أوباما يوسّع الدور القتالي للقوات الأميركية في أفغانستان بعد 2014
قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن الرئيس باراك أوباما أقر خططاً تعطي القادة العسكريين الأميركيين دوراً أوسع للتصدي لطالبان إلى جانب القوات الأفغانية بعد انتهاء المهمة الحالية للقوات الأجنبية هناك الشهر المقبل.
وقال المسؤول: «سنتخذ تدابير مناسبة لتأمين الأميركيين، بينما لن نستهدف بعد الآن المقاتلين لكونهم أعضاء في طالبان فحسب، إلا بقدر ما يهدد أعضاء طالبان القوات الأميركية وقوات التحالف في أفغانستان مباشرةً أو بقدر ما يقدمون دعماً لتنظيم القاعدة».
ورحب قادة الجيش والشرطة الأفغانيين بالقرار بعد الخسائر الكبيرة التي منيا بها في مواجهة طالبان هذا الصيف، إذ قال خليل أندرابي قائد شرطة إقليم وردك الذي تسيطر طالبان على أجزاء منه: «هذا هو القرار الذي كنا نحتاج إلى سماعه… كان من الممكن أن نخسر المعارك ضد طالبان من دون دعم مباشر من القوات الأميركية».
ويمدد القرار خططاً سابقة من خلال تفويض القوات الأميركية بالقيام بعمليات قتالية ضد طالبان لحماية الأميركيين ودعم قوات الأمن الأفغانية في إطار قوة الدعم التابعة لقوة المعاونة الأمنية الدولية «إيساف» للعام المقبل.
وكان الرئيس الأميركي قد أعلن في أيار الماضي أن مستويات القوات الأميركية ستخفض إلى 9800 فرد بحلول نهاية العام ثم تخفض مرة ثانية إلى النصف في 2015 ثم تقتصر على قوة تأمين توجد داخل السفارة الأميركية إلى جانب مكتب للدعم الأمني في العاصمة كابول بحلول 2016.
وبموجب الخطة لم تتبقَ سوى قوة محدودة من 1800 فرد يقتصر دورها على عمليات مكافحة الإرهاب ضد فلول تنظيم القاعدة، أما الأوامر الجديدة فستسمح بالقيام بعمليات ضد حركة طالبان.
وكانت تقارير إعلامية قد كشفت في وقت سابق أن الرئيس الأميركي مدد الدور القتالي للقوات الأميركية في أفغانستان لسنة أخرى، في أمر سري وقعه في الأسابيع الماضية.
وكان أوباما أعلن أن العمليات القتالية لحلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان ستنتهي في أواخر العام الحالي، وستتركز مهمة الحلف اعتباراً من الأول من كانون الثاني بوجود 9800 جندي أميركي وحوالى 3000 آخرين من دول أخرى، على دعم القوات الأفغانية في التصدي لحركة طالبان بالتزامن مع عمليات أميركية لـ«مكافحة الإرهاب».
لكن صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت أن أوباما وقع أمراً سرياً يقضي بالسماح للقوات الأميركية بمواصلة المهمات ضد طالبان خلال عام 2015، ويسمح أيضاً بدعم جوي من قبل الطائرات والقاذفات والطائرات المسيرة.
وقالت الصحيفة إن مستشارين مدنيين احتجوا على تمديد المهمة في 2015 مشيرين إلى أن ذلك يعرض حياة أميركيين للخطر في المعركة ضد طالبان، وأوصوا بالتركيز على مكافحة تنظيم القاعدة فقط.
إلا أن مسؤولاً كبيراً أكد للصحيفة أن القوات الأميركية لن تقوم بدوريات منتظمة ضد طالبان العام المقبل، وأضافت أن الرئيس الأفغاني الجديد أشرف عبد الغني بدا أكثر انفتاحاً لقبول مهمة عسكرية أميركية أوسع، مما كان الرئيس السابق حميد كرزاي.