منفذ عام الكورة في «القومي»: نفخر بأهلنا في فلسطين وبالمناضلين الأسرى وبوقفات العزّ اليومية في وجه الصهاينة

أقامت هيئة التنسيق اللبنانية – الفلسطينية للأسرى والمحررين، لقاء شعبياً في قاعة ديوان الثقافة في بلدة بنهران في الكورة، ضمن فعاليات يوم الأسير الفلسطيني والعربي، بمشاركة عدد من الفاعليات السياسية وممثلي الأحزاب والقوى الفصائل في الشمال.

وفي كلمة له، شدّد عضو المجلس السياسي في حزب الله محمد صالح على «فشل السياسات الأميركية في المنطقة، وعلى أهمية التضامن الوطني لمواجهة التحديات وصمود قوى المقاومة في وجه الحصار الذي تمارسه الولايات المتحدة الأميركية».

أما ممثل تحالف الفصائل الفلسطينية عبد راشد على فشدّد على «أهمية التضامن من أجل فلسطين وعدم التنازل عن أيّ حق من حقوق شعبها».

وتحدث ممثل «منظمة التحرير الفلسطينية» أبو ماهر غنومة عن «خطورة مشروع صفقة القرن»، داعياً إلى «مواجهتها على كلّ المستويات».

من جهته، دعا الأسير المحرر أنور ياسين باسم هيئة التنسيق اللبنانية – الفلسطينية للأسرى والمحررين إلى «استمرار إحياء قضية الأسرى وعدم التنازل عن حقوقهم».

بدوره دعا عضو «جبهة العمل الاسلامي» سالم يكن الى «الوحدة في مواجهة المشروع الأميركي الذي ما زال يزج المنطقة في الصراعات».

كلمة القومي باسم الأحزاب والقوى

وفي كلمته أكد منفذ عام الكورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور جورج البرجي باسم الأحزاب والقوى الوطنية «التمسك بخيار المقاومة والوقوف صفاً واحداً في وجه ما تخطط له القوى العالمية».

واستهلّ كلمته بالقول: انتابتني مشاعر متتاقضة حول قيمة الكلام في حضرة النضال والجراح والظلم والقمع والقتل، حيث في الأرض المحتلة، أكثر من 300 طفل معتقل وقد رأينا كيف اعتقلت عهد التميمي وشقيق البطل عمر أبو ليلى من مدرسته وطريقة اعتقالهم المؤلمة. لكنني استدركت بأنّ الموقف يبدأ بكلمة وفي البدء كانت الكلمة، والموقف إرادة، والإرادة فعل.

وقال البرجي: هنا من أعالي تلال الكورة تشخص العيون والعقول والقلوب الى أهلنا في فلسطين والمناضلين الأسرى، عيوننا دامعة وقلوبنا ممزقة ولكننا نفخر بهم، وبوقفات العزّ اليومية في وجه الطغاة الصهاينة.

وتلا البرجي رسالة من الأسير محمد براش عنوانها: «لا تقولوا لأمي بأني أصبحت أعمى»، جاء فيها: «لا تقل لأمي بأني صرت أعمى، هي تراني وأنا لا أراها، أبتسم وأتحايل عليها على شبك الزيارة عندما تريد أن تريني صور اخوتي وأصدقائي وجيران الحارة، فهي لا تعرف أني أصبحت كفيفاً بعد ان دبّ المرض في عينيّ حتى غزت العتمة كلّ جسدي .

لا تقل لها بأني أنتظر عملية جراحية لزراعة القرنية منذ سنوات، لكن إدارة السجن تماطل ثم تماطل وتستدعي الى عينيّ كلّ أسباب الرحيل عن النهار .

لا تقل لها بأنّ شظايا الرصاص والقذائف التي أصبت بها لا زالت تطرّز جسدي وانّ قدمي اليسرى قد بترت واستبدلت بقدم بلاستيكية .

لا تقل لأمي عن تحرر إحساس الأسير من عناصر التكوين الأولى محكوماً برؤيا الحديد والرماد فلا أبيض يشعّ ولا فرس تسرج الصمت أملاً يطيل الرجاء .

قل لها بأني على عكازتي وأرى شقيقي الشهيد قمراً يفرش السماء ويناديني بقوة البرق والرعد والسحب.

لا تقل لأمي بأنّ باروداً دخل الى مقلتي في ذلك اليوم الدامي في شوارع المخيم، قنصوني حتى طارت قدمي وسال الدم من بصري وقبل ان أفقد الوعي رأيت طفلاً يجري نحوي حاملاً علماً وهو يصيح شهيد شهيد.

لا تقل لأمي انّ الكيان الصهيوني في القرن الـ 21 حوّل السجون لزرع الأمراض وإذابة الأجساد رويداً رويداً حتى صارت السجون حقول تجارب على الأحياء الذين سيموتون بعد قليل» .

وقال البرجي: حقول التجارب لا تقتصر على فلسطين المحتلة بل تمتدّ إلى كافة أرجاء الأمة والعالم، فهم ينشرون الأمراض القاتلة، وما يتبع ذلك من تجارة الأدوية، ويغذون الصراعات بين الطوائف عبر تفجير المساجد والكنائس وقتل المصلين الأبرياء، وهذا ليس غريباً على اليهود، فهم صلبوا السيد المسيح ويصلبون فلسطين كلّ يوم.

أضاف: ترافقني صورة دائمة حين جاء الاستشهادي الرفيق علي طالب قبل تنفيذ عمليته البطولية بيومين، طرق باب عيادتي مستأذناً توديعي، للوهلة الأولى اعتقدته مسافراً، همس في أذني كلمات ما زالت تضجّ، وغادر ليزفه الحزب شهيداً بعد يومين.

كان الشهيد علي باسماً، فخوراً، جريئاً، شجاعاً وبطلاً، حاله كحال جميع الاستشهاديين، أحمد قصير وسناء محيدلي ووجدي الصايغ وغيرهم. وأمام بطولات هؤلاء الشهداء وكلّ المقاومين يصبح من المؤكد أن الكيان الصهيوني الى زوال.

وختم: نوجه تحية اعتزاز وفخر من الحزب السوري القومي الاجتماعي الى جميع الأسرى في السجون الصهيونية وعلى رأسهم الأسير يحيى سكاف، ونقول لهم لكم في قلوبنا منزل ومنزلة، ولن نهدأ او نستكين مهما طال الزمن قبل تحريركم وتحرير فلسطين كلّ فلسطين .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى