تنديد واسع بالتفجيرات الإجرامية في سريلانكا: لجهد دولي موحّد لمواجهة الإرهاب واستئصاله
ندّد رؤساء وأحزاب وفاعليات، بالتفجيرات الوحشية التي استهدفت أول من أمس، كنائس وفنادق في العاصمة السريلانكية كولومبو، وأدّت إلى سقوط 290 قتيلا وأكثر من 500 جريح.
وفي هذا السياق، أبرق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى رئيس جمهورية سريلانكا مايثريبالا سيريسينا مندّداً بالأعمال الإرهابية ومعزياً بالضحايا الذين سقطوا، ومتمنياً الشفاء العاجل للجرحى.
وقال في برقيته «إني في هذه اللحظات الصعبة التي يمرّ بها بلدكم الصديق، أؤكد لكم تضامن لبنان رئيساً وشعباً معكم ومع الشعب السريلانكي الصديق» سائلاً الله «أن يجنّب سريلانكا مثل هذه الأعمال المدانة التي استهدفت آمنين في أماكن عبادة ومؤسسات فندقية وأهلية».
وأكد انّ الحاجة باتت ملحة لجهد دولي موحد لمواجهة الإرهاب واستئصاله.
بدوره استنكر رئيس مجلس النوّاب نبيه بري، باسمه وباسم المجلس، التفجيرات الإرهابية، فيما غرّد رئيس الحكومة سعد الحريري عبر «تويتر» قائلاً «كلّ التضامن مع سريلانكا وشعبها في وجه الإرهاب الأعمى الذي ضرب كنائسها يوم الفصح».
وقال وزير الثقافة محمد داود «ما حصل في سريلانكا بحق المصلين في الكنائس ونزلاء الفنادق، إرهاب مدان بكلّ المقاييس، ويؤكد مجدّداً حاجة العالم الملحة لنبذ التعصّب وتقديم منطق التسامح والمحبة على منطق الحقد والكراهية».
ودانت وزارة الخارجية والمغتربين الجريمة الإرهابية وقالت في بيان «مرة جديدة يضرب الإرهاب والتطرف المدنيين الآمنين، ما يستدعي المزيد من التنسيق والتعاون بين الدول للقضاء عليه». ودعت إلى «وقفة ضمير من حكّام العالم لوقف التساهل أمام من يغذي ويموّل ويسلّح الإرهابيين لأن آفة الإرهاب لن توفّر أحداً وستطال كل المعتقدات والأديان».
ورأى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، أنّ «لغة العنف والحقد والكراهية التي تعصف بعقول صغار النفوس وتفرض جلجلة أليمة على أبرياء ذنبهم أنهم يؤمنون بالله الواحد المخلص، لا تفرق بين مسلم ومسيحي، وهي لا بدّ من أن تزول مع بزوغ فجر قيامة يمحو بنوره كلّ ثقافة كراهية وظلامية إرهاب وجهل، تستنكره جميع الأديان».
وأشار مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في تصريح، إلى «أنّ الإسلام يحرّم الاعتداء على النفس البشرية وإيذائها، وما حصل في سريلانكا يحمل بصمات إرهابية عدوانية إجرامية ضدّ الأديان السماوية التي تدعو إلى التعامل مع الآخر بكلّ احترام».
وشدّد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، في تصريح، على «ضرورة التكاتف بوجه كلّ أشكال الإرهاب والتطرف والعنف، والعمل الحثيث وبشكل يومي على محاربة هذه الأفكار والتصرفات الظلامية بالتنمية ومكافحة الفقر والجهل والعدالة الاجتماعية والحوار والتواصل ونشر المحبة والخطاب الجامع».
واعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أنّ «ما جرى اليوم من تفجيرات استهدفت بعض الكنائس والفنادق في سيرلانكا، وقبله في نيوزيلندا، أدّت إلى سقوط العشرات من الضحايا والجرحى الأبرياء، أمر نستنكره وندينه بأشدّ العبارات، ولكن هذا لا يكفي، ولا يمكن أن يكون رادعاً لأهل الشر، إذا لم تتضافر الجهود الإقليمية والدولية كافة، وتعمل بصدق وجدية، على مكافحة ووضع الحدّ لمثل هذه الظواهر التكفيرية وهذه الثقافات والنزعات الفتنوية، التي لا يقبلها أي دين».
وعلّق رئيس التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنباط على تفجيرات سريلانكا، قائلاً عبر حسابه على «تويتر» «غريب حال هذه الدنيا، من يقف وراء التفجيرات في سريلانكا؟ بالأمس كانت بلاد هادئة تنعم بالاستقرار واليوم ضربها الإرهاب الأعمى. فلتكن الصلاة على راحة الضحايا على مختلف أديانهم وأعراقهم. الله واحد».
وغرّد رئيس «حزب التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب عبر «تويتر» « لا أحد يتصوّر حجم العقل الإجرامي الذي ضرب الكنائس في سريلانكا. نتضامن مع شعبها الطيب».
ودانت هيئة التنسيق في لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية، في بيان «الجرائم الإرهابية التي شهدتها سريلانكا، وأدّت إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى»، مؤكدةً أنّ «هذه الجرائم الإرهابية، التي استهدفت المؤمنين الآمنين، أثناء احتفالهم بعيد الفصح المجيد، إنما تستهدف إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السريلانكي، ومحاولة دفع المسيحيين إلى هجرة بلدهم».
وأشارت إلى أنّ «مثل هذه العمليات الوحشية، إنما هي نتيجة مباشرة لدعم وتمويل الإرهاب التكفيري في سورية والعراق وليبيا، وغيرها من الدول في العالم»، معتبرةً أن «الجماعات الإرهابية، ولا سيما داعش والنصرة، إنما هي صنيعة الولايات المتحدة الأميركية والأنظمة الرجعية التابعة لها، التي تولّت دعم إنشاء الجماعات الإرهابية، لتنفيذ المخططات الأميركية، الهادفة إلى إثارة الفوضى والفتن خدمة لمشاريعها».
وأوضحت أنّ «السياسة الأميركية هي المسؤولة عن تشجيع التطرف والتكفير وانتشار الجماعات الإرهابية والجرائم التي ترتكبها، والتي حصدت الكثير من الأبرياء في سريلانكا، وقبلها في نيوزلندا وفرنسا وبلجيكا وغيرها من الدول، وأنّ التصدي لهذه الجماعات، إنما يستدعي التعاون والتنسيق بين مختلف دول العالم، وخاصة تلك التي تعاني من الإرهاب، لمحاصرة الجماعات الإرهابية ووقف دعمها وتمويلها والقضاء عليها، واتخاذ الإجراءات العقابية بحق الدول، التي تقدم لها الدعم والحماية».
وإذ جدّدت إدانتها واستنكارها «للهجمات الإرهابية التي شهدتها سريلانكا»، تقدّمت من الحكومة والشعب السريلانكي بأحر التعازي بالشهداء الأبرياء، متمنيةً للجرحى الشفاء العاجل.
كما دان حزب الله، في بيان، التفجيرات مستنكراً «بشدة التعرّض للمؤمنين ولدور العبادة أيام الأعياد المجيدة». وجدد التأكيد أن الارهاب لا دين له، داعياً «جميع المؤمنين في العالم على اختلاف انتماءاتهم الدينية والمذهبية، إلى الوقوف صفاً واحداً في مواجهة هذه الآفة الخطيرة سواء كانت أفراداً أو كيانات مصطنعة».
واعتبر مكتب العلاقات الخارجية والمغتربين المركزي في حركة أمل ، في بيان، «أنّ هذه الأعمال الإرهابية بعيدة كل البعد عن رسالة الأديان التي من أجلها وجد الإنسان لا بل هي لا تمت إليها بصلة».
واستنكر «تجمّع العلماء المسلمين» «أسلوب التفجير والاغتيالات من أية جهة أتت»، معتبراً أنها «مسيئة لمن يقوم بها، ولما ينتمون إليه، من فكر أو عقيدة»، داعياً إلى «اعتماد لغة الحوار في نقل الأفكار والتوصل إلى حلول في الأزمات».
ورأت «جبهة العمل الإسلامي» أننا «أمام مرحلة خطيرة من معركتنا ضدّ الإرهاب، لذا لا بدّ من تكاتف الجهود المخلصة الصادقة لمحاربته، ولعودة الحق إلى أهله، لا سيما في فلسطين المحتلة، والقضاء على الجرثومة الإرهابية السرطانية الصهيونية الغاشمة».