الحرب الأهلية المدمّر».
ورأى أنه «كان بالإمكان تلافي الدخول في الحرب الأهلية من خلال طاولة حوار سياسي تسعى لتقديم مصلحة لبنان واللبنانيين على بقية المصالح، لكن المتدخلين الأجانب الذين كانوا يريدون تدمير هذا الوطن وتقسيمه وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني مقدّمة لتوطين الفلسطينيين في لبنان، لعبوا بعقول اللبنانيين وأوردوهم إلى متاهة الحرب التي انتهت إلى طاولة حوار في الطائف. كنا بغنى عن الحرب وكان بإمكاننا الجلوس من أول الأمر إلى طاولة المفاوضات والتوفير على اللبنانيين المآسي والدمار الذي ما زلنا نعاني من تداعياتها إلى اليوم».
ودعت «جبهة العمل الإسلامي»، في بيان، إلى «استخلاص العبر والدروس ونبذ الخلاف وتوحيد الصف الداخلي والعمل جدياً على وأد الفتنة الطائفية والمذهبية ورفض الخوض في كلّ أنواع السجالات العقيمة ووعي دقة المرحلة وخطورة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها وطننا الحبيب والعمل على تدوير الزوايا ووقف الكلام التحريضي والمشاحنات والاتهامات المتبادلة».
ورأت أنّ «المطلوب في هذه الذكرى الأليمة، عودة الثقة واللحمة بين اللبنانيين والحفاظ على أمن لبنان واستقراره وتوحيد الجهود والصفوف لمواجهة الأخطار الخارجية المحدقة بالوطن لا سيما العدو الصهيوني الغاصب الذي يتربّص بنا جميعاً».