سِفْر الرّيح
طريقٌ كإبرةٍ شاحبةْ
تحبكُ روحي
في عمقِ قلقِ الرّيح
على النّافذةْ
كمْ دارتْ
كرةُ الشّمس في دمي!
أرميها في البحرِ
كيمياء يابسةْ
أراملُ يملأن الهواءَ
يتربّصن
بنهودٍ مالحةْ
حليبهنّ زبدُ المحارِ
يُرضعن المراكبَ
مراكبُ لا تمخرُ
ولا ترسو
على ومضاتٍ حاشدةْ
عليكَ أن تبدّل اسم البحر
إلى اللامتوسط
لأنسى
كيف نحملُ البحر
على أكتافنا
ونضعه في نعشنا
ننتفخ بعطالةِ اللون
في طريقٍ روائيّةْ
عليكَ أن تغيّر مسقط رأسك
إلى مسقط رأس
الغبار – الحفر-
الأصداف – الحرب..
لتعرف كيف:
تشي الفريسة للصيّاد:
افترسني
في ألوان خرافيّة
يمشي نهر النّافذةِ
في أوج العشبِ
إلى المشنقةِ
ولا يعرف أنّه الضحيّةْ
نمضي
مع النّجم إلى المقبرةِ
نواريه الثّرى ونؤدي
للموت التحيّة
نترك الحياة
مع الأموات لتخبرهم:
بأسمائهم الحسنى
وتقدّم لهم كأس الخلود
في حفلة رقص زلاليّة
ننزف أرواحنا
أعوادَ كبريتٍ رطبةً
حجرين صارخين
حبلَ غسيل لا يتمددُ
ولا يُزهر
ظلاً يقفز فوق ظلّه
فقراتٌ تتبعثرْ
نتوسّد رسائل الشّعاع
نكتبُ نصّاً
نزيّنه كأفراحٍ عتيقةٍ
نغنّي للمسرح
والمسرح يغنّي للموتْ
من أمسنا إلى غدنا:
يسقطُ الحاضرُ
في جرّةٍ هلاميّةْ
صمتٌ
في وجه الحقيقةِ
الحاضرةِ الغائبةِ الأزليّةْ
وللموت بقيّةْ//
مستحاثّتان بأجنحةٍ
جسدي وأحلامي
في صوت الرّيح
أصابعُ الرّيحِ
قاراتٌ خمسٌ تتآلفُ
أُطابقُ يدي مع يدِها..
أيتّها الرّيحُ:
بكِ..
منكِ..
إليكِ..
وللكمنجات بقيّة..
سوسن الحجة