فلسطين: مليونية «العودة وكسر الحصار» تحيي الذكرى الـ 71 للنكبة
أحيت الضفة الغربية وقطاع غزة الذكرى الحادية والسبعين للنكبة، في تظاهرات فلسطينية حاشدة.
ففي القطاع أصيب أكثر من 60 فلسطينياً بجروح جراء اعتداءات الاحتلال الصهيوني على المشاركين بمليونية «العودة وكسر الحصار»، حيث شدّد الفلسطينيون خلال المليونيّة على وحدة الصف الفلسطيني وعلى رفض «صفقة القرن».
وأطلق الاحتلال قنابل الغاز وأعيرة نارية متقطعة نحو الفلسطينيين شرق البريج وسط القطاع، وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أنه أصيب 60 شخصاً جراء اعتداءات الاحتلال على المشاركين في مليونية العودة شرق غزة.
وشهدت مدن الضفة الغربية وداخل الأراضي المحتلة عام 1948 تظاهرات شارك فيها الآلاف من المتظاهرين الذين رفعوا شعارات رافضةً لمشاريع تصفية القضية الفلسطينية.
من جهته، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر أنّ مخططات «صفقة القرن» لمحاصرة محور المقاومة لن تمر، مشيراً إلى «أننا أمام تحديات حقيقية تتطلّب وحدة وطنية للانتصار على الاحتلال ومؤامراته». وأضاف أنه لا مساومة على حق العودة «وسنواصل هذه المسيرات حتى تحقق أهدافها».
كما قال إنّ المطلوب هو وضع المصلحة الوطنية العليا فوق كل الحسابات والتحرك على نحو جدّي وعملي لإنجاز المصالحة.
وفي سياق متصل، ذكر «الشعب يؤكد أن الأرض هي جوهر الصراع مع الاحتلال والعودة هي الحل»، محذراً من «الفتنة التي حاول العمادي أن يبثها وهذا يشكل طريقاً واسعاً لتمرير صفقة القرن». واعتبر أنّ «العمادي لم يعد مرغوباً به في ما يتعلق بالملف الفلسطيني».
المتحدث باسم لجان المقاومة أبو مجاهد قال إنّ «شعبنا خرج اليوم تحت عنوان إسقاط صفقة القرن»، لافتاً إلى أنّ «أحد بنود صفقة القرن التطبيع وقد بدأ هذا التطبيع والهدف تصفية القضية الفلسطينية».
أبو مجاهد أكد أنه سيتم فضح المطبِّعين، وطلب من شعوب هذه الدول التحرك نصرة لفلسطين. وحذّر أنه «إذا لم يلتزم الاحتلال بتنفيذ التفاهمات لدينا إمكانيات تخولنا تأريق نومه والخيارات مفتوحة».
أما عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد فقد ذكر أنّ الانقسام هو وجه آخر للمؤامرات الهادفة إلى بقاء الاحتلال، وتابع قائلاً «علينا توحيد الصفوف لمجابهة المؤامرات التي تحاك ضدنا وانهاء الاحتلال واستعادة حقوق الشعب».
عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية قال إنّ «مسيرات العودة مستمرة وقد انتزعنا التفاهمات انتزاعاً ليعيش شعبنا بكرامة على أرضه».
وشدّد على أنه لا مجال أمام الاحتلال إلا الالتزام بالتفاهمات «وإلا فنحن أمام جولات من التصعيد ومن حقنا المقاومة»، على حد تعبيره.
في وقت أكّدت لجان المقاومة الفلسطينية أن ذكرى النكبة ستبقى محطة لاستنهاض الأجيال من أجل مواصلة الكفاح والمقاومة، مشيرةً إلى أن المؤامرة تستمرّ من أجل طمس الهوية الوطنية وتضييع الحقوق الثابتة لمصلحة شرعنة وجود الكيان الصهيوني.
وشدّدت لجان المقاومة على نبذ كل الخلافات الثانوية وتعزيز المقاومة من أجل استكمال معركة التحرير. كما دعت إلى أن يكون اليوم تأكيداً لحق العودة كأحد الثوابت التي ترتكز عليها القضية الوطنية.
من جهتها، أكّدت حركة الجهاد الإسلامي أن رهان العدو الصهيوني سقط بأن «الكبار يموتون والصغار ينسون» لأنه اصطدم بجدار مقاومة الشعب الفلسطيني وصموده.
الحركة وفي بيان رسمي استحضرت الذكرى الأليمة ودعت الفلسطينيين إلى التوحد خلف خيار الجهاد والمقاومة، مشددةً على أهمية استمرار مسيرات العودة وتطويرها لتصبح انتفاضة شاملة وطنية وتكريساً لحق الفلسطينيين في أرض فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر.