الاتصال الفنّي بين السينما والتشكيل يكمن في الاتجاهات والمدارس المستخدمة والأنماط

رشا محفوض

تتصل السينما مع الفنّ التشكيلي بمجموعة من الروابط تتجاوز عدد الأفلام القليلة التي تناولت ظواهر وشخصيات فنّية كبيرة مثل الهولندي فان كوخ والمكسيكية فريدا.

ولدراسة العلاقة بين هذين الفنين خصّصت مجلة «الحياة السينمائية» ملفاً تمحور حول المشتركات بينهما في اعتمادهما على عنصر الصورة في الكتابة ولغة التعبير لصناعة منتج فنّي خالص يخاطب ذائقة الجمهور.

وبحسب الدراسة لا يمكن أن يكون هناك فيلم متكامل ما لم يحمل رؤية تشكيليّة صحيحة، وهذا ما يفتقر إليه إنتاج الفيلم العربي، حيث تنحصر العلاقة بينهما في طرائق شكليّة وتقليدية ونظرة نمطيّة للفنّ التشكيليّ فليس هناك فيلم واحد تطرق لمسيرة فنان أو لظاهرة في عالم التشكيل.

ومن المشتركات أيضاً بين السينما والفنّ التشكيليّ الاتجاهات والمدارس الفنّية المستخدمة من السريالية والتعبيرية والواقعية والرمزيّة، حيث يرتبط اللجوء إليها بالواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي السائد وقدرة الفنان على التعبير عما في محيطه.

كما يتداخل الفنّ التشكيلي في الديكور والأزياء والمكياج وتصميم ماكيتات التكوين والحركة والإضاءة والتوزيع والبوستر الإعلاني كما تأثرت السينما بالأجواء الفنّية للوحات بل قلّدتها ليس في بداياتها، فحسب بل في حاضرها الحالي أيضاً، فلا يمكن إخراج أي فيلم تاريخي إلا بعد الرجوع إلى المتاحف العالمية والتبحر في الأجواء الاجتماعية والتاريخية والسياسية السائدة في تلك الحقبة من خلال دراسة الأعمال الفنية الموجودة بالمتاحف.

ومن العناصر المشتركة بين الفنّ التشكيليّ والسينما اللون حيث ذهب كل من المخرجين والمصوّرين لدراسة الألوان التي يجب أن تحقّقها العدسة لتترك انطباعاً معيناً لدى الجمهور حول ماهية الفيلم والأخذ بعين الاعتبار دور اللون المسيطر في الفيلم، حيث لا يمكن إخفاء الدور النفسي للألوان وارتباطها بالمعنى أو بالدلالات التعبيرية.

ومن المتوقّع حسب الدراسة أن يشغل اللون أهمية أكبر في الفنّ السينمائي مستقبلاً مع تطور التقنيات سواء في العدسات أو في الغرافيك ما سيتيح المجال للفنّ التشكيليّ لتحقيق مساهمة أكبر في الفنّ السابع.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى