ردود على جنبلاط حول هوية مزارع شبعا: لبنانيتها مثبتة وسنستعيدها من «إسرائيل»
أثار موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط حول هوية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا واعتبارها أرضاً سورية، استغراب نوّاب وفاعليات سياسية، أكدوا لبنانية المزارع المثبتة بوثائق ومستندات.
وفي هذا السياق، أكّد رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل ، أنّ « مزارع شبعا هي أرض لبنانية وصكوكها لبنانية وسنقوم بكلّ ما يلزم من أجل استعادتها من إسرائيل التي تحتلها.»
وشدّد في حديث تلفزيوني، على أنّ «من واجبنا أن نرسّم الحدود بين لبنان وسورية خصوصاً في منطقة مزارع شبعا».
من جهته، كتب النائب طلال أرسلان، على «تويتر»، «المقاومة بشهدائها ومجاهديها أمانة بأعناق كلّ وطني شريف إلى يوم الدين، ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا لبنانية ثم لبنانية ثم لبنانية ومن يفكر بالتخلي عنها، أو بطعن المقاومة هو مجرّد من الحس الوطني والقومي».
بدوره كتب النائب اللواء جميل السيّد، تغريدة عبر حسابه على «تويتر»، فيها «كنت أطلعت جنبلاط على أنّ مزارع شبعا لبنانية ومسجلة في عقارية صيدا، وأنّ الخريطة طلبها تيري رود لارسن ورفضتها إسرائيل لتبقي احتلالها للمزارع! أجابني جنبلاط يومها أنه لم يكن يعلم بهذه الحقيقة! واليوم انقلب».
وفي حديث تلفزيوني، اعتبر السيّد أنّ موقف جنبلاط من مزارع شبعا «هو من إشارات التحوّل لديه»، مشيراً إلى أنّ «جنبلاط يقرأ التحوّلات في المنطقة ويعتبر أنّ هناك احتمالاً لانتصار التوجه الأميركي ولذا هو يقدّم إشارة لتموضعه الجديد». وقال «أطلعت جنبلاط في السابق على المفاوضات مع تير رود لارسن حول مزارع شبعا»، مشيراً إلى أنّ «لارسن قال لنا بوضوح إنه بوجود خريطة أم لا فإنّ اسرائيل لن تنسحب من المزارع».
من جهته اعتبر عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم، بعد استقباله قيادة الكتيبة الهندية العاملة في قوات الطوارئ الدولية والمتواجدة في منطقة العرقوب، يرافقها وفد إعلامي هندي. أنّ «المصلحة الوطنية والالتزام الوطني يستدعيان إبعاد قضية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا عن أيّ بازار سياسي أو ابتزاز أو سجال، لأنّ المطلوب اليوم في ظلّ السياسة الإسرائيلية الأميركية المتماهية، والتي تستهدف هوية المنطقة العربية خصوصاً الأراضي المحتلة من فلسطين إلى الجولان ولبنان، أن تتحمّل كلّ القوى السياسية مسؤولية وطنية كي لا تختلط بعض المواقف بثوابت وهوية أرضنا المحتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا».
وأمل «من بعض السياسيين الابتعاد عن أيّ شكوك بهوية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية، والتي يؤكد هويتها أصحابها اللبنانيون والوثائق والمستندات المسجلة في الدوائر العقارية اللبنانية منذ العام 1942 وقبل احتلال فلسطين، فاذا كان البعض يجهل الحقائق وتلتبس عليه الأمور لسبب سياسي ما يستهدف التصويب بهذا الاتجاه أو ذاك، فليقلع البعض عن المتاجرة بقضيتنا الوطنية، فمزارع شبعا وتلال كفرشوبا لبنانية الهوية والانتماء ببشرها وشجرها وحجرها أكثر من بعض الانتماءات المهتزة في بعض الأحيان ولأكثر من سبب».
وفي تغريدة له على «تويتر» قال هاشم «لا نحتاج إلى نظريات جهابذة التبعية والسيادة لإلحاق مزارع شبعا بسيادة على قياس سياستكم، فهي لبنانية قبلكم وبعدكم. ارتاحوا كيفما كنتم».
وشدّد النائب علي خريس، خلال رعايته احتفالاً لكشافة الرسالة الإسلامية في حارة صيدا، على أنّ «مزارع شبعا وتلال كفرشوبا أرض لبنانية، وعلى المقاومة واجب تحريرها، وكلّ كلام يُقال غير ذلك لا يخدم المصلحة الوطنية».
من جهته علّق رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهّاب علّق على موقف جنبلاط من مزارع شبعا بتغريدة عبر حسابه على «تويتر» قال فيها «إنّ موقف جنبلاط ليس جديداً، والتوقيت مترافق مع الحملة على سلاح المقاومة»، مضيفاً «الوزير جنبلاط ضاق خلقه منذ فترة لأنه أصبح خارج اللعبة الأساسية في البلد، وكذلك خارج اللعبة الأساسية الدرزية ويحاول الإشارة إلى أنه موجود».
وتوجه النائب السابق إميل لحود، في بيان، بسؤال إلى جنبلاط، فقال «لو كنت تملك معمل عين داره، أو حصة فيه، ولو كنت تستطيع تصريف إنتاجه إلى سورية للمساهمة في إعادة الإعمار، هل كان المعمل سيصبح بيئياً، وهل كانت سورية ستصبح شقيقة من جديد، وهل كانت مزارع شبعا وتلال كفرشوبا عادت لبنانية، على عكس ما تدّعي اليوم؟».
وتابع «ليس ذنبنا إن أخطأت الرهان، أو إن سقطت بين حبلين كنت تقفز بينهما، أو إن قضي على أصدقائك في جبهة النصرة، أو إن صمد الرئيس بشّار الأسد الذي كنت تبشّر بسقوطه منذ سنوات، أو إن واجه حزب الله الإرهابيين وأسهم في دحرهم، في لبنان وفي سورية».
أضاف «تعلّم الثبات في الموقف، لمرة. المعمل ملوّث، ولكن ليس لأنك لا تملكه ولا تستفيد منه، كحال معمل سبلين. ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا لبنانية ومحتلة من عدو، وحزب الله مقاومة دافعت عني وعنك، وسورية باقية، موحدة، وما عدت تختصر الدروز وتحارب بهم. تغيّرت الأيام وما عاد هذا الزمن وأهله يتقبّلون المتقلّبين».
واستغربت «جبهة العمل الإسلامي»، في بيان ما صدر عن جنبلاط وشدّدت على أنّ كلّ الخرائط والوثائق والمستندات تشير وتثبت لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا.
وتوجه رئيس «المركز الوطني» في الشمال كمال الخير، في تصريح، إلى جنبلاط بالقول «إنّ ادّعاءاتك بأنّ مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ليست أرضاً لبنانية هي ادّعاءات باطلة لأنّ خرائط الانتداب الفرنسي وضعتها ضمن الحدود اللبنانية. وموقفك المخزي خدمة مجانية للعدو الصهيوني».