«القومي»: حلّ الأزمة الاقتصادية في لبنان لا يكون بفرض «أتاوات» على الناس بل بوقف الهدر والفساد وتعزيز الإنتاج الحصار والعقوبات على سورية حلقة من حلقات الحرب الإرهابية… وستفشل في تحقيق أهدافها

عقد مجلس العمد في الحزب السوري القومي الاجتماعي جلسة برئاسة رئيس الحزب حنا الناشف، بحث خلالها المستجدات على الساحة القومية، وتوقف عند الحصار الاقتصادي الذي تتعرّض له الشام وتحديات الوضع الاقتصادي في لبنان، وصدر بعد الجلسة البيان الآتي:

أولاً: توقف مجلس العمد، أمام تحديات الوضع الاقتصادي في لبنان والتداعيات السلبية التي تهدّد السواد الأعظم من اللبنانيين، ورأى أنه في ظلّ غياب رؤية اقتصادية واضحة المعالم، وفي ظلّ عدم اعتماد سياسة واضحة بهذا الخصوص قائمة على الإنتاج وليس على الاستهلاك، لا يمكن الوثوق إطلاقاً بأية إجراءات وخطوات تتحدث عن حلول اقتصادية، لا سيما أننا نشهد تبايناً وتضارباً واختلافاً على توصيف واقع البلد اقتصادياً!

وإذ يلفت مجلس العمد إلى أنّ الوضع الاقتصادي في لبنان مثقل بالديون والفساد والهدر والسمسرات والصفقات، يرى أنّ الاختلاف على تحديد سبب تردّي الأوضاع الاقتصادية، هو للتعمية على عجز الحكومة عن اتخاذ الخطوات الواجبة للمعالجة. ويسأل اللبنانيون لماذا ظهرت فجأة كلّ هذه التوصيفات والتحذيرات من الوضع الاقتصادي، على أبواب مؤتمر «سيدر»، ومباشرة بعد الحديث عن محاربة الفساد والفاسدين؟ ولماذا تتفتق عبقرية المسؤولين وتتمخض «معالجات» عجائبية على حساب الموظفين والعسكريين وذوي الدخل المحدود وعموم الفقراء؟

إنّ حلّ الأزمة الاقتصادية، لا يتمّ عن طريق فرض «أتاوات» جديدة على الناس، بل يحتاج إلى رؤية اقتصادية متكاملة، تولي القطاعات الإنتاجية لا سيما في الزراعة والتجارة والصناعة الأولوية، وتضع عنواناً رئيساً هو تحقيق العدالة الاجتماعية، وأكثر من ذلك، إنّ شرط نجاح أيّ معالجة اقتصادية، هو الانطلاق من جوهر المبدأ الإصلاحي الرابع للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يدعو إلى «إلغاء الإقطاع وتنظيم الاقتصاد القومي على أساس الإنتاج وإنصاف العمل وصيانة مصلحة الأمة والدولة»، وهذا هو الطريق الأقصر للمعالجة والذي يضمن الاستقرار إلى أمد طويل.

إنّ الجدية في المعالجة تتطلب إرادة صادقة تنتج حلولاً جذرية. وإذا كان الفساد في لبنان متأتياً من طبيعة النظام الطائفي التحاصصي، فإنّ تردّي الوضع الاقتصادي هو نتيجة الفساد المستشري، وفي هذه الحالة، لا نرى إنقاذاً للبنان من أزماته المستفحلة. ولكن، رغم كلّ التعقيدات، لا يمكن التسليم بأيّ إجراءات تطال الفقراء وأصحاب الدخل المحدود، وعلى الحكومة اللبنانية أن تجترح تخفيض العجز في الموازنة، عن طريق قرع أبواب الفساد والهدر، وليس اقتحام جيوب الفقراء الفارغة أصلاً. وأبواب الفساد والهدر لا تعدّ ولا تحصى، وهي معروفة، منها الأملاك البحرية، والهبات التي توزع على جمعيات ومؤسسات وهمية، وبدلات الإيجارات التي تدفعها الوزارات والمؤسسات بأرقام خيالية في وقت تملك الدولة كمّاً هائلاً من العقارات.

