البيت الأبيض يحيي ذكرى «الإبادة الجماعية للأرمن» ويصفها بـ«الكارثة الكبرى» وتركيا تعلّق..

قال البيت الأبيض في بيان له أمس، «اليوم نحتفل بميدس ييغرن الكارثة الكبرى بالأرمنية ونكرّم ذكرى أولئك الذين عانوا في واحدة من أسوأ الفظائع الجماعيّة في القرن العشرين.. ابتداء من عام 1915 تم ترحيل مليون ونصف المليون أرمني أو ذبحهم أو تشتيتهم حتى وفاتهم في السنوات الأخيرة من الدولة العثمانية».

وأضاف «في يوم الاحتفال هذا ننضمّ مرة أخرى إلى المجتمع الأرمني في الولايات المتحدة وحول العالم حداداً على الأرواح الكثيرة التي أزهقت».

وتابع قائلاً «في هذا اليوم نكرّم أيضاً ونعترف بعمل أولئك الذين حاولوا إنهاء العنف، وكذلك أولئك الذين سعوا إلى ضمان عدم تكرار مثل تلك الفظائع».

وذكّر البيت الأبيض بـ»مساهمات الأميركيين» التي وصفها بـ»السخية والذين ساعدوا في إنقاذ الأرواح وإعادة بناء المجتمعات الأرمنية».

وفي ختام البيان قال البيت الأبيض «نتعهد بأن نأخذ العبرة من دروس الماضي حتى لا تتكرر تلك الأحداث مرة أخرى، ونرحب بجهود الأرمن والأتراك في التعامل مع تلك الأحداث وتقبلها».

وأثارت واشنطن غضب تركيا بانتقادها مجازر العام 1915 ضد الأرمن ووصف ترامب لها بأنها «الكارثة الكبرى».

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان أمس، إنها «ترفض بيان الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول أحداث عام 1915 المتعلقة بإبادة الأرمن». وأكدت الخارجية أن «بيان ترامب بشأن أحداث 1915 لا قيمة له».

وشددت على أنه «من غير المقبول أبداً تشويه التاريخ لاعتبارات سياسية داخلية»، بحسب زعمها.

وأضاف البيان «وفي الفترة نفسها نذكر ترامب أن أكثر من 500 ألف مسلم قتلوا على أيدي متمردين من الأرمن، وندعوه لأن يكون عادلاً»، على حدّ قولها.

وتابع بيان الخارجية التركية، «إننا وبهذه المناسبة نستذكر بحزن الضحايا الذين فقدوا أرواحهم من المسلمين والمسيحيين واليهود خلال فترة انهيار الإمبراطورية العثمانية».

جدير بالذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب استخدم للمرة الثانية عبارة «الكارثة الكبرى» «Meds Yeghern» لأحداث عام 1915 منذ توليه منصب الرئاسة، كما استخدمها سابقاً الرئيس باراك أوباما.

وتطالب أرمينيا واللوبيات الأرمنية في أنحاء العالم بشكل عام، تركيا بالاعتراف بما جرى خلال عملية التهجير في 1915 على أنه «إبادة عرقية»، وبالتالي دفع تعويضات.

وفي المقابل تؤكد تركيا عدم إمكانية إطلاق صفة «الإبادة العرقية» على أحداث 1915، بل تصفها بـ»المأساة» لكلا الطرفين، وتدعو إلى تناول الملف بعيداً عن الصراعات السياسية، وحل القضية عبر منظور «الذاكرة العادلة»، الذي يعني باختصار التخلّي عن النظرة الأحادية الجانب إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لدى الآخر.

كما تقترح تركيا القيام بأبحاث حول أحداث 1915 في أرشيفات الدول الأخرى، إضافة إلى الأرشيفات التركية والأرمنية، وإنشاء لجنة تاريخية مشتركة تضمّ مؤرخين من الأتراك والأرمن، وخبراء دوليين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى