القومي في الوطن وعبر الحدود يحْيي عيد التأسيس الـ82 بعلبك
أحيت منفذية بعلبك في الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد التأسيس باحتفال حضره عميد الداخلية المندوب السياسي للبقاع في الحزب صبحي ياغي، ومنفذ عام بعلبك علي عرار وأعضاء هيئة المنفذية، إضافة الى عدد من المسؤولين وأعضاء المجلس القومي.
كما حضر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب كامل الرفاعي، مسؤول منطقة البقاع في حزب الله النائب السابق محمد ياغي، ووفود من حركة أمل، وحزب البعث العربي الاشتراكي، المرابطون، وحزب الاتحاد، وممثلون عن الفصائل الفلسطينية، ورؤساء وأعضاء مجالس بلدية ومختارون وفاعليات وجمع من القوميين والمواطنين.
استهلّ الاحتفال بكلمة ترحيب ألقاها فادي ياغي، وألقى عضو المجلس القومي عباس الدبس كلمة عن معنى المناسبة.
كلمة مركز الحزب
وألقى العميد ياغي كلمة مركز الحزب قال فيها: «التأسيس هو فعل مستمرّ من أجل حياة جديدة، هو الانتصار على الطائفية والاقطاع والفردية، هو حرب على المفاسد والانحراف، هو العمل المتواصل الذي لا ينقطع، هو الردّ على التجزئة والتقسيم لبلادنا، هو السرّ الذي زرع الأرض شهداء، هو دعوة دائمة إلى تحقيق الانتصارات».
وأضاف: «العقيدة القومية الاجتماعية ليست نظرية للوصوليين، بل دعوة الى المعرفة وأسلوب جديد في التفكير، والتأسيس هو وعي المسؤولية التاريخية، فلا تسمح النهضة لنفسها أن تتدجّن سلوكاً ونضالاً وفي كلّ الظروف، ولا أن تنحدر ممالأة واسترضاء لغايات خصوصية».
وأشار ياغي إلى أننا لم نتعاقد مع سعاده على أمر عارض أو منفعة خاصة أو شأن جزئي، إنما تعاقدنا على أمر خطير يساوي كلّ وجودنا، وهذا التعاقد حققته نفوس لا ترضى بالإيمان المستكين وبالنوايا التي لا تفعل، ولا بالرأي الذي لا يواجه والإرادة التي لا تصارع، ولا بالجهد الذي لا يفيد والولاء الذي لا ينخرط في نظام الفكر والنهج، هي نفوس تؤمن بالصراع والانتصار، لأنها نفوس تؤمن بأنّ الحياة كلها وقفة عز فقط.
وتابع: «82 سنة وأنتم أيها القوميون تواجهون مشاريع الانعزال الكيانية والعصابات الطائفية والمذهبية والفردية، من مجزرة عينطورة وما قبلها وصولاً إلى مجزرة حلبا، تعرّضتم للسجون والتنكيل والاضطهاد وبقيتم مؤمنين بقضيتكم لا تهزمكم الأعاصير ولا تلين لكم إرادة ولا تضعف لكم عزيمة، بقيتم أبطالاً تتحمّلون عبء الالتزام والجهاد تعملون لانتصار المبادئ التي بها آمنتم.
82 سنة قدّمتم خلالها نموذجاً مميّزاً في الإيمان والبطولة والفداء في الدفاع عن وحدة المجتمع، نجحتم في أصعب امتحان أن قضيتم على الطائفية والمذهبية في صفوفكم، وواجهتم مشاريع التفتيت والتقسيم ودفعتم آلاف الشهداء والجرحى».
وأردف قائلاً: «لقد استشرف سعاده باكراً مخاطر الغزو اليهودي لبلادنا محذّراً من مفاعيل سايكس بيكو، كما نبّه إلى خطر الحزبيات الطائفية والمذهبية المدمّرة لحياتنا واليوم نشهد على صحة استشرافه وندفع ثمن التآمر والخيانة والضعف.
منذ التأسيس قاوم حزبنا كلّ أشكال الاحتلال فقدم الشهداء من سعيد العاص إلى سناء محيدلي وخالد علوان ومحمد عواد وغيرهم كثر، هو نهج استشهادي مقاوم لن يتغيّر ولن يتبدّل. وفي لبنان ونحن على مقربة من عيد الاستقلال نستذكر الشهيد القومي سعيد فخر الدين شهيداً أوّلاً لاستقلال لبنان والشهيد القومي حسن عبد الساتر شهيد العلم».
وقال ياغي: «اليوم تواجه أمتنا عدواناً وإرهاباً من نوع آخر، فما يجري صراع مصيري بين المشروع الأميركي ـ الإسرائيلي وأدواته من قوى إرهابية متطرفة، مشروع هدفه القضاء على المقاومة في الأمة وتقسيم المقسّم وضرب الحاضن القومي وإضعافه، وبين قوى المقاومة والوحدة، وفي مقدّمها سورية بقيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد، الساعية إلى تحصين المجتمع ورفع جهوزية المواجهة وحماية المقاومة ودعمها من أجل تحرير كامل الأرض.
هي حرب على الهوية الحضارية، حرب على وحدة الحياة في مجتمعنا، حرب على كلّ إنجاز أو تقدّم علمي تمثلت في اغتيال العلماء في سورية والعراق هي حرب تقسيم وتفتيت.
إنّ الإرهاب يضرب اليوم في كلّ أنحاء الوطن، من فلسطين حيث إرهاب الدولة المنظم الذي يستهدف الأطفال والنساء والشيوخ، وبناء المستعمرات. إلى العراق الشاهد على إجرام تلك العصابات الإرهابية التي ارتكبت وترتكب المجازر يومياً، وتتفنّن في أساليب القتل والتعذيب وترسل السيارات المفخخة لقتل مزيد من الأبرياء.
أما سورية، فإنها تدفع ضريبة موقفها القومي المتمسك بالثوابت، ومنذ اللحظة الأولى كنا نرى أنّ المسألة تتعدّى مسألة معارضة وموالاة، بل مشروع إسقاط الدولة في سورية بكلّ مؤسساتها، مشروع تدمير حاضن المقاومة وإضعافه خدمة للعدو الإسرائيلي، إلا أنهم فشلوا وخابوا، على رغم كلّ الخسائر التي دفعها شعبنا وجيشنا في سورية، فشلوا بسبب حكمة القائد الأسد وصبر الناس وبطولات بواسل الجيش السوري وإلى جانبه قوى المقاومة».
وتابع ياغي: «إنّ الحرب العدوانية الإرهابية على سورية تستهدف إسقاط كلّ الأمة وقواها الحية، لأنه لو قدّر لهم تحقيق حلمهم لكانت تهاوت كلّ هذه الدول، ولتمكنت إسرائيل من تحقيق حلمها التوراتي في السيطرة على مقدرات البلاد وثرواتها بعد أن تكون أمتنا قسّمت الى إمارات لا أراكم الله هكذا خلفاء وهكذا أمراء».
وإذ اعتبر أنّ المعركة ضدّ الارهاب واحدة، والمصير واحد، ولا يمكن أن ننعزل وكأننا في جزيرة، توجّه ياغي إلى الحكومة اللبنانية مؤكداً ضرورة الاتصال بالحكومة السورية لبدء التنسيق في مكافحة الإرهاب، لافتاً إلى أنّ الأمور الأمنية لن تستقيم في لبنان إلا بالتنسيق مع سورية، فالمطلوب التنسيق بين الجيش اللبناني والجيش السوري من أجل تحرير العسكريين المخطوفين، ومن أجل توحيد الجهود لحماية شعبنا وبلادنا وصدّ هذه الهجمة الإرهابية والقضاء عليها.
ورأى ياغي أنّ لبنان محكوم بالعهر السياسي، فها هم يذهبون إلى قطر وتركيا من أجل مسألة العسكريين ولا يجرون اتصالاً مع سورية! يدعون إلى تسليح الجيش ولا يقبلون الهبة الإيرانية! وأمام هذا الواقع السياسي ندعو إلى تشكيل جبهة شعبية لمكافحة الإرهاب تنخرط فيها كلّ القوى والشخصيات من لبنان إلى سورية إلى العراق.
وأكد ياغي ضرورة دعم الجيش اللبناني والوقوف إلى جانبه في مواجهة هذا الإرهاب. كما دعا إلى انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية يكون رئيساً لكلّ لبنان يؤمن بالمقاومة وبالعلاقة المميّزة مع سورية.
وجدّد مطالبة الجيش والقوى الأمنية بالضرب بيد من حديد لكلّ المخلين بالأمن، وقال: «لا يسعنا إلا التوجه بأحرّ التعازي من أهالي بتدعي ومن آل الفخري والتمني بالشفاء العاجل للجرحى على إثر الجريمة التي وقعت، والتأكيد على ضرورة اعتقال الفاعلين ومحاكمتهم وإنزال أشدّ العقوبات بهم أمام هول هذا العمل الإجرامي».
وختم ياغي قائلاً: «في عيد التأسيس نجدّد العهد للمؤسس وللشهداء بأننا مستمرون وثابتون على قسمنا، وعهدنا أن نبقى حزباً قومياً مقاوِماً لا يهادن ولا يساوم».