إنّ الحزب القومي يرفض فرض ضرائب جديدة على المواطنين، سواء جاءت عن طريق الزيادة على القيمة المضافة، أو من خلال زيادة سعر البنزين والمحروقات، أو من خلال الاقتطاع من رواتب الموظفين، لا سيما العسكريين منهم، ويعتبر الحزب أنّ هذا النوع من الضرائب على المواطنين والاقتطاعات من رواتب الموظفين هي «اتاوات» لا تفرض من قبل الحكومات والدول.

إنّ معالجة الوضع الاقتصادي الصعب، تتطلب سياسة واضحة، والبداية بإقرار موازنة من دون عجز، وتغطية العجز من أبواب الهدر والفساد، وهناك مسؤولية تقع على المصارف، التي راكمت أرباحاً طائلة على مرّ السنوات من جراء الهندسات المالية التي رعت أرباحها.. وبات عليها أن ترعى الخطوات الإنقاذية للبلد من أزماته الاقتصادية.

إنّ الحزب القومي، إذ يحذر من مغبّة التجرّؤ بفرض ضرائب على الناس، يدعو الحكومة الى إجراءات وخطوات نقيضة لما هو معلن، وأن تتحمّل مسؤولياتها في إنتاج الحلول، لا أن تفاقم الأزمات.

ثانياً: يرى مجلس العمد في الحزب السوري القومي الاجتماعي أنّ الحصار الاقتصادي الذي تنفذه الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها وأدواتها على الدولة السورية، بدأ مع الحرب الإرهابية الكونية على الشام، وهذا الحصار لا يزال مستمراً، ومن خلاله تحاول الدول الراعية للإرهاب التعويض عن فشلها في تحقيق أهدافها.

ويؤكد مجلس العٌمد، أنّ سياسة الحصار والعقوبات على الشام، لا تقلّ خطورة عن الجرائم التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية والدول الراعية للإرهاب بحق السوريين، وما ظهر خلال سنوات الحرب الثمانية، أكد بأنّ الحرب لا تستهدف إسقاط مؤسسات الدولة وحسب، بل إذلال السوريين بالتهجير والمعاناة ولقمة العيش، غير أنّ تمسك السوريين بالكرامة وصمودهم والتفافهم حول قيادتهم وجيشهم أسقط أهداف العدوان والحصار والعقوبات.

وإذ يدين مجلس العمد استمرار الحصار الاقتصادي على الشام، بوصفه شكلاً من أشكال العدوان ويتعارض مع المبادئ والقوانين الدولية والإنسانية، يؤكد بأنّ هذا النهج العدواني لن يبلغ أهدافه، ولن ينال من إرادة أبناء شعبنا وصمودهم.

وفي هذا السياق، يرى مجلس العمد أنّ الدولة السورية التي نجحت في إدارة المعركة عسكرياً وسياسياً ودحرت الإرهاب وأفشلت مخطط رعاته، نجحت أيضاً في إدارة المعركة الاقتصادية بخطوات وإجراءات حمائية للإقتصاد، وهذا يشي بأنّ الدولة لن تقف عاجزة في مواجهة تحديات الحصار والعقوبات الاقتصادية، خصوصاً أنّ السوريين يتفهّمون ويتعاملون بمسؤولية مع أسباب الأزمات التي تحصل بين الحين والآخر، ومنها أزمة البنزين والمحروقات.

وعليه، يدعو مجلس العمد إلى التعامل مع الحصار والعقوبات الاقتصادية، باعتبارها حلقة من حلقات الحرب الإرهابية، واتخاذ الإجراءات المطلوبة لإفشال أهداف هذه الحرب الاقتصادية العدوانية.

ثالثاً: يدين مجلس العمد العقوبات الأميركية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما يدين الحصار والعقوبات الاقتصادية على فنزويلا وعلى الدول التي ترفض الهيمنة الأميركية، ويعتبر الحزب أنّ هذا النوع من العقوبات الاقتصادية والحصار الظالم، هو تهديد خطير للأمن والسلم الدوليين، عدا عن مخالفة المواثيق والقوانين الدولية التي تحكم التجارة الدولية العلاقات الاقتصادية.

وفي هذا السياق، يدعو الحزب السوري القومي الاجتماعي الى أهمية تحرير الاقتصاد العالمي من السطوة الأميركية، خصوصاً أنّ العديد من القوى الاقتصادية الكبرى تمتلك القدرة على القيام بهذه الخطوة المطلوبة والتي تصبّ في مصلحة الشعوب والإنسانية جمعاء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى