غصن: الحصار الاقتصادي الجائر لن يثني إرادة سورية وإصرارها على الانتصار لقضيتها القادري: تخليد لذكرى العمال الشهداء الذين ضحّوا بدمائهم في سبيل حماية منشآتهم والوطن

أكد الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن أنّ من يعتقد أنه يستطيع من خلال الحصار الاقتصادي اللاإنساني الجائر على سورية وشعبها أن يثني إرادتها وإيمانها الراسخ بعقيدتها وقوميتها وإصرارها على الانتصار لقضيتها «هو واهم».

وفي كلمة له خلال الاحتفال العمالي المركزي الذي أقامه الاتحاد العام لنقابات عمال سورية في مقرّ الشركة العامة لصناعة الكابلات في حلب، هنّأ غصن العاملات والعمال بعيدهم عيد العمال العالمي. وقال: «اسمحوا لي أن أخصّ عاملات سورية وعمالها وأبناء حلب الشهباء الذين نحتفل وإياهم بانتصاراتهم ومساهماتهم في تحرير وطنهم من رجس الإرهاب الذي عاث في مدينتهم قتلاً ونهباً ودماراً وخراباً. أحيي ثباتهم وإصرارهم على إعادة إعمار مدينتهم وإدارة مصانعها وبناء مؤسّساتها وترميم البنى التحتية فيها. ونحن شهود على ذلك اليوم ونحن في أحد أهمّ مصانعها… شركة حلب لصناعة الكابلات الذي خرّبته العصابات الإرهابية وسرقة ونهبة معداته وآلاته».

أضاف: «يشرفني اليوم أن أشارككم هذا الاحتفال وأن أنقل إليكم وإلى قيادة الاتحاد العام لنقابات عمال سورية، وفي طليعتهم الرفيق المناضل جمال القادري رئيس الاتحاد، تهاني الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب واعتزازها بالشعب السوري الأبي وعماله الأشاوس الذين سطروا ملاحم الصمود ووقفات العز في مواجهة الاستعمار والاحتلال والإرهاب والحصار وأبوا إلا أن يكونوا نبض الحركة التصحيحية التي قادها الرئيس الخالد حافظ الأسد في السادس عشر من تشرين الثاني العام 1970. فغدوا ركناً أساسياً في بناء الدولة وشريكاً في صنع القرار الوطني المستقلّ وفي ورسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية بما يحقق للشعب السوري السيادة والتقدم والازدهار».

وتابع متوجّهاً إلى العمال: «لأنكم رمز العزة والكرامة والإباء وموئل العروبة وقلعة المقاومة وجبهة الصمود استهدفكم الاستعمار فدفع إليكم حرباً كونية إرهابية جنّد لها كلّ شذاذ الآفاق وكواثر البشرية. بقيادة صهيونية أميركية وتحالف الإمبريالية والرجعية العربية من أجل الهيمنة على بلادنا ونهب ثرواتنا وسرقة مواردنا وإذلال شعبنا وإخضاعنا «لصفقة القرن» صفقة الخزي والعار والاستسلام للعدو الإسرائيلي الغاصب لفلسطين والاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال والتنازل عن الجولان السوري والتطبيع مع الكيان الصهيوني».

وأشار غصن إلى أنه «على مدى ثماني سنوات عاتيات واجهت سورية حرباً إرهابية عالمية استهدفت وحدتها وسيادتها واستقلالها وحرية قرارها. فأمعنت في شعبها قتلاً وتهجيراً وفي عمرانها دماراً وفي مصانعها نهباً وفي مؤسساتها خراباً. وها هي حلب الشهباء شاهدة حية على غزوة مغول العصر والتتار،

غير أنّ منعة سورية وثبات شعبها وتضحيات أبنائها وبسالة جيشها وشجاعة وحكمة قائدها الرئيس بشار الأسد أحبطوا العدوان فهُزِم الغزاة، وخرج الشعب منتصراً مع سورية على الأعداء، حيث لم تستطع هذه الحرب الكونية الإرهابية أن تلوي ذراع أبناء سورية الأشدّاء بالحديد والنار، ومن يعتقد أنه يستطيع من خلال الحصار الاقتصادي اللاإنساني الجائر على شعبها أن يثني إرادتها وإيمانها الراسخ بعقيدتها وقوميتها وإصرارها على الانتصار لقضيتها فهو واهم. فالحياة عند السوريين وقفة عزّ يهون عندها الموت متى كان الموت طريقاً للحياة».

وأكد «أنّنا على يقين من موقف سورية الثابت في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في العودة إلى دياره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس ودحر الاحتلال الإسرائيلي من الجولان السوري ومزارع شبعا وكفر شوبا من جنوب لبنان وانحيازها الدائم لقضايا الشعوب العادلة، وكذلك إصرارها على إعادة الإعمار واستكمال ورشة النهوض الاقتصادي والتنمية الاجتماعية التي أطلقها صاحب الرؤية وسعة البصيرة القائد الحكيم الرئيس بشار الأسد من أجل رفعة سورية وتقدّمها وازدهارها وتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية لأبنائها، وقبل كلّ ذلك تمسكها بالدفاع عن سيادتها واستقلالها وقرارها الوطني الحر وخيارها القومي المقاوم ورفضها الارتهان والتبعية والانصياع لشروط صندوق النقد والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية أذرع محور الشر وتحالف الناتو الإمبريالي».

وختم غصن: «في هذا اليوم المبارك في عيد العمال العالمي الذي يطلّ علينا مع ربيع يفيض خيراً وعطاء شاءت قيادة الاتحاد العام لنقابات عمال سورية أن يحلّ في ربوع مدينة حلب الغناء لتثبت للعالم قيامة سورية وعودة الحياة إلى عاصمة الاقتصاد والإنتاج، وكلّ ذلك بفضل همّتكم أنتم العمال وقد تحدّيتم الإرهاب وعملتم ليل نهار من أجل إعادة دوران عجلة الإنتاج رغم القتل والذبح وحرق المنازل تهجير أهلها وتدمير المعالم الحضارية وتخريب البنى التحتية وتهديم المصانع وسرقة ونهب المعامل وقطع طرق المواصلات. فهنيئاً لكم هذا العيد وإلى المزيد من البذل والعطاء.

نحن باقون معكم لنشهد لكم الانتصار في إدلب وتحريرها من الغزاة الدواعش الأميركيين والأتراك ونرفع وإياكم راية سورية خفاقة بالعروبة على أرض الجولان فيسقط «وعد ترامب» كما «وعد بلفور» ومعهما «صفقة القرن» وتعود فلسطين السليبة وقدسها إلى حضن العروبة مطهرة من رجس الصهاينة والخونة.

كيف لا وقد استلّ سيف العروبة القائد البشار ومعه جند بواسل وأبناء سورية الأحرار».

هلال

وأكد الأمين العام المساعد لحزب البعث هلال الهلال على دور العمال الرئيسي في بناء الوطن وصناعة النصر لأنهم يشكلون مع الفلاحين وجميع فئات الشعب العاملة قاعدة الارتقاء ورافعة للتقدم.

وقال: «لليوم العمالي طعم خاص في حلب الصامدة المدينة التي تقاسم شقيقاتها السوريات التضحية من أجل النصر وتقاسم جميع مناطق وطننا العمل الجادّ من أجل معركة الإعمار الذى نريده إعماراً جديداً متطوّراً كي تكون نهضة سورية أكثر تقدّماً مما كانت عليه قبل الحرب العدوانية».

وخاطب العمال قائلاً: «لقد كان عملكم مكملاً لعمل جيشنا البطل في ساحات المواجهة، فأثناء الحرب هناك جيشان… جيش يواجه الإرهاب بالسلاح وهو الجيش الأول وجيش ثان يعمل ويعمّر ويرفع على أكتافه قواعد النهوض بالبنية الاقتصادية والاجتماعية».

وأشار إلى «أنّ سواعد العمال سوف تستمرّ في البناء وإرادتهم هي التي تقرّر مستقبل الوطن وعلى أكتافهم يرتفع البناء وتعود سورية أفضل مما كانت».

جذبة

بدوره، أشار وزير الصناعة محمد معن زين العابدين جذبة إلى «أنّ الحكومة أولت اهتماماً كبيراً للعمال وتسعى إلى تحقيق مصالحهم وضمان حقوقهم والحفاظ على مكتسباتهم وتعمل بالتعاون مع اتحاد العمال على معالجة قضاياهم ومنها ملف العمال المياومين وإعادة العديد منهم إلى مواقع عملهم إضافة إلى توظيف خريجي المعاهد المتوسطة».

ولفت إلى «أنّ أبناء الطبقة العاملة كانوا ومازالوا يشكلون أحد أهمّ أعمدة الصمود لبناء الوطن معتبراً أنّ العامل هو البوصلة في العملية الإنتاجية ومصدر قيمة العمل لتحقيق التنمية الشاملة بكلّ أبعادها الاقتصادية والاجتماعية».

القادري

من جهته، أكد رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري «أنّ احتفال اليوم هو تخليد لذكرى شهداء الطبقة العاملة الذين ضحّوا بدمائهم في سبيل حماية منشآتهم ومعاملهم وحماية الوطن من كلّ من أراد تدمير القيم الإنسانية ونشر الإرهاب والخراب في العالم».

وأشار القادري إلى حجم الدمار الذى لحق بالمعامل والمنشآت الصناعية وأدّى إلى خروجها من الإنتاج والعمل جراء اعتداءات التنظيمات الإرهابية عليها، لافتاً إلى «وقوف العمال إلى جانب جيشهم الوطني بالتصدي للاعتداءات الإرهابية على معاملهم وقال: إنّ سورية ماضية اليوم في إعادة الإعمار ودفع عملية النمو الاقتصادي ويتمّ العمل على تذليل وتجاوز الصعوبات وتأمين كلّ مستلزمات العملية الإنتاجية ودفعها للأمام».

وتخلل الاحتفال تقديم وصلات فنية من الفولكلور الشعبي وأغان وطنية تحيّى صمود العمال.

بعد ذلك اطلع الهلال والمشاركون على خطوط الإنتاج في الشركة العامة لصناعة الكابلات وعلى آلية عملها بعد إعادة ترميمها ووضعها بالخدمة من جديد، حيث أشار العمال الذين التقتهم «سانا» إلى رمزية الاحتفال بعيد العمال لكونه يشكل عنواناً لتضامن الطبقة العاملة ورمزاً لوحدتها وتجسيداً لانتصاراتها وصمودها في وجه الإرهاب والعقوبات والصعوبات التي تتعرّض لها سورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى