بقايا التجارب النووية تبحر إلى أعماق المحيطات!
كشف باحثون صينيّون أن الكربون المشع الناجم عن تجارب القنابل النووية، وصل إلى أعمق قاع في المحيط ويمكن أن ينتهي به المطاف في أحشاء الكائنات البحرية.
ويوضح هذا الاستنتاج مدى سرعة انتقال التلوث البشري إلى السلسلة الغذائية، ليجد طريقه إلى عمق المحيط.
ومع ذلك، يمكن للقنبلة الكربونية أن تساعد العلماء على معرفة المزيد حول كيفية تأقلم الحياة البحرية، مع البيئات الباردة والمظلمة والعميقة والفقيرة بالمغذيات.
ووجدوا أن القشريات البحرية الصغيرة يمكنها أن تعيش لفترة أطول بكثير من نظرائها، حيث تنمو إلى أحجام كبيرة في المياه الضحلة.
واستخدم الباحثون بقيادة عالمة الكيمياء الجيولوجية التابعة لأكاديمية العلوم الصينية، نينغ وانغ، آثار الكربون من القنابل النووية لتحليل القشريات البحرية الصغيرة، التي تعيش على الكائنات الميتة والمخلفات البحرية.
وجُمعت بيانات الحيوانات هذه في عام 2017، من 3 خنادق في غرب المحيط الهادئ: ماريانا وموسو وبريطانيا الجديدة، وصولاً إلى أعماق تصل إلى 11 كم تحت سطح المحيط.
وفوجئ الخبراء باكتشاف أن مستويات الكربون-14 في عضلات البرمائيات، كانت أكبر بكثير من تلك الموجودة في المواد العضوية العائمة في المياه العميقة.
وعند تحليل محتويات أمعاء الحيوانات، وجدوا أن مستويات الكربون المشتق من القنابل، مرتفعة أيضاً ومطابقة لمستويات الكربون-14، الموجودة في المواد العضوية بالقرب من سطح المحيط الهادئ.
وتشير هذه النتائج إلى أن البرمائيات تتغذّى بشكل انتقائي على المخلفات، التي سقطت في قاع المحيط، بدلاً من أخذ مصادر الكربون المحلية الموجودة في الرواسب القريبة.
وعلى الرغم من أن الدورة المحيطية تستغرق مئات السنين لنقل آثار القنبلة النووية إلى أعمق خندق، إلا أن السلسلة الغذائية تحقق ذلك بسرعة أكبر.
وتساعد هذه النتائج العلماء على فهم كيفية تكيّف كائنات، مثل البرمائيات، لتعيش في أعمق أجزاء المحيط، التي تقع على بعد أكثر من 6 كم تحت سطح المحيط، حيث توجد ضغوط شديدة ودرجات حرارة شديدة البرودة، مع انخفاض مستوى الضوء والمواد الغذائية المتاحة.
ونُشرت الدراسة في مجلة «Geophysical Research Letters».
وكالات