اللبنانيون يئسوا من الترقيع
عمر عبد القادر غندور
من حق اللبناني ان يتساءل عن زحمة الإضرابات في سائر قطاعات الدولة بوتيرة متصاعدة، وآخرها إضراب موظفي البنك المركزي وتوقف بورصة بيروت عن العمل وامتناع المصارف عن تحويل العملة إلى الدولار، وامتناع شركات النفط عن تسليم النفط ومشتقاته إلى المحطات، كلّ هذه التداعيات جعلت الرؤساء الثلاثة يتداعون إلى الاجتماع قبل أن تخرج هذه التداعيات عن السيطرة، وقد حاول رئيس الحكومة سعد الحريري طمأنة اللبنانيين إلى إمكانية إيجاد الحلول رغم صعوبتها…
فهل أجندة التطوّرات هذه هي وليدة الصدفة؟ أم انها في سياقٍ مُبرمج يتدخل فيه الداخل والخارج؟ ام انّ اللبنانيين سئِموا من هذا الطاقم السياسي الذي برع في إعادة تكوين نفسه منذ أكثر من ستين سنة وما زال يرزح على رقاب اللبنانيين تحت ما يُسمّى حقوق الطوائف والمذاهب، ولا حقوق للوطن والمواطنة التي تساوي بين الجميع دون الالتفات الى القيد الطائفي الذي يجب ان يُختصر بكلمة واحدة «لبناني».
هل فطن اللبنانيون أخيراً الى أنّ صراعاتهم على مدى عقود كانت عبثية جاهلية حمقاء، تاركين «زعماء» السياسة يتوارثون الوطن وخيراته بالمحاصصة وتوزيع ريعه على من حولهم من الأبناء وذوي القربى والأزلام، حتى شارف هذا الوطن على الانهيار بكلّ طوائفه…
اللبنانيون ولا شك، فقدوا الثقة بهذه الطبقة السياسية الشرهة، ولا أمل لهم في نجاعة الترقيع التي تستلهمها موازنة 2019، وهم يرون ركوب موجة الإضرابات ولا يخشون أسوأ مما لحق بهم منذ أكثر من أربعين عاما.
حمى الله وطننا…
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي