مقتل 3 وإصابة عشرات الصهاينة.. والمقاومة ترد بأكثر من 600 صاروخ فلسطيني.. والمنظمات الأهلية تدعو إلى إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية
تواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة، عبر قصف بالمدفعية وعبر الطيران الحربي للمباني السكنية ومواقع المقاومة وأراضي المواطنين، فيما تواصل المقاومة الفلسطينية تصديها الباسل للعدوان عبر قصف المستوطنات والمواقع العسكرية للاحتلال بعشرات القذائف الصاروخية.
ودان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، العدوان المتصاعد على قطاع غزة، وطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية.
وأكد عباس أن هذا الصمت على جرائم الكيان الصهيوني وانتهاكاته للقانون الدولي، يشجّعه على الاستمرار في ارتكاب المزيد من الجرائم بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.
في هذه الاثناء، استشهد 18 مواطناً وأصيب عشرات آخرون، ودُمّرت عدد من المنازل والمنشآت التجارية، منذ بدء العدوان على قطاع غزة صباح السبت.
من جهته، أعترف مسؤول كبير في سلاح الجو الصهيوني بأن مناطق مستوطنات غلاف غزة والجنوب تعرّضت لهجوم غير مسبوق بالصواريخ. وأضاف المسؤول في تصريحات صحافية أنه جرى إحصاء سقوط أكثر من 600 صاروخ في مناطق مختلفة، مشيرا إلى أن 200 منها سقطت داخل مناطق مأهولة.
وفي ما يتعلق بالإحصائيات في اليوم الثاني للعدوان، ذكرت مصادر طبية للعدو أن الجولة الحالية حصدت حتى الآن حياة 3 قتلى صهاينة، اثنان منهما في عسقلان، وثالث في استهداف مركبته بصاروخ موجه شمالي شرق القطاع، فيما أصيب 131 مستوطناً بجراح مختلفة بعضهم في حال الخطر، وتضررت عشرات المباني جراء وابل من الصواريخ وخاصة في مدينة عسقلان الأكثر تضرراً.
وتعرضت مدينة بئر السبع هي الأخرى لعدد من الصواريخ أصابت عدة مبان، ما تسبب بعدة إصابات ودمار كبير. كما شهد استهداف مركبة للعدو شمالي شرق القطاع بصاروخ موجه ما تسبب بمقتل سائقها.
وفي السياق، قال مسؤول شعبة التخطيط الأسبق في جيش الاحتلال «عاموس جلعاد» إن القتال قد يتطور في القطاع بشكل يورط الجيش في العودة لحكم القطاع، معتبراً أن هذا هو من أكبر الكوابيس حالياً، حيث يكلف الأمر المليارات من الدولارات، كما أنه مرتبط بالكثير الكثير من الدماء.
وتحدث غلعاد عن التوقيت السيئ لكيانه الصهيوني مع اقتراب استضافته لحفل الايروفيزيون، قائلاً إن الأمر لا يكمن بأهمية الحفل بقدر ما يحمله إلغاء الحفل من معانٍ، وإنه سيقال في حينها كيف بدولة أن تعجز عن تأمين استضافة حفل دولي؟
من جهة ثانية، قال قائد كبير في سرايا القدس إن المقاومة استهدفت مدن ومغتصبات العدو بصواريخ جديدة ذات قوة تدميرية كبيرة ردًا على استهداف المدنيين والأطفال والمباني السكنية.
القائد في سرايا القدس أكد أن المقاومة جاهزة لتوسيع مدى دائرة النار كمًا ونوعًا ولا تزال في بداية المعركة، مضيفاً أن العدو تكتم عن أماكن سقوط وفعالية الصواريخ وماذا أحدثت. كما لفت إلى أن الأيام ستجيب عن الذي حدث في عسقلان وغيرها.
الى ذلك أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية إطلاق خمسين صاروخاً على عسقلان رداً على استهداف الاحتلال لمنازل المدنيين في غزة.
وفي بيان قالت الغرفة إنها تدرس توسيع مدى قصفها الى 40 أربعين كيلومتراً اذا ما استمر العدوان على المدنيين في غزة.
إلى ذلك، أكّدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أمس، على حق المقاومة الفلسطينية في الرد على جرائم الاحتلال والدفاع عن شعبنا في قطاع غزة أمام الاعتداءات الصهيونية المتواصلة.
وشدّدت الحركة في بيان على أن الاحتلال يرتكب «جريمة حرب واضحة» من خلال قصف طائراته للمباني والمنشآت المدنية ومكاتب الصحافة والإعلام، وتدمير العمارات السكنية بقطاع غزة.
وأشارت إلى أن هذه الاعتداءات ستبقى شاهدة على حجم الجريمة «التي ما كان لها أن تمتد وتستمر لولا تبلّد الضمائر وعجز الهيئات الدولية التي لا تحرك ساكناً في ملاحقة ومحاكمة مجرمي الحرب».
وأضافت بأن المقاومة ستقابل العدوان الصهيوني على قطاع غزة بقوة وإصرار حتى يتوقف.
من جهته، اعتبرت شبكة المنظمات الأهلية هذا العدوان حرباً مفتوحة تمارسها دولة الاحتلال بغطاء أميركي على شعبنا بهدف فرض حل الامر الواقع عليه، وتصفية قضيته الوطنية العادلة، وأهدافه المشروعة في تقرير مصيره الوطني، وهي حقوق تكفلها كل القوانين والقرارات الدولية.
وقالت إن «دولة الاحتلال التي تمارس جرائم حربها بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة ما كانت لتقوم بذلك لولا الصمت الدولي المطبق ازاء هذه الجرائم، وهو ما يستدعي تدخلاً دولياً فورياً لوقف الحرب العدوانية وما تبيته دولة الاحتلال من اهداف خبيثة من وراء هذا العدوان، وآن الآوان لإسماع صوت الضمير الانساني، والقانوني العالمي لكسر الصمت، والضغط على دولة الاحتلال، والدعوة لمحاسبتها، وفرض العقوبات عليها حتى تنصاع للقانون الدولي».
ودعت الشبكة لأوسع تحرك سياسي وقانوني أمام كل الهيئات والمؤسسات الدولية ذات العلاقة بهدف إيجاد صيغة محددة لإلزام دولة الاحتلال بالامتثال للإرادة الدولية، والقيام بخطوات ملموسة بما فيها رفع الحصار الجائر عن قطاع غزة.
وأكدت أن ما يجري في قطاع غزة يستدعي إنهاء الانقسام الكارثي فورًا، واستعادة الوحدة الوطنية وهي مسؤولية الجميع لمواجهة التحديات الراهنة بوحدة تمثل رداً طبيعياً على جرائم الاحتلال وتنفيذ اتفاقات المصالحة، كما يدعو الجميع للوقوف مع أهلنا في القطاع بكل الإمكانات المتاحة وتوفير الخدمات الطبية والإمدادات المختلفة ورص الصفوف ونبذ الخلافات وتمتين الجبهة الداخلية وتعزيز صمود المجتمع الفلسطيني.
وفي السياق نفسه، أوعز المجلس المصغر للشؤون الأمنية والسياسية بحكومة الاحتلال بتكثيف العمليات العسكرية ضد الفصائل الفلسطينية في غزة، وتعزيز قواتها في محيط القطاع.
وذكر مصدر أمني صهيوني مطلع على سير جلسة للكابينت لوسائل إعلام محلية، أن المجلس المصغر «أوعز بتكثيف الضربات وتعزيز القوات في محيط قطاع غزة».
وسبق أن أعلن رئيس وزراء ووزير دفاع العدو، بنيامين نتنياهو، في مستهلّ جلسة الحكومة الأسبوعية التي عقدت صباح أمس في القدس المحتلة، أنه أوعز الجيش «بمواصلة الهجمات المكثفة على التنظيمات الإرهابية في قطاع غزة وبتعزيز قوام القوات المنتشرة حوله بقوات مدرعة ومدفعية ومشاة».
وأضاف نتنياهو أن «حماس تتحمل المسؤولية ليس عن اعتداءاتها وعملياتها فحسب، بل أيضاً عن عمليات الجهاد الإسلامي وهي تدفع ثمناً باهظاً للغاية على ذلك».
وشن جيش العدو أكثر من 100 غارة جوية ومدفعية عنيفة على أهداف متفرقة في القطاع، فيما أطلقت الفصائل بغزة رشقات من الصواريخ تجاه جنوب أراضي سيطرة الاحتلال.