توفيق الإمام: هذا المعرض دلالة على صمود سورية بقلاعها ومتاحفها وآثارها وهي تشكّل حالة جديدة مرتبطة بالجذور
لورا محمود
في الهواء الطلق وفي أجواء تاريخية أبدع فنانون سوريون بلوحات حملت روح المكان فقرّبت المسافة بين الفنان والمتلقّي وخلقت حواراً ثقافياً بين الفنان والفنان الآخر والفنان والجمهور في ملتقى التصوير الزيتي السابع بعنوان «سورية… جسر المحبة» الذي يهدف لتكريس ثقافة الجمال ونشر الثقافة البصريّة وإعلاء ذائقة المتلقّي بمكان يحمل الجمال والهدوء المحفّز على الإبداع في المتحف الوطني بدمشق الذي استضاف الملتقى على مدى ثمانية أيام، ضمن «مهرجان دمشق الثقافي». ضمّ المعرض عشرين لوحة زيتية من الحجم الكبير نوّعت مواضيعها وأساليبها.
في تصريح له لـ»البناء» قال معاون وزير الثقافة توفيق الإمام إنّ هذا الملتقى يقوم ضمن احتفالية وزارة الثقافة بـ»مهرجان دمشق الثقافي»، وهناك العديد من الأنشطة الثقافية المتنوّعة التي أقيمت في يوم الافتتاح.
وأضاف: هذا المعرض يدلّ على أن سورية دائماً صامدة بقلاعها ومتاحفها وآثارها فهي تشكّل دائماً حالة جديدة وحديثة، لكنها مرتبطة بالجذور وبالتاريخ.
وافتتاح المعرض وختامه اليوم هو عبارة عن دعوة للفنانين الشباب لتشجيع مواهبهم وإنتاجهم الذي استمر لمدة ثمانية أيام، حيث قاموا خلالها بإنتاج العديد من اللوحات الفنية المعبّرة والمأخوذة من أرض الواقع أي من المتحف الوطني الذي يعتبر رمزاً من رموز سورية الصامدة في وجه ا رهاب.
وتابع: نحن في وزارة الثقافة دائماً نتطلّع الى هؤلاء الشباب كي ننمّي مواهبهم وندعمها بالشكل الجيد وا مثل وأيضاً بتوجيه من وزير الثقافة نقوم دائماً بدعم هذه المواهب بكافة الاتجاهات سواء الفنية والثقافية والفكرية والأدبية ونبارك لكلّ من شارك بهذا المعرض وإلى مزيد من النجاح والتقدّم.
أما مدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة عماد كسحوت تحدّث لـ»البناء» قائلاً:
ملتقى التصوير الزيتي حمل عنوان «سورية جسر المحبة» هو الملتقى السابع. فمنذ سبع سنوات لليوم لم يتوقف أو ينقطع هذا الملتقى وتم دعوة فنانين عديدين على امتداد السبع سنوات للمشاركة فيه لتقديم المنتج الفنّي من خلال تقديم أعمالهم الفنية.
ولفت كسحوت إلى أنه في السابق كان الملتقى يقام في قلعة دمشق وفي السنتين الأخيرتين أقيم الملتقى في حديقة المتحف الوطني، حيث لحديقة المتحف أهمية كبيرة وخصوصية حضارية وجمالية تنعكس بشكل تفاعلي وإيجابي في أعمال المشاركين، لذا أقيم هذا النشاط فيها، خصوصاً أن المتحف يضمّ أعمالاً فنية لفنانين سوريين وآثار سورية عمرها آلاف السنين. كما أن المشاركين هم شباب أبناء هذه الحضارة والوطن، وهم امتداد لحضارة عمرها آلاف السنين. كما جرى اختيار عشرة فنانين متنوّعي الأساليب والأماكن فهم من جميع المحافظات السورية تقريباً.
وأضاف كسحوت: هذا الملتقى على مدى ثمانية أيام شهد بناء اللوحة من بدايتها حتى نهايتها والحضور الذي جاء ليشاهد اللوحات كان دائم التواصل مع الفنانين. فزيارته مهمّة للمتحف كي يتعرّف على الفنان وأعماله. كما ضمّ عشرين لوحة فكل فنان قدّم لوحتين بأسلوبه وهو الذي اختار موضوع العمل والتقنية ضمن هذه المساحة الجمالية الموجودة في المتحف. ونحن في وزارة الثقافة ومديرية الفنون دائماً ندعم الفنّ التشكيلي في سورية، وهدفنا أن يتطوّر هذا الفنّ بشكل دائم ونحن ندعم الفنانين، خصوصاً الشباب حتى يقدّموا كل شيء جميل ومهم لسورية. الفنانون الشباب بحاجة لدعم ونحن نقدّم لهم ما نستطيع فقد قدّمنا المكان والأدوات حتى يقوموا بأعمالهم. اليوم هو ختام الملتقى والأعمال الفنيّة كانت على مستوى عالٍ.
والتقت «البناء» مع بعض الفنانين المشاركين بالملتقى:
الفنانة لينا الكاتب وهي متخرجة من الفنون الجميلة لفتت إلى أن هذه مشاركتها الأولى في الملتقى. والأجواء الربيعية محفّزة شجّعتها على العمل، وشاركت بلوحتين من وحي المكان والملتقى كان فرصة بالنسبة إليها لعرض أعمالها.
بدورها قالت لوسين دمرجيان وهي أيضاً من الفنانين المشاركين إن هذا الملتقى مهم جداً للشباب وحتى للأطفال الذين يأتون مع أهاليهم بعيداً عن أجواء الحزن والحرب وهو بمثابة جسر تواصل بين الفنان والناس العاديين حتى يزوروا المتحف وأيضاً يتعرّفوا على الفنّ التشكيلي. كما هو أيضاً بمثابة تبادل للأفكار والآراء بين الفنانين أنفسهم وبين زوّار المعرض.
الفنان رائد عباس وهو مشارك بلوحتين يعبران عن النقاء والصفاء الذي استلهمه من أجواء المتحف، والتي تدعو للتفاؤل وهذه مشاركته الثالثة بالملتقى الذي اعتبرها فرصة مهمة ليخرج الفنان من مرسمه ويتعرّف الناس عليه.
أما الفنان خزيمة العايد وهو متخرج من العمارة الداخلية فقال: شاركت بلوحتين في هذا الملتقى، والتجربة جديدة بالنسبة لي فقد أخذت مواضيع اللوحات من وحي المتحف ومن الفسيفساء الموجودة فيه، فهنا التكنيك كان مختلفاً والملتقى بمثابة باب للعمل على لوحات أكثر. لديّ معرض فرديّ في اسطنبول وسأشارك في ملتقيات عدة أخرى.