الأسد للفياض: تعزيز العلاقات بين دمشق وبغداد يساعد في القضاء على بؤر الإرهاب
أكد الرئيس السوري بشار الأسد ومستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض على ضرورة تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات بما يخدم مصالح الشعبين.
وشدّد الأسد خلال استقباله الفياض على أنّ «تعزيز العلاقات بين سورية والعراق يساعد في القضاء على بؤر الإرهاب من جهة وبما يخدم مصالح البلدين المشتركة وكسر الحواجز المختلفة والمفروضة بينهما من جهة أخرى».
وفي هذا الإطار، قال الرئيس السوري إنّ «ما تشهده الساحتان الإقليمية والدولية يحتّم على البلدين المضي قدماً بكل ما من شأنه صون سيادتهما واستقلالية قرارهما في وجه مخططات التقسيم والفوضى التي يحيكها الأعداء من الخارج». كما أكد أن «مصير المنطقة لا يقرّره سوى شعوبها مهما عظمت التحديات».
من جهته، اعتبر الفياض أنّ «قوة سورية وانتصارها على الإرهاب هو انتصار للعراق أيضاً، والعكس فإن أي إنجاز عسكري في الجانب العراقي يصبّ في مصلحة استقرار سورية».
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، غير بيدرسن، التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أول أمس في دمشق في إطار جولة مشاورات جديدة يجريها لبحث العملية السياسية في البلاد.
ووصل بيدرسن إلى العاصمة السورية السبت في ثالث زيارة له إلى سورية منذ توليه منصبه في يناير الماضي.
وقال المبعوث الأممي في تصريح للصحافيين أدلى به عقب لقائه المعلم: «أجرينا مباحثات مفصلة ومهمة وسنتابع النقاش بعد ظهر اليوم»، مضيفاً: «من المنصف القول إننا نتطرق الآن إلى جميع المسائل.. وقد باتت كلها على الطاولة».
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أنه جرى خلال اللقاء «استعراض الجهود المبذولة من أجل إحراز تقدّم في المسار السياسي لحل الأزمة في سورية واستكمال المشاورات المتعلقة بالعملية السياسية بما في ذلك لجنة مناقشة الدستور».
كما أطلع بيدرسن الجانب السوري على النشاطات التي قام بها منذ زيارته الأخيرة إلى دمشق الشهر الماضي.
ومنذ تعيينه مبعوثاً أممياً خاصاً إلى سورية، خلفاً لستيفان دي ميستورا، أجرى بيدرسن اجتماعات مكثفة مع مسؤولين حكوميين ومعارضين سوريين، في مسعى منه لإحياء المفاوضات المتعثرة بين الحكومة والمعارضة السوريتين برعاية المنظمة الأممية في جنيف.
وتمحورت جهود سلفه دي ميستورا في العام الأخير من عمله حول تشكيل لجنة صياغة دستور سوري جديد، اقترحته الدول الثلاث الضامنة لعملية السلام في أستانا، وهي روسيا وإيران وتركيا.
وتطالب المعارضة السورية بوضع دستور جديد للبلاد، فيما تُصرّ الحكومة على مناقشة الدستور القائم وإدخال تعديلات عليه.
على صعيد آخر، أكد نائب وزير الخارجية السورية، فيصل المقداد، أمس، بأن الآلية الدولية المحايدة والمستقلة للتحقيق في الجرائم في سورية عديمة الشرعية وتقوض جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسون حيال إقامة حوار بين السوريين، ودمشق قادرة على تحقيق العدالة بمفردها.
وجاء في بيان وزارة الخارجية السورية، أعلن المقداد، أن الآلية غير شرعية، وأشار إلى أن القرار 71/248، بشأن إنشائها تمّ تبنيه خارج تفويض الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف البيان: «أكد مقداد، على أن الجمهورية السورية قادرة تمامًا على تحقيق العدالة من خلال مؤسساتها القانونية والقضائية، وينبغي أن تدرك الدول الأعضاء الآثار القانونية والسياسية الخطيرة للجهود المتحيّزة الرامية إلى تعميم مثل هذه «الآليات» حتى تصبح مثالاً لاستخدامها في الحالات الأخرى أو في البلدان التي تتعارض سياساتها مع سياسات الولايات المتحدة أو حلفائها».
كما أشار نائب وزير الخارجية، إلى أن هذه الآلية «تقوض جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية لضمان الحوار بين السوريين بحثًا عن حل للنزاع السوري».
