الأمم المتحدة: مستعدون لأسوأ السيناريوهات في إدلب لكننا نأمل في عدم حدوث ذلك
أعلنت مسؤولة في الأمم المتحدة أن المنظمة الدولية تستعدّ للتعامل مع تدهور ممكن للوضع في محافظة إدلب السورية، مع أنها تأمل في إمكانية تفادي ذلك.
وفي موجز صحافي في جنيف، أمس، قالت كبيرة مستشاري المبعوث الأممي الخاص إلى سورية للشؤون الإنسانية، نجاة رشدي، إن المنظمة تأمل في عدم حدوث «مجزرة» في إدلب، لكنها أشارت إلى أن زملاءها يقومون حالياً بمراجعة مستوى جاهزية المنظمة الدولية للتعامل مع أي تطور في المنطقة.
وبحسب رشدي فإن الأمم المتحدة تتباحث، في الوقت نفسه، مع كل من روسيا وتركيا والولايات المتحدة لمعرفة ما إذا كانت موسكو وأنقرة مستعدتين لتجديد تمسكهما بمذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين في سبتمبر 2018 ، بشأن إعادة الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب إلى استقراره.
وأعربت المسؤولة عن قلقها إزاء إمكانية وقوع «كارثة ومأساة» في إدلب، مشيرة إلى أن الوضع هناك يتدهور.
وزيرا الخارجية الروسي، سيرغي لافروف اتفق مع نظيره الأميركي، مايك بومبيو، على ضرورة القضاء على الإرهابيين في سورية.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بومبيو في أعقاب مباحثاتهما في سوتشي، الثلاثاء الماضي: «في ما يتعلق بسورية، تحدثنا عن ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 بشكل كامل، والذي يتمثل البند الأساس فيه في احترام سيادة ووحدة أراضي سورية».
وأضاف قائلاً: «اتفقنا على مواصلة المشاورات على أساس الاتصالات القائمة بيننا، وقمنا بتنسيق المواقف بشأن عدد من النقاط المحددة، بما فيها المتعلقة بالقضاء على الإرهابيين على الأراضي السورية نهائياً وتوفير الظروف لعودة اللاجئين وحل القضايا الإنسانية وإطلاق العملية السياسية في سياق تشكيل اللجنة الدستورية».
من جانبه، قال بومبيو: «تحدثنا عن تخفيف معاناة الشعب السوري. ونريد أن نفعل كل ما بوسعنا من أجل ألا تكون الأرض السورية ملاذاً للإرهابيين. كما بحثنا تخفيض التصعيد في إدلب بشمال سورية».
تجدر الإشارة إلى أن الأوضاع في محافظة إدلب السورية ازدادت توتراً في الفترة الأخيرة. وأشارت روسيا إلى زيادة عدد الانتهاكات لنظام وقف إطلاق النار من قبل الجماعات المسلحة.
وكثف المسلحون المتموضعون في المنطقة، خلال الأسبوع الماضي، قصف البلدات الواقعة في شمال محافظة حماة، وفي حلب وفي جبال محافظة اللاذقية، حيث يحاولون مهاجمة مواقع الجيش السوري. وردت القوات الحكومية السورية على هذا التصعيد بتوجيه ضربات مكثفة إلى مواقع المسلحين المنضوين تحت لواء تنظيم «جبهة فتح الشام» «جبهة النصرة» سابقاً التي تمثل القوة الرئيسة بين فصائل المسلحين في إدلب.
إلى ذلك، وعلى الصعيد الميداني، وفي إطار ردها على خروق الإرهابيين المتكررة لاتفاق منطقة خفض التصعيد نفذت وحدات من الجيش السوري عمليات مركزة على تجمعات ومحاور تحرك المجموعات الإرهابية في ريفي ادلب الجنوبي وحماة الشمالي.
وأفادت سانا بأن وحدات من الجيش وجهت صباح أمس رمايات صاروخية ومدفعية مكثفة على مواقع انتشار وأوكار مجموعات إرهابية تابعة لتنظيم جبهة النصرة في قرى وبلدات الهبيط وعابدين ومعرة النعمان بريف إدلب الجنوبي.
وبينت سانا أن ضربات الجيش أسفرت عن إيقاع قتلى ومصابين في صفوف الإرهابيين وتدمير أوكار وآليات بعضها مزود برشاشات وكميات من الأسلحة والذخيرة كانت بحوزتهم.
وكانت وحدات من الجيش نفذت سلسلة ضربات على مواقع ومقار لإرهابيي تنظيم جبهة النصرة في قرى شير مغار والعنكاوي والزيارة وقسطون بالريف الشمالي ما أسفر عن تدمير نقاط محصّنة في عمق منطقة انتشار الإرهابيين والقضاء على عدد منهم.
كما أحبطت وحدات من الجيش العربي السوري العاملة في ريف حماة الشمالي هجوم مجموعات إرهابية على امتداد محور قريتي باب الطاقة والحويز الشرقية شمال غرب حماة وكبّدتها خسائر بالأفراد والعتاد.
وذكر مصدر أن وحدات من الجيش أحبطت بعد اشتباكات عنيفة هجوماً لمجموعات إرهابية من تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التي تتبع له حاولت خلاله التسلل من اتجاه سلسلة جبال شحشبو المطلة على سهل الغاب باتجاه المواقع العسكرية والمناطق الآمنة عبر محور قريتي باب الطاقة والحويز الشرقية اللتين حررهما الجيش مؤخراً بريف حماة الشمالي الغربي مستغلة تضاريس الطبيعة الوعرة والقاسية للجبال وارتفاعاتها الحاكمة في المنطقة.
وبين المصدر أن وحدات الجيش نفذت رمايات مكثفة ومركزة بسلاحي المدفعية والصواريخ خلال الاشتباكات التي أسفرت لاحقا عن إحباط هجوم المجاميع الإرهابية والقضاء على أعداد كبيرة من الارهابيين وتدمير آليات وعربات لهم إضافة إلى تدمير منصات إطلاق صواريخ في الخطوط الخلفية لانتشار تلك المجموعات والتي استخدمتها في التمهيد الناري قبل بدء هجومها.
ودمرت وحدات من الجيش أول أمس أوكاراً لإرهابيي «جبهة النصرة» في قريتي جسر بيت الراس والحويز وجبل شحشبو بريف حماة وفي جسر الشغور وحيش وخان شيخون والهبيط بريف إدلب الجنوبي.
من جهة ثانية، أكدت قوات سورية الديمقراطية أنها تلاحق خلاياً إرهابية مرتبطة بداعش في شرق دير الزور، داعية إلى تنسيق مع الحكومة السورية للقضاء على خطر التنظيم..
وتأتي هذه الدعوة بعد اتهامات وانتقادات وجهتها الخارجية السورية إلى قسد.
وكانت «قوات سورية الديمقراطية» قسد اعلنت أنها بدأت حملة ضد «الإرهابيين» الذين لهم صلة بتنظيم «داعش» في بلدة استراتيجية بمحافظة دير الزور في شرقي سورية.
وذكرت القوات التي تهيمن عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية أنها اعتقلت حتى الآن 20 متشدداً وصادرت أسلحة بعملية أمنية في محيط بلدة الشحيل على الضفة الغربية لنهر الفرات، وفي المنطقة الصحراوية منها.
وحثّ اجتماع انعقد في الشحيل بدعوة من عشيرة العكيدات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إلى تسليم إدارة شؤون البلدة للسكان المحليين.
وقال سكان وشيوخ عشائر إن ضعف الخدمات ونقص الوظائف والتجنيد الإجباري للشبان زاد حالة الاستياء من قوات سورية الديمقراطية في المناطق التي تسيطر عليها في محافظة دير الزور شرقي نهر الفرات.
وحثت وزارة الخارجية السورية مجلس الأمن الدولي، الاثنين الماضي، على التحرك ضد ما قالت إنها «اعتداءات» قوات سورية الديمقراطية، محذرة من أنها تحتفظ بحق الدفاع عن مواطنيها.