السير تحت المطر

لا أحبّ السَّيرَ تحت المطرِ كما يدّعي العشّاقُ

بل أنتظرُ رحيلَ آخِر غيمةٍ لأُسرِعَ إلى الشّارع

وأمشي تحت ما تبقّى من شجيرات في مدينتي بعد أن اقتلع النّاس معظمها – في زمن الحرب – ليتدفّؤوا بها!

وأستمتع بقطرات المطرِ المتساقطةِ عند كلّ نسمةِ هواءٍ تداعب أوراقها!

لا أعير ألوان ثيابك أيّ انتباه ولا يهمّني إن كانت مستوردة من النّوع الفاخر أم صناعة متواضعة محليّة

كلّ ما يشغل تفكيري هي الفوضى في مظهرك إثر ارتدائك للملابسَ بسرعة كالعادة!

فزاوية القميص التي أبت أن تُحشرَ في البنطال، وذاك

الزّرّ الذي لم يُغلَق جيّداً في أعلى القميص، ولحيتكَ

الشّعثاء،…!

لم أشتمّ من قبل رائحةً لذيذةً لتراب الوطن كما يدّعي «الوطنيّون»

فأنا من فرط حبّي لهذا الوطن أشعر به كُلّاً واحداً لا يتجزّأُ

فهو ليس سماءً، تراباً، بحاراً وثماراً

بل هو:

وطنٌ!

لا أهوى السّفر كما يهواه الحالمون

فلم يعد المكان يعني لي شيئاً مذ رفعتُ رأسي

المتّكئ على كتفكَ و… لم أعد

ألقاه!

لا أرى بأجنحة الطّيور حريّةً كما يرى المقيَّدون

فمن أوّل شهقةٍ «للحياة»

ضاعت فُرص النّجاة!

لا فرق عندي بنتائجَ أيّ قِتال

طالما أنّ الدّموعَ مازالت تنهمرُ من عيون الأطفال

وجميع النّاسِ يعتبرون البدايات فُرصاً جديدة للحياة

أمّا أنا

فأرى في كلّ بداية لا تنتهي بكَ

طريقاً جديداً

للضّياع

ريم رباط – سورية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى