الجبهة الشعبية أحيت يوم الأسير بوقفة في مخيم البص ـ صور وكلمات لـ «القومي» باسم الأحزاب والقوى الوطنية ولـ «الشعبية» تؤكد التمسك بخيار المقاومة
بمناسبة السابع عشر من نيسان يوم الأسير الفلسطيني وضمن فعاليات أسبوع التضامن مع الأسير الفلسطيني والعربي، نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقفة تضامنية أمام مكتبها في مخيم البص، بحضور وفد من منفذية صور في الحزب السوري القومي الاجتماعي تقدّمه ناموس المنفذية عباس فاخوري، وممثلين عن الأحزاب والقوى والفصائل اللبنانية والفلسطينية والاتحادات واللجان وفاعليات اجتماعية وثقافية وجمع من أبناء المخيم.
وقد تحدّث مرحباً ومعرّفاً مسؤول لجنة الأسرى والمحررين للجبهة الشعبية في منطقة صور يحيى عكاوي مشيداً بصمود الأسرى وتضحياتهم مثمّناً الإنجاز الذي حققه الأسرى في معركة «الكرامة 2»، مؤكداً الاستمرار في الكفاح حتى استعادة الحقوق المغتصبة.
كلمة «القومي» والأحزاب
كلمة الأحزاب والقوى الوطنية ألقاها ناظر الإذاعة في منفذية صور في الحزب السوري القومي الاجتماعي محمد صفي الدين فحيّا في مستهلّ كلمته الشهداء الأبطال والأسرى القادة منهم والمناضلون، وقال: «إنّ التاريخ سيخلّد ويمجّد أسرانا في سجون الاحتلال اليهودي، لأنهم صنعوا التاريخ المجيد بنضالهم وصبرهم، ونحن على ثقة بأنّ شعبنا المعذب على مدى عقود طويلة سيظفر بالنصر والحرية، وسينتصر بإرادته الوطنية، وبدعم ومساندة الأحرار والأصدقاء والشرفاء في العالم، على أبشع وأطول احتلال في التاريخ المعاصر».
أضاف: «إنّ المقاومة في لبنان وفلسطين وضعت بشكل مبكر منهجاً واستراتيجية للتعامل مع ملف الأسرى في سجون العدو، قامت على عدم تجزئة القضية الواحدة. وهذا موقف قومي وحقوقي جعل ملف الأسرى جزءاً لا يتجزأ من مظلومية شعبنا وحقه في العودة إلى أرضه ودحر الاحتلال، وجزء من حقنا في السيادة على أرضنا كاملة من دون نقصان، ومن هنا كانت فكرة فعل القوة لفرض عمليات التبادل، فالقوة هي العمل الأساس لأيّ تفكير عادل ومجد في تحرير الأسرى».
وتابع: «نشدّد على أهمية مفهوم المقاومة ومنهجها ضدّ العدو الصهيوني المغتصب لحقوقنا وفضح إجرامه، وندعو الى تشكيل جسم قانوني وحقوقي عالمي، مهمّته ملاحقة كلّ قادة العدو الصهيوني المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات وفق معاهدات جنيف والبروتوكالات المطبقة لها».
وتطرق ناظر الإذاعة إلى مجزرة قانا وقال: إنّ هذه المجزرة وغيرها من المجازر تشهد على وحشية العدو ضدّ الطفولة والإنسانية، وبأنه عدو لا يفهم إلا لغة المقاومة.
وأكد حق شعبنا في تحرير أرضه في الجولان ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا وكلّ فلسطين، وأنّ المقاومة هي الطريق الأقلّ كلفة لإسقاط وعود بلفور وترامب وصفقة القرن. وأنّ ثقافة المقاومه هي المشعل وسراج المعرفة والمنارة التي بهديها تتحقق غايتنا بأمة حرة محررة.
نعود لنقرأ من صدى القيد، مع القائد المناضل أحمد سعدات، أنّ إرادة الأسير ستنتصر على السجان، فيخاطب «أبو غسان» من داخل معتقله الأسرى قائلاً: «لا تسمح للسجن بالتسلل إلى داخلك. وتذكر عند أيّ منعطف صعب أنك لا تمثل نفسك وحدك، بل تمثل شعبك. وقبل كلّ ذلك أسرتك، وأصدقاءك وفوق الجميع رفقاء دربك. وفي هذه الحالة يجب أن تشكل عنوان عزة وكرامة، ونموذجاً عصياً على الكسر أو الإحتواء. إنّ معركتنا عبارة عن صراع الإرادات بين قيم التقدّم وقوى الرجعية. فلا تسمح للحقد بالإنتصار على قيم الإنسانية الخلاقة».
وختم صفي الدين: التحيه للأسرى الأبطال في يومهم، والتحية الى شعبنا الصامد بوجه الاحتلال والمؤامرات. وحتماً اننا وإياكم «ملاقون أعظم انتصار لأعظم صبر في التاريخ».
كلمة الجبهة الشعبية
كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ألقاها مسؤول الجبهة في منطقة صور أحمد مراد فأكد «أنّ أسرانا الأبطال يقهرون السجان ويجبرونه على الخضوع لمطالبهم العادلة وهم العزّل إلا من إرادتهم الصلبة وأمعائهم الخاوية، إنهم يسطرون صفحة جديدة من صفحات العزّ والكبرياء، ويعيدون تصويب البوصلة كعادتهم نحو العدو الحقيقي كلما ضلّ البعض الوجهة الحقيقية للصراع الرئيسي مع الاحتلال «.
وأدان تواطؤ بعض النظام الرسمي العربي وانخراطه في ما يسمّى «بصفقة القرن» التي تستهدف القضية الفلسطينية وتستهدف كلّ شعوبنا خدمة للمشروع الصهيوني وبهدف السيطرة على مقدراتنا وثرواتنا.
وشدّد على ضرورة توحيد كلّ قوى المقاومة في امتنا في مواجهة المشاريع المعادية. مؤكداً على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة التمسك بثوابتنا الوطنية وبخيار المقاومة باعتباره السبيل الوحيد لتحرير فلسطين .
وندّد مراد بالجرائم الصهيونية من بحر البقر الى قانا ودير ياسين وصبرا وشاتيلا الى مجازر غزة والخليل، مؤكداً انّ دماء الشهداء لن تذهب هدراً بل ستثمر انتصاراً وعزاً وكرامة .
درع تكريمية
وفي نهاية الوقفة قدّم رئيس المكتب الفني في الجنوب المهندس سمير الحسيني درعاً تكريمية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ممثلة بمسؤولها في صور أحمد مراد عربون وفاء وتقدير لتاريخها النضالي المشرّف وثباتها على مبادئها ومواقفها.
بدوره شكر مراد الحسيني على لفتته الكريمة معتبراً انّ هذا التكريم نهديه «الى كلّ أسير وأسيرة في زنازين الاحتلال والى كلّ الأحرار والمناضلين من أجل الحرية والكرامة والعدالة في مواجهة قوى الظلم العدوان في العالم.