ظريف: انتشار الجيش السوري على الحدود التركية ضروري لاستعادة الأمن في البلاد

رأى وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن استقرار وأمن سورية مرتبطان بتأمين الحدود السورية والتركية، وإنهاء «قلق أنقرة المشروع».

وقال ظريف، أمس، رداً على سؤال لوكالة سبوتنيك، حول التهديدات بمهاجمة شرق الفرات: «الطريقة الوحيدة لاستعادة الأمن والاستقرار في سورية وتأمين حدود سورية مع تركيا، وإنهاء قلق أنقرة المشروع وحمايتها، هي انتشار القوات السورية على الحدود السورية التركية». وأضاف في معرض تعليقه على الدور التركي في حلّ الأزمة السورية: «العلاقات الجيدة بين دول المنطقة مفيدة للمنطقة بأسرها. بالتأكيد ستصبّ العلاقات بين أنقرة ودمشق في صالح المنطقة والبلدين».

ورداً على سؤال حول دعم واشنطن للأكراد وتخليها عنهم، باتفاقها مع أنقرة، قال ظريف: «يجب الانتظار أكثر ومراقبة التطورات المستقبلية، برأينا لم يحن الوقت بعد لتقديم تحليل مفصل عن نية واشنطن بالانسحاب من سورية».

وفي سياق متصل، بحث رئيس السلطة القضائية الإيرانية إبراهيم رئيسي مع سفير سورية في إيران الدكتور عدنان محمود أمس سبل تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك بما فيها الجانب القضائي والقانوني لخدمة مصالح الشعبين الصديقين وقضايا المنطقة.

وأكد رئيسي استمرار إيران بدعم سورية في حربها ضد الإرهاب حتى دحره من كامل الأراضي السورية والحفاظ على سيادة سورية وتعزيز جبهة المقاومة في المنطقة.

من جانبه أكد السفير محمود على العمل المشترك لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات بما يخدم تعزيز صمودهما في مواجهة نهج الحصار والإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب التي تستهدفهما.

ميدانياً، بدأ الجيش السوري عملية عسكرية في ريف حماة الشمالي رداً على استهداف الجماعات الإرهابية المناطق الآمنة بالقذائف.

واستطاع أن يحرّر ثلاث بلدات من سيطرة الجماعات الإرهابية التي هرب عناصرها أمام تقدّم الجيش السوري في ريف حماه الشمالي، تاركين خلفهم عتاداً وقتلى.

وقال مصدر: «بدأ الجيش السوري عملية عسكرية واسعة في ريف حماة الشمالي رداً على استهداف التنظيمات الإرهابية المتواجدة في تلك المنطقة على المناطق الآمنة والتي راح ضحيتها عشرات المدنيين، فضلاً عن انتهاكها لاتفاقية خفض التصعيد، فما كان على الجيش إلا الحسم والتقدم العسكري باتجاه أماكن إطلاق القذائف».

وأضاف المصدر «بدأ الجيش العملية بقصف صاروخي ومدفعي كثيف إضافة إلى عشرات الغارات للطيران الحربي الروسي والسوري على مواقع الإرهابيين ما أدّى إلى تدمير مقارهم وضرب خطوط إمدادهم وتحصيناتهم، الأمر الذي دفعهم إلى الفرار وتقدم الجيش على محور السقيلبية – قلعة المضيق باتجاه تل عثمان ومزارع البانة».

وحول سؤال عن الوضع في كل من السقيلبية ومحردة، أكد المصدر أنهما آمنتان تماما بالتزامن مع تقدم الجيش بعد أن عانت المنطقتان ولأيام طويلة قبل البدء بالمعركة من قذائف إرهابيي «جبهة النصرة» وما يسمى بـ» جيش العزة» الإرهابيين ما أسفر عن مقتل عشرات المواطنين الآمنين.

وكانت وحدات الجيش السوري أحبطت مساء الإثنين هجوما ليليا معاكسا شنه تنظيم جبهة النصرة بهدف استعادة المواقع التي حررها الجيش صباحاً مع إطلاق عمليته البرية بريف حماة الشمالي الغربي.

ونقل عن مصدر عسكري تأكيده أن قوات الجيش السوري تمكنت من إحباط محاولة هجوم عنيف نفذه مسلحو ما يسمى قوات النخبة في «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم النصرة وحليفه جيش العزة ، على محوري تل عثمان والآثار شمال غرب حماة.

وقال: إن المجموعات الإرهابية المسلحة حاولت شن هجوم ليلي معاكس على مواقع الجيش السوري التي تقدم إليها صباح الإثنين، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع الميليشيات المهاجمة بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة لقوات الجيش إلى محاور الاشتباك «حيث عملنا على الالتفاف باتجاه المواقع التي حاول المسلحون استرجاعها مع مساندة سلاحي المدفعية والصواريخ، ما أدى لمقتل وإصابة أكثر من 70 إرهابياً.

وفي السياق، أكدت مصادر محلية في إدلب أن هيئة تحرير الشام الواجهة الحالية لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي المحظور في روسيا أرسلت الإثنين عدداً كبيراً من مقاتليها الذين ينتمون لما يسمى قوات النخبة باتجاه محاور الاشتباك مع الجيش السوري، ولكن الطيران الحربي السوري الروسي المشترك نفذ سلسلة من الغارات باتجاه خطوط إمداد المسلحين الخلفية، ما أدى إلى مقتل عشرات الإرهابيين وإفشال الهجوم المعاكس والتي عملت المجموعات المسلحة من خلاله على استرجاع المواقع التي خسرتها صباح الإثنين.

ونقل الإثنين عن مصدر عسكري على الجبهة تأكيده أن الجيش السوري بدأ منذ ساعات الصباح الأولى تنفيذ سلسلة من الرمايات الصاروخية والمدفعية الكثيفة مع تغطية جوية على محاور عدة بريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، تبعتها عملية اقتحام نفذتها قوات المشاة، للمحور الشمالي لريف حماة، تمت السيطرة من خلالها حتى الآن على تل عثمان الاستراتيجي وعلى مزارع البانة وبلدة البانة الجنابرة ، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم جيش العزة الإرهابي وميليشيات إرهابية مسلحة أخرى موالية لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي، في وقت تستمر فيه عمليات التمهيد المدفعي والغارات الجوية على مناطق عدة على طول الجبهة.

وفي السياق، أعلن رئيس المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سورية، فيكتور كوبشيشين ، الإثنين، أن المسلحين قصفوا قاعدة حميميم الروسية مرتين باستخدام راجمات الصواريخ.

وقال كوبشيشين «تم إطلاق عدة صواريخ من راجمات الصواريخ باتجاه قاعدة حميميم مرتين اليوم، في الصباح والمساء. وفي كل مرة كان القصف يأتي من مناطق جبل الزاوية التي تسيطر عليها «هئية تحرير الشام» جبهة النصرة، التنظيم المحظور في روسيا .

وأضاف «لقد تم إطلاق 36 صاروخا، وقام المسلحون بتوجيه الصواريخ مستخدمين طائرة دون طيار».

واختتم كوبشيشين أنه «تم صد الهجوم من قبل قوات الدفاع الجوي، ولا يوجد أي ضحايا أو أضرار مادية في القاعدة الجوية». وخلص كوبشيشين إلى أن «جميع نقاط الإطلاق تم اكتشافها وتدميرها من قبل القوات الجوية الفضائية الروسية ونيران المدفعية السورية».

يُذكر أن بقايا تنظيم «جبهة النصرة» تتمركز في منطقة إدلب التي يوجه متشددوها ضربات استفزازية ضد المناطق المجاورة ويهدّدون قاعدة «حميميم» العسكرية الروسية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى