في حضرة قلمي

وأنا في حضرة قلمي هذه الليلة وجدته حزيناً تبدو عليه علامات الحزن والكآبة. وجدته حزيناً فاعتقدته حزناً لأجله. وإذا به حزن لأجلي حدثني عن الأوراق وكيف أصبحت في غيابي بيضاء. أخبرني عن الحبر الذي جفّ في الأقلام وقرأوا عليه فاتحة السلام. أخبرني كيف دفنوا الإلهام والكل أصبح يغرّد داخل الأسوار. أخبرني كيف نهبوا القلاع وكيف استولوا على العقول. حدثني عن اشتياق العقول والقلوب لحبري. أخبرني عن تلك الليالي التي بكى فيها حرقة من شدة انتظاري. أخبرني عن تلك الليالي التي قضيناها سوياً وكم كان لي وفياً. أخبرني عمن مسكوا الأقلام وكيف ظلم القلم بهؤلاء كيف حذفوا الضمير واتبعوا الأهواء والدنانير عانقني بشوق ولهفة. وقال أنت في حضرتي هاته الليلة فعودي وجودي وتحدّثي عن أهل الجزائر والسودان. اخبري كل الأجيال كيف حطمت الأوطان وكيف هجر السكان وكيف صارت حلب العزيزة حطام، وكيف دمرت المساجد القديمة اكشفي كيف خاننا الحكام وكيف نكثت العهود وانتحرت الرجولة وكيف سرقت من العربي الكرامة. عودي لتمتلئ الأوراق عودي فأنت لم تكتبي يوماً إلا لتنقشع شمس الحقيقة. عودي فالكلمات بك بليغة والأوراق بك مليئة عودي لتعود كل الحقيقة.

سارة بن مزيان – الجزائر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى