مادورو يتهم واشنطن بإدارة محاولة الانقلاب الفاشلة ولافروف يحذّرها من العودة لـ«مبدأ مونرو»..
قال الرئيس الفنزويليّ نيكولاس مادورو إنّ «محاولة الانقلاب الفاشلة أديرت مباشرة من البيت الأبيض».
وفي كلمة له أمام أنصاره لمناسبة عيد العمال في كراكاس أكد مادورو أنّه «لن يتردّد في محاكمة الخونة المسؤولين عن الانقلاب الفاشل وسجنهم».
من جهة أخرى أعرب مادورو عن استعداد حكومته لتبنّي «خطة تغيير كبيرة لتصحيح الأخطاء».
بدوره، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن «موقفي موسكو وواشنطن بشأن الأزمة الفنزويلية لا يمكن التوفيق بينهما»، لكنه عبر عن استعداد روسيا لـ»الحوار مع الولايات المتحدة حول هذا الموضوع».
وفي ختام محادثات أجراها في طشقند مع قادة أوزبكستان، أمس، علق لافروف على مكالمة هاتفية جرت بينه وبين نظيره الأميركي، مايك بومبيو، أول أمس، حول فنزويلا.
وقال الوزير الروسي: «على حسب علمي، فقد اتصل مايك بومبيو بي كي يقول في ما بعد إنه اتصل بي ودعا روسيا إلى عدم التدخل في فنزويلا . وهذا ما فعله وأعتقد أننا توقفنا عند هذه النقطة، مع أننا اتفقنا على مواصلة الاتصالات، بما في ذلك حول فنزويلا».
وتابع لافروف قائلاً: «لا أرى كيف يمكن التوفيق بين موقفنا الذي يستند إلى ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي، من جهة، وموقف الولايات المتحدة من جهة أخرى، وهي تعيّن من واشنطن قائماً بأعمال رئيس دولة أخرى وتطالب سلطاتها الشرعية بالاستسلام، مهدّدة باستخدام القوة ضدّها، وكل ذلك بالتزامن مع عقوبات خانقة تفرض من أجل تغيير النظام في فنزويلا ». وأردف قائلاً: «إنهما موقفان لا يمكن التوفيق بينهما، لكننا مستعدون للحوار».
وأضاف الوزير أنه حذر بومبيو من «مغبة عودة الولايات المتحدة إلى مبدأ مونرو»، مشيراً إلى أن «تصريحات واشنطن بعزمها العودة إلى هذا المبدأ الذي أعلنه الرئيس الأميركي، جيمس مونرو، الذي عدّ، في العام 1823، أميركا الجنوبية منطقة لمصالح الولايات المتحدة حصراً ، تدل على عدم احترام الشعب الفنزويلي وشعوب أميركا اللاتينية بأسرها».
وفي توضيحه لموقف روسيا من المخططات الأميركية إزاء فنزويلا، أكد لافروف «عزم موسكو حشد فريق من الدول التي تحترم القانون الدولي، لمواجهة هذه المخططات».
وذكر الوزير الروسي أن «هذه المجموعة قيد التشكيل حالياً داخل الأمم المتحدة»، معرباً عن أمله في «تلقيها دعماً واسعاً داخل المنظمة، لأن الحديث يدور عن شيء بسيط جداً، من الصعب تحريف مغزاه، ألا وهو الدفاع عن الأحكام والمبادئ المؤسِّسة للقانون الدولي، كما نص عليها ميثاق الأمم المتحدة».
الخارجية الروسية نقلت عن الوزير سيرغي لافروف قوله لبومبيو إثر اتصال هاتفيّ أجراه الأخير معه إن «التدخّل الأميركي في الشؤون الفنزويليّة خرق للقانون الدوليّ».
لافروف حذّر واشنطن من أيّ خطوات عدوانية أخرى في فنزويلا، مشيراً إلى «أنها ستكون ذات عواقب وخيمة».
وتعقيباً على كلام بومبيو بشأن منع روسيا لمادورو من مغادرة البلاد اتّهمت المتحدّثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا واشنطن بـ»استخدام التزييف في حرب المعلومات لإحباط الجيش الفنزويليّ».
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إنّ بلاده على «استعداد للقيام بعمل عسكريّ لوقف ما وصفه بالاضطرابات في فنزويلا»، وفي مقابلة مع شبكة «فوكس بيزنس» أكد بومبيو أن «العمل العسكري وارد إذا اقتضت الضرورة ذلك».
وقالت الخارجية الأميركية إنّ «الوزير مايك بومبيو أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف أن التدخّل الروسي والكوبي يهدّدان استقرار فنزويلا كما يهدّدان العلاقات الأميركية الروسية».
في المقابل، قال وزير الدفاع الأميركيّ بالوكالة باتريك شاناهان إنّ «الولايات المتحدة تأخذ بعين الاعتبار الخيارات كافة لدعم الشعب الفنزويليّ»، وفق تعبيره.
وأضاف أن «فنزويلا الحرّة والمستقرّة تمثّل أولوية للأمن القوميّ الاميركي».
شاناهان تابع أن «رئيس المعارضة خوان غوايدو هو الرئيس الشرعيّ لفنزويلا»، وأشار الى أنه «ليس مستغرباً أن تعترف الصين وروسيا وكوبا وإيران بمادورو».
بدوره، طالب مستشار البيت الأبيض للأمن القوميّ جون بولتون مساعدي الرئيس الفنزويليّ بـ»الالتزام بما قال إنه وعود قدّمت للمعارضة بشأن انتقال السلطة».