ترجيحات.. حريق نوتردام قد يكون حادثاً يونكر: الحريق سبب «جرحاً» لأوروبا
قال ممثلو ادعاء فرنسيون أمس، إن «الحريق الذي استعر في كاتدرائية نوتردام ربما يكون ناجماً عن حادث». وذلك بعدما أخمد رجال الإطفاء النيران المشتعلة في الأطلال خلال ليل الاثنين.
وقال المدعي العام في باريس ريمي إيتس «نميل لنظرية أنه كان حادثاً». وأضاف «أن 50 شخصاً يعكفون على تحقيق من المتوقع أن يكون طويلاً ومعقداً».
ومن الخارج بدا برجا الجرس والجدران الخارجية صامدة. لكن النيران أتت على أروقة الكاتدرائية والهيكل العلوي.
وقال جابرييل بلوس المتحدث باسم إدارة الإطفاء للصحافيين «أخمدنا الحريق بالكامل. مهمتنا اليوم مراقبة الهيكل وتحركاته».
وفتح مكتب المدعي العام في باريس تحقيقاً بشأن «الدمار غير المتعمد نتيجة الحريق».
وقال مكتب المدعي العام إن «الشرطة بدأت تستجوب العمال المشاركين في أعمال الترميم».
وقال وزير الثقافة فرانك رييستير «إنها رمز لبلدنا كان مهدداً بالدمار». وأضاف أن «رجال الإطفاء الذين دخلوا الكاتدرائية المحترقة أنقذوا العديد من كنوزها لكن بعض اللوحات لا تزال في الداخل ومهددة بالتلف بسبب الدخان والمياه».
بروكسل: دمار كاتدرائية نوتردام في باريس ضربة لأوروبا بأسرها
قال رؤساء أوروبيون في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ أمس، إن «دمار كاتدرائية نوتردام في باريس ضربة لأوروبا بأسرها». وأضافوا أن «القارة كلها ستساهم في إعادة بنائها».
وقال جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية لأعضاء البرلمان «أوروبا جريحة. فرنسا جريحة»، متعهداً بـ»تضامن الاتحاد الأوروبي».
وقال يونكر «نحن جميعاً مكلومون. كان أول أمس مروعاً لجميع من يحبون فرنسا ويحبون باريس».
واستكمل «في حياتنا جميعاً باريس ليست مكاناً محايداً. إنها مكان نهوى عشقه من جديد. انفطرت قلوبنا لمشاهدة هذه المدينة في خضم مأساة، لا تتعلق ببناء فقط وإنما تمس حياة الشعب الفرنسي».
وأشار دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي ورئيس الوزراء البولندي السابق إلى أن «مدينة غدانسك مسقط رأسه في البلطيق دمّرتها النيران تماماً خلال الحرب العالمية الثانية لكن أعيد بناؤها».
وقال توسك: «أريد أن أقول كلمات مواساة وتضامن مع الأمة الفرنسية بأسرها في مواجهة مأساة باريس».
وأضاف «ستعيدون بناء كاتدرائيتكم. وأدعو من ستراسبورج، العاصمة الفرنسية للاتحاد الأوروبي، جميع الدول الثماني والعشرين الأعضاء للمشاركة في هذه المهمة».
وقال «أعلم أن فرنسا لا تستطيع فعل ذلك بمفردها. لكن على المحك ما هو أكثر من مجرد المساعدة المادية. نبهنا حريق كاتدرائية نوتردام مجدداً إلى أننا نرتبط بما هو أكثر أهمية وأكثر عمقاً من المعاهدات».
وقال سيد كمال رئيس كتلة حزب المحافظين البريطاني المؤيد للخروج من الاتحاد في البرلمان الأوروبي إنه «وقت تنحية السياسة جانباً». وأضاف «آمل أن نتحد جميعاً، سواء البريطانيين أو الأوروبيين أو من هم خارج أوروبا والمشاركة في هذه العملية لإعادة البناء».
ودعا أنطونيو تاياني رئيس البرلمان الأوروبي أمس، أعضاء البرلمان وعددهم 751 عضواً لـ»التبرّع براتب». وقال بالفرنسية «قلبي مفطور بصفتي أحد سكان باريس سابقاً وبصفتي مواطناً إيطالياً وأوروبياً. قلوبنا جميعاً مفطورة بسبب ما حدث في باريس أول أمس».
وأعلن قصر بكنغهام أن «الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا بعثت برسالة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبرت فيها عن حزنها العميق بسبب الحريق الذي التهم كاتدرائية نوتردام». وأضافت أنها «تصلي من أجل فرنسا».
كما قال الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا بعدما علم بنبأ الحريق إن «قلبه مفطور بشدة».
وقالت الملكة في رسالتها «أنا والأمير فيليب شعرنا بحزن عميق عندما شاهدنا صور الحريق الذي التهم كاتدرائية نوتردام. أعبر عن خالص تقديري للعاملين في خدمات الطوارئ الذين غامروا بحياتهم في محاولة لإنقاذ هذا الأثر الوطني المهم».
تبرّعات بالملايين لإعادة البناء..
وتعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ»إعادة بناء كاتدرائية نوتردام التي تعتبر أحد أرقى نماذج الطراز المعماري لكاتدرائيات العصر القوطي في فرنسا ويزورها أكثر من 13 مليون شخص سنوياً».
وقال برتران دو فيدو من مؤسسة فونداسيون دو باتريموان الخيرية المعنية بحماية التراث الفرنسي إن «الوقت لا يزال مبكراً لتحديد تكلفة إصلاح الضرر لكن من المرجح أن تبلغ مئات الملايين من الدولارات».
وتعهد اثنان من أغنى رجال الأعمال في فرنسا بـ»تقديم تبرعات». وقدم فرانسوا هنري بينو الرئيس التنفيذي لمجموعة كيرينغ المالكة لعلامات تجارية منها جوتشي وإيف سان لوران تبرعاً بقيمة 100 مليون يورو 113 مليون دولار كما أعلن الملياردير برنار أرنو المساهم الرئيسي في مجموعة إل.في.إم.إتش للسلع الفاخرة تبرعه بمبلغ 200 مليون يورو.
وتعهدت مدينة باريس بالتبرّع بخمسين مليون يورو.
وانطلقت حملات أخرى في الولايات المتحدة. وتعهد الكثيرون من جميع أنحاء العالم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتقديم تبرعات.
وقال باولو فيوليني، وهو خبير ترميم متخصص في متاحف الفاتيكان، إن «وتيرة انتشار الحريق في أنحاء الكاتدرائية صادمة». وأضاف «اعتدنا على التفكير بشأنها على أنها خالدة لأنها ببساطة شُيدت منذ قرون أو ألف عام لكنها في الواقع شديدة الهشاشة».
وقال الأسقف باتريك شوفيه كبير قساوسة كاتدرائية نوتردام إنه «تم إنقاذ إكليل الشوك المصنوع من القصب والذهب ورداء يعتقد أن الملك سان لويس ملك فرنسا في القرن الثالث عشر ارتداه».
وكان تم نقل التماثيل النحاسية التي تجسد الحواريين الاثني عشر وكتاب الأناجيل الأربعة الأسبوع الماضي بواسطة رافعة في إطار أعمال الترميم.