أوقفوا مهزلة «باب الحارة»…!
بسام موسى
سابقاً كان مسلسل «باب الحارة» عملاً درامياً سورياً شيّقاً ومثل فيه كبار نجوم الدراما السورية من الجزء الأول وحتى الرابع كان العمل جيداً وفيه حبكة درامية، ويشدّ المشاهدين له في العالم العربي وكان حديث الناس يومياً، علماً أن الأجزاء الخامس والسادس والسابع والثامن والتاسع كان النصّ وسيناريو العمل متقلّب وتم تغير بعض الشخصيات وإدخال أفكار جديدة.
بكل حال الآن يعرض على القنوات العربية مسلسل «باب الحارة» الجزء العاشر، ونقولها بصراحة يا ليتهم لم يقدّموا هذا الجزء لأنه «مبهدل كتير».
كان عمل «باب الحارة» مثل الدجاجة التي تبيض ذهباً لكلّ من قناة «MBC» التي تكلّفت بدفع انتاج المسلسل مع شركة «ميسلون للإنتاح» وصاحبها مخرج العمل في ذلك الوقت بسام الملا.
أما الجزء الحالي رفضت القناة السعودية إنتاجه بسبب غياب شخصيات رئيسية عن العمل مثل إبعاد كل من «أبو عصام» و»معتز» و»النمس» و»أبو غالب» و»عصام» وغيرهم. لم أرَ مسلسلاً عربياً أثار الجدل في الصحافة ومواقع الإنترنت مثل «باب الحارة» حتى أنه دخل المحاكم السورية بسبب الخلافات بين الكاتب الأساسي وصاحب الفكرة مروان قاووق وبين المخرج بسام الملا صاحب شركة «ميسلون للإنتاج».
وحاول الملا أخد «باب الحارة» له واحتكاره وكلّف كتاباً عديدين لكتابة أجزاء من الرابع وحتى التاسع إلى أن عاد صاحب الفكرة مروان قاووق وكتب الجزء الحالي العاشر.
«باب الحارة» شوّه الدراما السورية وحول المرأة الشامية إلى خادمة ومضطهدة لا حقوق لها، لا يحقّ لها التحرّك بحرية في أحياء دمشق القديمة أو ممنوع أن تحبّ وتتزوّج. ليست هذه هي المرأة السورية، هذا المسلسل تاجر بحرية المرأة الشامية وانحاز للرجال كثيراً.
نعود للجزء الحالي العاشر ونقول إن تسعين في المئة من المشاركين به جدد والأغلبية كومبارس منهم ولا علاقة لهم بالتمثيل، وقد أحضرتهم شركة «قنبض» التي أنتجت العمل للاستفادة المادية.
من هنا باسم الملايين من المشاهدين في سورية والعالم العربي نرجو التوقف عن إنتاج «باب الحارة» ونأمل أن يكون الجزء الحالي هو الأخير.
وننتظر أعمالاً عن الشام العتيقة جديدة. لأن باب الحارة أفلس هو وكتابه وأصبح عالة على الناس التي ملّت منه ومن السخافة التي وصل إليها. ما يعرض على الشاشة ليس دراما بل مهزلة لا فائدة منها للمشاهد. سابقاً من الجزء الأول حتى الجزء الرابع من العمل رفعنا القبعة احتراماً للعمل لأنه كان مسلسلاً اجتماعياً بحقّ.
اليوم تحوّل إلى سلعة تجارية من أجل الكسب المادي، ليفهم الجميع، خصوصاً كتّاب العمل والشركات المنتجة الخاصة أن الدراما السورية ليست «باب الحارة»، بل هناك الاجتماعي والتاريخي والكوميدي والفانتازيا.
لقد أبدعت الدراما السورية لسنوات ونالت جوائز عربية وعالمية في مهرجانات دولية وغزت الفضاء العربي من المحيط الى الخليج.
مسلسل «باب الحارة» بات علامة سوداء لا علاقة له بالفنّ.
كاتب سوري