ورد وشوك

يقال: بعضنا كالحبر وبعضنا كالورق فلولا سواد بعضنا لكان البياض أصمّ ولولا بياض بعضنا لكان السواد أعمى…

هي فلسفة تكشف ما في النفس البشرية من مواطن الخلاف والاختلاف ومقاربة تقرّ بتجاور البياض والسواد في النفس البشرية الواحدة مع اختلاف المقادير والمقاييس…

فكل إنسان خطاء مهما سعى لبلوغ الكمال، لكن هذا لا ينفي بعد المسافة بين لئيم الطبع وكريمه…

فاللؤم لا المرض علة أعيت كل طبيب وأفسدت علاقات كان للودّ فيها نصيب كبير إذ غالباً ما يكون سلاح اللئيم في غضبه كلام قبيح ينفر منه القريب والبعيد ويتركه نادم على التفريط…

يقول سقراط إذا احتاج اللئيم تواضَعَ وتقرَّب وإذا استغنى تجبَّر وتكبَّر. فالقسوة من إماراته بعكس الكريم إذ غالباً ما تكون الرحمة عنوانه للوصول إلى قلوب حتى الناس العاديين، والمبدأ لديه عدم التذمر من شوك الورد ليقينه أن فوقه ورده….

كفاني الله وإياكم شرّ كل لئيم وجعلنا ممن تصالح مع نفسه وأحسن التعامل مع الجميع.

والأمل كبير لمن عانى في حياته من لئيم وأحس بوخز الضمير أن لا يقول أن الدنيا أعطتني ظهرها ربما هو مَن يجلس بالعكس، بل هذا على الأكثر أمر أكيد.

رشا المارديني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى