رغم كل ذلك
في العودة
كان الطريق هادئاً ومبتسماً
كوجوه أولئك الذين دفناهم على جنباته
غير مبالين حقاً بذاكرة الحجر..
أتساءل دائماً!!
من يستطيع أن يُسرّح الموتى من أعمالهم
فلا يخدشون أوراقنا بقسوة
ولا يلاحقوننا كصوت الخطى المرعب
في الأزقة المبلطة..
يعاني زوجي من آلام في القلب
يقول الطبيب إنه يعاني من ارتفاع طفيفٍ في ضغط الدم
ثم ينظر إليّ بابتسامة غريبة
هو يعلم تماماً أن امرأة بقلبٍ منتفخٍ
بالحب وفقاعات الشعر مثلي
قد لا يحتملها قلب رجلٍ عادي..
امرأة تعصر قلبها برفقٍ وتعرضه للشمس
على حبل الغسيل لتجفف عنه الأسى
ثم تقدّده وتقطعه كقطع الصابون
لتدّسه في الخزائن والرفوف وعلب الذاكرة المغبرة..
لذلك ما من أحدٍ كان يعلم ما كانت
تلك الروائح الغريبة التي تسطو على أطراف المنزل
غريبة غريبةٌ حقاً رائحة الحب
عندما تكون من لحم ودم!!
امرأة تعقد صفقاتٍ خاسرةٍ مع الطيور
«استماعها المتواصل لقصصها المملة مقابل بعض الخبز..»
لكن الطيور كانت أشد ذكاءً منها
كانت تعلن اهتمامها حتى تفرغ من نقر ما تبقى من الخبز
ثم تطير عالياً عالياً جداً
تاركةً كل العقود الباطلة
ليعبث بها الغبار ليس إلا..!!
لا يزال حبيبي يضرم النار
على جثة أرقي كل ليلة
ويرقص كهندي لعين بحركات جنونية
يرقص ليسقط الليل وتنتصر الأرض
يرقص لينتصر الحب العالق بجذوري
رغم كل ذاك الخذلان الذي ينهش بكبريائي
ثم يلقي برأسه الثقيل على ركبتيّ ويبكي
يبكي بصمت!!
لم يولد ذاك الحب كوعدٍ من آلهةٍ ما
ولا بتعويذة ملائكةٍ أشرار
ترمي سهامها تماماً حيث سنتألم كثيراً بعد حين..
بل ولد من كل تلك الخطايا الباهتة
التي تركناها تعبث بشفاهنا
وذاك العناق المجنون
الذي ما يزال يرتطم في دمي..
ريم البندك