صحيفة إيطالية: الرأي العام الغربي ضحية حملة تشويه وتضليل حول الأزمة السورية
أكدت صحيفة إيل فاتو كوتيديانو الإيطالية أن الرأي العام في الدول الغربية عموماً تعرّض لحملة تشويه وتضليل من قبل الحكومات ووسائل الإعلام الغربية تجاه الأوضاع في سورية على مدى السنوات الماضية.
وقالت الصحيفة في مقال للصحافي دي جورجيو بيناتشي نشر مؤخراً إن «الحكومات ووسائل الإعلام الغربية ركزت على الوجود العسكري الروسي والاستشاري الإيراني في سورية والذي جاء بطلب من الحكومة الشرعية في سورية بينما تجاهلت بشكل مقصود الإرهابيين الذين جاؤوا من دول مثل تركيا والسعودية وقطر وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية».
وأوضح الكاتب أنه ومنذ بداية الأزمة في سورية عام 2011 تم تصوير ما يجري فيها على أنه حراك للمطالبة بالحرية والديمقراطية متناسين وجود التنظيمات المسلحة والعنيفة والمتطرفة التي دخلت البلاد عبر تركيا بشكل أساسي إضافة إلى دخول القوى الغربية على خط تأزيم الأوضاع في سورية وعلى رأسها الولايات المتحدة.
ولفت الكاتب إلى أنه ولسنوات تمّ توجيه الاتهام للجيش السوري بقمع المتظاهرين إلا أن الحقيقة هي أن هذا الجيش تصرّف بما يمليه عليه واجبه وبما تتصرّف به كل الجيوش في العالم بما فيها جيوش الدول الغربية إذا وضعت في الظروف نفسها، موضحاً أن هذا «التعامل والازدواجية في التعاطي بات يظهر بوضوح من قبل الحكومات ووسائل الإعلام الغربية في التعامل مع القمع الوحشي الذي تمارسه الحكومة الفرنسية وقواتها الأمنية تجاه متظاهري السترات الصفراء حيث هناك قتلى ومئات الجرحى ونحن نتحدث عن الديموقراطية في فرنسا».
وأضاف الكاتب: «ذهبت عام 2016 لأول مرة إلى سورية ومكثت لأكثر من شهر وكان المشهد مفجعاً، حيث امتلأت المدن والمناطق بصور المئات من الشهداء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 30 سنة والذين قضوا في كثير من الحالات ذبحاً على أيدي الإرهابيين كما تعرض العديد منهم للتعذيب حتى الموت». وهو ما لم تتعرّض له وسائل الإعلام الغربية فيما ركزت على الترويج لمزاعم وأكاذيب بخصوص المسلحين.
وبيّن الكاتب أن الإعلام الغربي تجاهل عن قصد الدعم الأميركي والغربي للإرهابيين بمختلف أنواعه وصولاً إلى الدعم المباشر كما جرى في 17 أيلول 2016 عندما قصفت طائرات أميركية مواقع للجيش السوري في جبل الثردة بالقرب من مطار دير الزور العسكري في وقت كانت فيه المدينة محاصرة من قبل تنظيم داعش الإرهابي منذ عام 2013.
وأضاف أنه وبعد أشهر من الاشتباكات العنيفة استعاد الجيش السوري السيطرة على جبل الثردة وفك الحصار عن مدينة دير الزور وطرد إرهابيي داعش.
ميدانياً، أفاد مركز المصالحة الروسي بين الأطراف في سورية، أمس، بأن القوات المسلحة السورية توقفت عن إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد بإدلب.
وجاء في بيان مركز المصالحة: «توقفت القوات المسلحة السورية من جانبها عن إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد بإدلب»، مؤكدا أن الهجمات المسلحة على مواقع القوات الحكومية والمدنيين في محافظات حماة واللاذقية وحلب مستمرة.
وأضاف البيان: أنه: «منذ 18 مايو/أيار، تم رصد 13 خرقاً لنظام وقف الأعمال القتالية، ونتيجة لهذا القصف، أصيب ثلاثة عسكريين سوريين».
وكانت وكالة الأنباء السورية «سانا»، أعلنت أمس السبت، استشهاد مدني وإصابة آخرين بجروح نتيجة اعتداء المجموعات الإرهابية المنتشرة في منطقة خفض التصعيد في إدلب بالصواريخ على قريتي الشراشير والحويز بريف اللاذقية.
وقالت «إن إرهابيين يتحصّنون في محافظة إدلب وأقصى الريف الشمالي في اللاذقية قرب الحدود التركية اعتدوا بالصواريخ على قريتي الشراشير والحويز ما تسبب باستشهاد مدني وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة ووقوع أضرار مادية في المنازل».
إلى ذلك، أحبطت قوات الجيش السوري هجوماً واسعاً نفذه مسلحو «هيئة تحرير الشام» جبهة النصرة وحلفائها على محور الحرش في جبل شحشبو بريف حماة الغربي موقعاً عدداً من المسلحين بين قتيل ومصاب.
ومع إعلان الجيش السوري وقفه العمليات القتالية لمدة 72 ساعة في جبهات ريفي حماة وإدلب، أمعنت التنظيمات الإرهابية المسلحة في المنطقة المصنفة على أنها منزوعة السلاح في اعتداءاتها على الأحياء السكنية الواقعة تحت سيادة الدولة السورية وفي مهاجمتها لمواقع الجيش، وذلك بعدما أعلنت بعد اجتماع مطوّل لقيادييها رفضها للهدنة.
ونقل عن مصدر عسكري قوله: إن وحدات الجيش السوري تمكّنت مساء السبت من إحباط هجوم عنيف نفذه مسلحو «جيش العزة» بالاشتراك مع فصائل أخرى عدة على محور بلدة الحرش بجبل شحشبو بريف حماة الغربي، حيث حاول المسلحون التقدم باتجاه هذا المحور بعد قيامهم باستهداف مواقع الجيش في المنطقة ودارت اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من المسلحين، وانسحاب من تبقى منهم باتجاه عمق مناطق سيطرتهم بريف حماة الغربي.
وأضاف المصدر أن محور بلدة الحويز بريف حماة الشمالي الغربي شهد كذلك تصعيداً من قبل المجموعات المسلحة التي استهدفت مواقع الجيش في البلدة بعدد من القذائف الصاروخية، موضحاً أن قوات الجيش ردّت على مصادر الإطلاق مستهدفة مواقع وتحركات المسلحين في الحويجة عبر وسائط نارية.
وكانت مصادر مطلعة ذكرت أن اجتماعاً عقد صباح السبت ضمّ عدداً من القياديين في المجموعات الإرهابية للتشاور في موضوع الاتفاق المذكور، حيث خرج المجتمعون بقرار رفض للهدنة ووضعوا شروط القبول بها وهي انسحاب الجيش السوري من المناطق التي تقدّم إليها مؤخراً في ريف حماة الشمالي الغربي.
وتابعت المصادر: هذا الأمر ترجم بشكل مباشر من خلال بيان صحافي للمتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير المدعومة من تركيا المدعو ناجي المصطفى، الذي أكد فيه رفض الفصائل المسلحة للهدنة ما لم ينسحب الجيش السوري من المناطق التي حرّرها مؤخراً.
وعلى الأرض ترجم الإرهابيون رفضهم للهدنة من خلال إطلاقهم صواريخ عدة باتجاه منطقة جبلة بريف اللاذقية، ومحاولتهم استهداف قاعدة حميميم الروسية، بالإضافة إلى محاولة اعتدائهم على أحد مواقع الجيش في ريف حماة الشمالي الغربي واستهدافهم لمنطقة الزلاقيات شمال حماة بعدد من قذائف الهاون.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش السوري قرّر إيقاف عملياته العسكرية بريفي حماة وإدلب «مؤقتاً» التزاماً بالاتفاقيات التي عقدها الضامن الروسي الذي تلقى «التماساً» من أنقرة لإقناع الدولة السورية بهدنة تشكل فرصة لتركيا لتنفيذ اتفاق سوتشي وفتح الطرق الدولية.
وأوضحت المصادر أن اتفاقاً تم التوصل إليه بشأن الهدنة جاء بعد «التماس» مقدم من تركيا لروسيا لإقناع الدولة السورية بضرورة وقف العمليات العسكرية بشكل مؤقت لإعطاء الفرصة لتركيا بإقناع المجموعات المسلحة بالانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح وفتح الطرق الدولية وتطبيق اتفاق سوتشي.
وقالت المصادر إن الجيش السوري، ومن باب الالتزام بالاتفاقيات التي عقدها الضامن الروسي أوقف العمليات العسكرية مع بدء اليوم السبت وأوقف الاستهدافات المدفعية والصاروخية والجوية باتجاه مواقع المسلحين، حيث صدرت التعليمات برفع الجاهزية والردّ على مصادر الإطلاق في حال تم استهداف أي مواقع للجيش السوري في ريفي حماة وإدلب.