الرفيق حسن شقير ابن بلدة «ارصون» الذي انتمى وناضل وبقي على ايمانه

بداية، عرفتُ الرفيقة ليلى شقير مع بدء انتمائي الى الحزب والتحاقي في منفذية الطلبة الثانويين، اذكر من الرفقاء والرفيقات في حينه: امل عجاج المهتار، باسم فؤاد مسلم، هيكل حداد، سامر غصن، لور حريق، حسن زهري، محمد شمس الدين ورفعت ابو الحسن الامينان لاحقاً .

ومضت سنوات قبل ان اتعرف الى الرفيق حسن شقير صحافياً في «لسان الحال» وفي وسائل اعلامية اخرى، فألتقي به في كثير من المناسبات الحزبية، الى ان رحت التقيه متردداً الى المصيطبة حيث اقام في شقة الى جوار مكان سكني.

الرفيق حسن كان على مدى كل تلك السنوات، رفيقاً متفانياً، نظامياً، مؤمناً بالعقيدة، مجسداً مفاهيم النهضة في تعاطيه مع رفقائه ومواطنيه.

من المآثر المعروفة عن الرفيق حسن شقير انه شارك في عملية الايقاع بمجموعة من افراد المخابرات الشامية اتوا للقبض على المقدم، عميد الدفاع الرفيق غسان جديد. عن هذا الامر يروي الرفيق اياد موصللي في الصفحتين 269-270 من كتابه «انطون سعاده ماذا فعلت؟»، وهذا ما ننقله بالنص الحرفي.

« اتصل نفر من المخابرات السورية بالرفيق المرحوم مشهور دندش 1 وعرضوا عليه مبلغ مئة الف ليرة سورية وبعض قطع السلاح اذا تعاون معهم بترتيب عمل لاختطاف غسان جديد وتسليمه لهم، وهم سوف يتولون نقله الى سورية. عُقد الاجتماع في محلة الاوزاعي في بيت الرفقاء طويل 2 بين رجال المخابرات السورية ومشهور دندش، وبعد المباحثات طلب الرفيق مشهور فترة للتفكير ودراسة الموضوع ومدى نجاحه، وتواعد مع المتصلين على لقاء آخر… أبلغ مشهور العميد غسان جديد بالامر وبُحث الموضوع في الحزب وانتهى الامر بإبلاغ الجماعة بالموافقة على التعاون معهم ووضعوا خطة تقضي بأن يولم مشهور للعميد غسان في مطعم «علوان» بمحلة شوران في الروشة، وهذا المطعم معروف جيداً، ويقصده الشباب لتناول كأس عرق فيه، وتمّ الاتفاق ان يحضر الجماعة متنكرين كزبائن ويجلسوا في مكان قريب وفي الخارج تنتظرهم سيارة مع بعض العناصر المتخفين…. وكانت الخطة ان يأتي غسان ومشهور والرفيق ذوقان بو كامل 3 ، والرفيق حسن شقير، وأثناء الحديث يرفع مشهور كأس العرق ويقول كأس سورية.. هنا يقفز المتنكرون من عملاء المخابرات وهم راشد القطيني وزملائه ويشهروا السلاح ويعاونهم «مشهور» ومن معه ويأخذوا العميد غسان الى السيارة وينقلونه لسورية… هذه هي الخطة بكل بساطة…. جرى كل شيء حسب ما خطط له… انما حسب السيناريو الجديد وهو عندما رفع «مشهور» كأسه وقال كاس سورية، برز فوراً آخرون اشهروا السلاح وقبضوا على رجال المخابرات في الداخل والخارج، وبدلاً من ان يأخذوا غسان، أخذوهم الى مركز مهيأ في منطقة المنارة ولدى التحقيق تلقى راشد قطيني صفعة على وجهه فغضب العميد غسان وقال: هذا ضابط في الجيش السوري لا يهان، وصرخ في الضابط الذي كان واقفاً مطأطئاً رأسه، ارفع رأسك فأنت ضابط في الجيش السوري، فهمت».

«استلم الرفيق مشهور مبلغ مئة الف ليرة والسيارة الجيب مع رشاشين والسائق والمرافق وسلّمهم للحزب. صفعة قوية على وجه النظام السوري، فضيحة ومشكلة وقعوا فيها: الحزب انكر علمه بالقصة، والسلطات السورية تريد حلاً لهذه المسألة. حضر وزير الدفاع السوري رشاد برمدا ومعه وفد وعبثاً حاولوا الوصول الى نتيجة… الحزب يقول لا علم له. مضى اسبوع وأخيراً وبعد تدخل اللواء فؤاد شهاب قائد الجيش اللبناني، وعد الحزب ببحث الامر..

« ويوم الاربعاء ليلاً جرى اتصالاً بقيادة الجيش وابلغوا القيادة انه، أمام تمثال الجندي المجهول قرب وزارة الدفاع آنذاك، توجد سيارة جيب عسكرية سورية. فور تلقي الخبر هرع بعض الضباط الى حيث توجد السيارة فشاهدوا بداخلها جنوداً مكبّلين مكمّمين اخذوهم ونقلوهم ثم سلموهم لوفد سوري جاء لاستلامهم وأغلقوا افواههم طالبين السترة. وخسروا المال وقطع السلاح وعادوا بأذيال الخيبة».

ويقول الرفيق اياد موصللي في رسالة وجهها إلي بتاريخ 16/02/2017:

« الرفيق حسن شقير، نخلة من النخلات الراسخة والباسقة في الحزب، ورفيق ناشط متحمس مثابر شارك في العديد من المواقف وتقدم الصفوف، شارك في عملية التصدي لجماعة المكتب الثاني الشامي وفي اعتقال المجموعة التي جاءت لاختطاف الرفيق العميد غسان جديد..

كما شارك مع الرفيق ذوقان بو كامل في عملية اختطاف عيسى سلامة 4 والتحقيق معه حول ما كان يُنسب اليه من تحريض واثارة بين الحزب وجورج عبد المسيح.

ترافقتُ مع الرفيق حسن شقير وتلازمنا الطريق معاً. كثيرة هي المواقف الشجاعة التي قام بها الرفيق حسن شقير.

جدير بالذكر ان الرفيق حسن يمت بالقربى الى رئيس الاركان في الجيش الشامي، الذي ذاع صيته في الاربعينات والخمسينات «الزعيم» في الجيش: شوكت شقير».

نبذة شخصية

الاسم الكامل: حسن عبدالله شقير

والدته: سعدى سعيد شقير.

شقيقاته: الرفيقة سعاد عقيلة الرفيق عادل زيدان 5 ، الرفيقة ليلى، ونجيبة.

مواليد: عام 1972 المعلقة زحلة .

ملاحظة: هو من بلدة ارصون المتن الاعلى .

دراسته: تلقى علومه الابتدائية في مدرسة الداودية في «عبيه» ثم انتقل الى مدرسة الليسه الفرنسية واكمل دراسته في التجارة ثم حائزاً على شهادة «دبلوم»، دخل معهد الاحصاء عام 1960.

التحق في وزارة التربية استاذاً مدة 13 سنة ترك بعدها على اثر عملية المخابرات الشامية المذكورة آنفاً، في هذه الاثناء كان ملازماً للاديب الرفيق سعيد تقي الدين يساعده في اعداد كتاباته وهذا مذكور في كتاب «انا والتنين»، ثم عمل في جريدة «الجريدة» مع الاديب رشدي المعلوف وفي جريدة «لسان الحال» وجريدة «الصفاء».

تزوج من السيدة سمية ابنة الرفيق نجيب العريضي ولم يُرزقا بأولاد.

هوامش:

1 – المقصود: الرفيقين يوسف وخليل الطويل، وكانا نشطا حزبياً وتولّا مسؤوليات في الاربعينات والخمسينات، وهما من «المريجة» في المتن الجنوبي.

2 – ذوقان ابو كامل: من الرفقاء المناضلين، للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info.

3 – لا يوضح الرفيق اياد موصللي في المقالة المنشورة، تاريخ «يوم الاربعاء

4 – حصلت عملية الاختطاف في فترة الانقسام الحزبي عام 1957، وكان شارك فيها رفقاء آخرون. للاطلاع على النبذة المعممة عن الامين عيسى سلامة، للاطلاع اكثر الدخول الى الموقع المذكور آنفاً .

5 – عادل زيدان من «عيناب . تولى مسؤوليات في ليبيريا وترأس فرع الجامعة اللبنانية الثقافية، به ديوان شعر، مراجعة النبذة المعممة عنه على الموقع المذكور آنفاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى