يازجي في رسالة الفصح: مزروعون في هذه الأرض

وجّه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس البطريرك يوحنا العاشر يازجي رسالته لمناسبة الفصح، مؤكداً أن نزيف المسيحيين من الشرق بالهجرة في هذه الأيام، أشبه بحربة تنكأ جنب المسيح من جديد. وكل هذا، ويا للأسف، والعالم يكتفي بالترثي والتباكي.

وتابع: «نقولها ومن جديد، أمام الله والناس، نحن كمسيحيين مشرقيين متّكلون أولاً وأخيراً على قوة رجائنا وعزيمتنا بالبقاء في هذه الأرض مهما كلح وجه زماننا. هذا الشرق وهذه الأرض قطعة من كينونتنا وشهادتنا للرب الواحد، ورغم كل شيء ورغم الهجرة ورغم كل صعوبات الحياة، يشدّنا إليها وثاق التاريخ ووثاق الجغرافية ووثاق الكينونة، وسندافع عن وجودنا فيها بكل ما أوتينا من قوة وبكل ما يعطينا الله من إمكانية. لنا في يسوع المسيح وفي قديسيه القوة الأولى والاعتماد الأول والأخير. كنا هنا وسنبقى هنا، وسنقرع أجراسنا دوماً وأبداً وهي التي علقناها في أيام لم تكن أقل شظفاً من الأيام الحاضرة. نحن مزروعون في هذه الأرض التي تنبت مع أقاحيها وأزاهيرها حنينا في نفوسنا كي نبقى فيها ونستظل بحنين ذكراها ونعجن بترابها وديعة الإيمان التي تسلمنا من الرسل، وتربطنا أفضل العلاقة مع كل مكونات أوطاننا».

وقال «ككنيسة أنطاكية، لنا ملء الحق في رعاية أبنائنا أينما حلوا في أصقاع المعمورة. وإذ نقول هذا نعي ونيقن أن أبناءنا المنتشرين في كل العالم هم فخرنا واهتمامنا أيضاً وهم سفراء الشهادة المسيحية العريقة التي شربوها من رسولية كنيستهم الأم».

وختم يازجي: «نصلي اليوم من أجل السلام في الشرق ومن أجل عودة المخطوفين كل المخطوفين ومنهم مطرانا حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي اللذان أكملا منذ أربعة أيام السنة السادسة من الخطف وسط تعامي العالم وصمته المستنكر».

الى ذلك، زار وزير شؤون رئاسة الجمهورية السورية منصور عزام، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم مار اغناطيوس افرام الثاني، وبطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي ، ناقلاً لهما ولأبناء الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي، تهنئة الرئيس السوري بشار الأسد بعيد الفصح المجيد، وتمنياته لهم بالخير والسلام.

كما زار وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار السيد وعدد من علماء الدين الإسلامي ، البطريرك يازجي، في الكاتدرائية المريمية، وافرام الثاني في كاتدرائية مار جرجس البطريركية للسريان الأرثوذكس، مهنئين بالفصح.

وأكد السيد أن «سورية هي مهد المسيحية، ومنها انطلق الإسلام بحضارته وبعطائه إلى العالم أجمع. وزيارتنا اليوم رسالة لكل العالم بأن سورية موحّدة واحدة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى