بغداد.. أميركا ليست وصيةً على العراق

أكدت لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية، أمس، عزمها الضغط على الجانب الأميركي للعدول عن قرار عدم شمول العراق بالاستثناء من العقوبات على طهران، مشيرة الى أن الالتزام بتلك العقوبات سيضر بالعراق مع بدء موسم الصيف والحاجة الى الكهرباء والغاز السائل، وشددت على حاجة البلاد للتمديد ستة أشهر على الاقل لحين انتهاء موسم الصيف.

وقال عضو اللجنة النائب حسن فدعم، إن «واشنطن قد تعمل على تجديد الاستثناءات للعراق من عقوباتها على طهران»، مبيناً ان «لجنة العلاقات الخارجية ستعمل بكل قوة ومن خلال علاقاتها للضغط على الجانب الاميركي لتمديد استثناء العراق من تلك العقوبات».

واضاف فدعم، أن «مصالح العراق في المنطقة مبنية على تبادل المصالح مع دول المنطقة وخاصة إيران، لكونها دولة مهمة تربطنا معها حدود طويلة ومشتركات عديدة وتبادل تجاري كبير»، لافتاً الى انه «ليس من مصلحة العراق ان يكون اداة لفرض العقوبات على إيران وبحال قبلت الادارة السياسية في العراق على تطبيق العقوبات فهو قرار خاطئ وسيضر بمصالح العراق واقتصاده وسيؤثر سلباً على علاقات العراق بجيرانه وينعكس سلباً على استقرار الشرق الاوسط».

واكد فدعم، ان «العراق يستورد الغاز السائل والكهرباء من إيران ونحن على ابواب فصل الصيف وليس لدينا الوقت الكافي والمقدرة على تغطية تلك الحاجات، ما يجعلنا في موقف صعب جداً سيضر بالشعب العراقي بشكل مباشر»، مشدداً على اننا «بأقل تقدير قد نطلب الاستثناء لستة أشهر المقبلة لحين انتهاء فصل الصيف لان قبول العقوبات سيخلق مشكلة كبيرة لنا».

وفي السياق، اعتبر نائب رئيس الوزراء السابق بهاء الأعرجي، الثلاثاء، أن التزام العراق بقرار الولايات المُتحدة بعدم استثنائه من العقوبات على إيران «خرقٌ للسيادة العراقيّة»، داعياً جميع الكتل السياسيّة الى دعم الحكومة العراقيّة لاستمرار التعامل مع إيران.

وقال الأعرجي في بيان، إن «التزام العراق بقرار الولايات المُتحدة الأميركية الأخير بعدم استثنائه من العقوبات الأحادية الجانب، خرق للسيادة العراقيّة واعتبار أميركا وصيةً على العراق»، مبيناً أن «هذا القرار لم يكن أُممياً».

واضاف أن «التزام بعض الدول به كان لأسبابٍ سياسية وليست قانونية، فيما أنه يتنافى مع سياسة العراق الجديدة بضرورة الانفتاح على جميع دول الجوار بما يُحقّق المصلحة العراقيّة».

ودعا الأعرجي «جميع الكتل السياسيّة، سواء تلك التي تتفق أو تختلف مع إيران، دعم الحكومة العراقيّة لاستمرار التعامل مع إيران لتحقيق استقلال القرار العراقيّ».

من جهته، أكد رئيس تحالف الاصلاح والاعمار عمار الحكيم، للقائم بأعمال السفارة الاميركية في بغداد، أمس، أن العقوبات الاقتصادية وتجويع الشعوب «سياسة غير مجدية» ، مشدداً على أن الحوار هو السبيل الامثل لحل الخلافات.

وقال الحكيم في بيان صدر عقب استقباله، القائم بأعمال السفارة الأميركية في بغداد جوي هود، إنه «تم بحث تطورات الشأن السياسي في العراق والمنطقة، والعلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة الاميركية وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة».

وشدد الحكيم على «ابتعاد العراق عن المحاور الدولية»، مشيراً الى أن «مصلحته الوطنية العليا ومصلحة أبناء شعبه هي البوصلة في علاقاته مع الجميع».

وأكد الحكيم في الوقت ذاته على ان «سياسة العقوبات الاقتصادية وتجويع الشعوب سياسة غير مجدية ولا يمكن اعتمادها في حل الخلافات»، مشيرا الى أن «الحوار هو السبيل الامثل لحله».

وأعلن البيت الابيض، الاثنين، أن الرئيس الاميركي دونالد ترامب قرر عدم تمديد الاعفاءات الممنوحة لبعض الدول من العقوبات الإيرانية، فيما اشار الى أن السعودية والإمارات وافقتا على إجراءات مرحلية لتأمين النقص في سوق النفط.

وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات في تشرين الثاني الماضي على صادرات النفط الإيرانية، بعد أن انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جانب واحد من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست دول كبرى.

وبعد إعادة فرض عقوباتها على طهران منحت واشنطن استثناءات لثماني دول الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتركيا وإيطاليا واليونان لمدة 6 أشهر يمكنها خلالها شراء النفط الإيراني دون أن تتعرّض لعقوبات أميركية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى