في دماغ كلّ عربي «بدوي»…
بهيج حمدان
قالت الصحف الأميركية الصادرة أمس إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحلفاءه يعملون على وقف أكثر من عشرين ملف حول تصرفاته كرئيس وحول أمواله الشخصية وسياسات أدواته.
وقد استخدم الرئيس ترامب صلاحياته للمرة الأولى لفرض السرية منذ توليه منصبه…
هذا في أميركا…
اما في «دول» الخليج العربي يصف كاتب سعودي النظام الإيراني بـ «قط عجوز حوصر في زاوية ضيّقة وليس أمامه إلا الانتحار مجبراً، وانّ الأجواء في المنطقة اجواء حرب ورائحة البارود تفوح من مياه الخليج ومن لم يسمع قرع طبول الحرب حتى الآن فهو يعاني من مشاكل سمعية وإدراكية». ووصف الكاتب السعودي الفذ الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بأنه «ضعيف وأحمق»، وفي رأيه فإنّ «الرئيس الحالي ترامب رئيس جمهوري قوي لا يؤمن بأنصاف الحلول او ترحيل المشاكل، وانّ النظام الايراني ما هو إلا ميت تأخر دفنه».
هذا ما ورد على صفحة «سي أن أن» التي حرصت على القول انّ المصدر هو جريدة «عكاظ» السعودية، وهو لا يعبّر عن رأي «سي أن أن».
وكاتب «عربي» آخر قال انّ البحرين جاهزة ولديها كلّ القدرة لهزيمة إيران!
لو نظرنا كيف يواجه الإنسان غير العربي، الأحداث بروية وعقلانية وواقعية…
وكيف يواجه الإنسان العربي الأمر ذاته بانفعال وغباء وضيق أفق وتسرّع وتسطيح وجهل وجدبنة!
بالأمس أخبرني مهندس صديق، انّ كلّ إنسان عربي سواء كان عالماً أو مثقفاً أو أكاديمياً أو أمّياً جاهلاً، فهو يختزن في دماغه نقطة نائمة اسمها «البدوي»، وعلى كلّ انسان عربي أن يشتغل لتبقى هذه «النقطة» جامدة لا تُخرج الإنسان العربي عن كياسته وهدوئه وحسن مظهره.
هذا «البدوي» في دماغ الإنسان العربي، ذكره الله في سورة الاحزاب «بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ 20 «
وبادي الرأي الذي لا روية فيه.
وفي سورة هود «إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ 27«
والبدوي له ظاهر وليس له باطن.
تماماً كهؤلاء البدو الذين يتناولون الأزمة الأميركية ـ الإيرانية بمثل هذه التبعية والسخافة والبله وعلى النحو المُشار إليه نسأل الله أن يُسكن «نقطة» البداوة في أدمغتنا ويستر علينا…
ولأنّ لكلّ قاعدة شواذاً لا نستطيع ألا أن ننوّه بكلّ بدوي يعتز بقبيلته ومحافظته على سمعتها في ميادين الشرف والنخوة والكرامة والشجاعة، وهو ما بات أثراً بعد عين عند أعراب آخر زمان.
صحافي لبناني