يذكر أن الأمم المتحدة أنشأت آلية دولية تزعم محايدتها واستقلالها في 21 كانون الأول / ديسمبر 2016 ، لجمع الأدلة التي من شأنها تسهيل وتسريع التحقيق ومحاكمة المسؤولين عن أخطر الجرائم بموجب القانون الدولي، المرتكبة في سورية منذ آذار/مارس 2011، وملاحقتهم قضائياً. ويقع مقر الآلية في جنيف وهي توظف حوالي 50 شخصًا، بينهم محامون وخبراء ومترجمون.
إلى ذلك، اتخذت الحكومة السورية الأحد، جملة إجراءات سريعة لمواجهة أزمة البنزين التي تواجهها البلاد، والتي نشبت بشكل أساسي بسبب العقوبات الغربية المفروضة على دمشق.
وذكرت صحيفة «الوطن» أن مجلس الوزراء قرر خلال جلسته الأسبوعية أمس، خفض كميات البنزين المخصصة للآليات الحكومية بنسبة 50 ، ووضع محطات وقود متنقلة، وتشغيل المحطات المتوقفة بإشراف مباشر من وزارة النفط والثروة المعدنية.
كذلك قرر المجلس وضع إجراءات جديدة لضبط توزيع مخصصات محطات الوقود، مع مراعاة الكثافة السكانية في كل منطقة بما يحقق العدالة والحد من أي هدر أو تهريب أو احتكار.
كما تمّ تكليف المحافظين بتشكيل فرق عمل في المحافظات السورية تكون مسؤولة عن الإشراف المباشر ومراقبة توزيع المشتقات النفطية على المواطنين، والتواجد المستمر لتخفيف العبء المتعلق بمدة الانتظار وتخفيف الازدحام وضمان حصول المواطن على مخصصاته كاملة.
وطلب مجلس الوزراء من وزارة النفط والثروة المعدنية الاستمرار بتأهيل الآبار والمشاريع النفطية والغازية في المناطق المحرّرة من الإرهاب وإعادتها للعمل.
ميدانياً، دمّرت راجمات الصواريخ التابعة للجيش السوري في ريف حماة الشمالي أرتالاً وتحركات معادية تابعة لقوات النخبة في هيئة تحرير الشام الإرهابية، بمنطقة خان شيخون جنوب إدلب.
وقال مصدر عسكري: إن قوات الرصد والاستطلاع في الجيش السوري تمكنت، مساء الأحد، من كشف تحركات معادية للمجموعات المسلحة على محاور ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، بعدما أطلقت عشرات القنابل المضيئة على كامل الجبهة الجنوبية لمحافظة إدلب، موضحاً أن وحدات الجيش تعاملت مع أرتال عسكرية وتحركات معادية تابعة لقوات النخبة بالهيئة التي يؤلف المقاتلون الأجانب والعرب النسبة الأكبر من عديدها.
وأضاف المصدر، أن وحدات الجيش قصفت هذه الأرتال بأكثر من 40 صاروخاً على محور مدينة خان شيخون جنوب إدلب، حيث كانت المجموعات المسلحة تقوم باستقدام تعزيزات عسكرية لها وحشد مسلحيها على هذا المحور، ما أدى إلى تدمير عدة آليات تابعة للمجموعات الإرهابية المسلحة بما فيها من إرهابيين، مشيراً إلى معلومات مؤكدة وردت عن مقتل وإصابة عشرات المسلحين نتيجة القصف الصاروخي المركز.
وتسيطر هيئة تحرير الشام «على ما لا يقلّ عن 90 بالمئة من محافظة إدلب، وذلك بعدما أفضى اتفاق بينها وبين الفصائل التي تموّلها تركيا إلى تسليم المحاور الرئيسية التي كانت تسيطر عليها الأخيرة في معرة النعمان وخان شيخون إلى قوات النخبة في الهيئة والإبقاء على مقار «الجبهة الوطنية للتحرير» تحت سيطرة الميليشيات التركية، مع إلحاق المؤسسات داخل المدينتين بحكومة الإنقاذ التي تتخذها جبهة النصرة واجهة لها في إدلب والأجزاء التي تسيطر عليها من أرياف حماة وحلب.
وتتكون قوات النخبة في هيئة تحرير الشام من مقاتلين أجانب وعرب ومن جنسيات مختلفة أبرزها جنسيات سورية وخليجية ومصرية وليبية وتونسية.
وتعد مجموعات العصائب الحمراء أكبر أقسام قوات النخبة في الهيئة، ويتميز عناصرها بوضع عصائب حمراء اللون «أشرطة حمراء»، وتعد أحد مراكز الثقل التي يهيمن عليها الأمير الشرعي في إدلب، أبو اليقظان المصري.
واشتهرت قوات النخبة في هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة» بدموية إرهابييها وبارتكابهم مجازر وحشية بحق المدنيين وبحق الأسرى من الجنود السوريين، كما تشتهر بتكفيرها كل من يعارضها.