الصدر والعامري: كفى حرباً.. إذا اشتعلت ستحرق الجميع

أكد رجل الدين العراقي مقتدى الصدر، أنه لا يريد الحرب على إيران، وأنه ليس مع أي طرف يزجّ بالعراق في الحرب وجعله ساحة للصراع الإيراني الأميركي.

وقال الصدر في تغريدة نشرها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «نحن بحاجة إلى وقفة جادة من كبار القوم لإبعاد العراق عن تلكم الحرب الضروس، التي ستأكل الأخضر واليابس فتجعله ركاماً».

وأضاف أن العراق بحاجة إلى أن يرفع الشعب صوته مندداً بالحرب وبزجّ بلاده فيها، مشدداً على أنه إذا لم يقف العراق وقفة واحدة وجادة، فستكون تلك الحرب نهاية العراق لو دارت رحاها. وتابع قائلاً: «ولقد أُعذر من أنذر».

كما شدّد الصدر على أن أي طرف يزجّ بالعراق في الحرب، ويجعله ساحة للمعركة سيكون عدواً للشعب العراقي. واختتم تغريدته بالقول: «كفى حرباً».

وفي السياق نفسه، حذّر زعيم تحالف الفتح هادي العامري، من محاولات اشعال فتنة الحرب، داعياً لإبعاد شبحها عن العراق.

وقال في تصريح صحافي، «نؤكد أن المسؤولية الوطنية والدينية والتاريخية تحتّم على الجميع إبعاد شبح الحرب عن العراق أولاً وعن كل المنطقة ثانياً»، محذراً أن «الحرب اذا اشتعلت لا سمح الله فسوف تحرق الجميع». واضاف أن «كل من يحاول اشعال فتيل الحرب انطلاقاً من العراق إما جاهلاً او مدسوساً»، مشيرا الى ان «كل أطراف الحرب لا تريد الحرب، فلا الجمهورية الاسلامية تريد الحرب ولا الولايات المتحدة تريد الحرب».

وتابع العامري، وهو امين عام منظمة بدر، أن «الذي يدفع الى الحرب فقط الكيان الصهيوني»، مشدداً «نهيب بكل العراقيين ان لا يكونوا ناراً لهذه الحرب».

إلى ذلك، كشف نائبان عن تيار الحكمة العراقي، الذي يترأسه عمار الحكيم، عن مبادرة وساطة لخفض التوترات القائمة بين إيران والولايات المتحدة.

وقال عضو البرلمان العراقي عن تيار الحكمة، حسن فدعم الجنابي، إن العراق يقوم بوساطة بين الطرفين في الوقت الراهن على المستوى السياسي والحكومي، مشيرا إلى أن موقع بلاده الجغرافي وعلاقاتها مع كافة الأطراف تؤهل بغداد للقيام بدور فاعل في المشهد.

وأضاف الجنابي أن مبادرة الوساطة «أصبحت على الأرض فعلياً»، خاصة أن السفير البريطاني في بغداد زار نظيره الإيراني خلال الأيام الماضية، كما تكرّر الأمر أيضاً مع بعض السفراء من دول أخرى، فضلاً عن إجراءات غير معلنة بين إيران والولايات المتحدة، تجري بوساطة عراقية لتخفيف حدة التوترات وعدم تصاعدها إلى درجة الحرب.

وتابع الجنابي أن تراجع المواقف أصبح واضحاً بعد اللقاءات التي جرت، وقد تتجه الأوضاع نحو الاستقرار، إلا أن «شبح الحرب يلوح في الأفق حتى الآن»، وهو ما يثير المخاوف حال قيام أي طرف بإطلاق الرصاصة الأولى، كما حدث في واقعة الصاروخ الذي سقط في المنطقة الخضراء بالقرب من السفارة الأميركية.

ولفت الجنابي إلى أن الحكيم لديه علاقات قوية مع الجانب الإيراني وكذلك الأميركي، مبيناً أنه لعب هذا الدور من خلال لقاءاته المتعددة، حيث تفهم القادة من الجانبين الأميركي والإيراني القلق العراقي إثر التوترات المتصاعدة.

وأشار الجنابي إلى أن جلسات الحوار تجرى بين بعض القادة من الجانبين الإيراني والأميركي بشكل شبه سريّ، بوساطات عراقية متعددة، من جهات سياسية وحكومية، ودول إقليمية، موضحاً أن الشروط الأميركية المعلنة غير الموجودة على الأرض، وبعضها يمكن لإيران التعامل معه.

وأكد الجنابي أن عقد اجتماعات بين الطرفين في العراق خلال الفترة المقبلة غير وارد حتى الآن، وقرار التراجع أصبح أقرب، إلا أن الولايات المتحدة ستستمر بالضغط الاقتصادي.

وشدد الجنابي على أن بعض الأطراف غير العراقية تسعى لإشعال الحرب، وهي تستغل عملاءها في الداخل العراقي، والذين يعملون مقابل أموال ومغريات أخرى للزج بالعراق في الصراع، وأن الجميع سيدفع الثمن حال إقحام العراق في الصراع الراهن.

من ناحيته، قال النائب، جاسم موحان البخاتي، إن التصعيد الأخير بين طهران وواشنطن، وصل إلى مرحلة اللاعودة، وهو ما دفع الحكيم إلى طرح المبادرة، وعرض الوساطة من أجل حلحلة التوتر، خاصة أن العراق أول المتأثرين حال اندلاع الحرب.

وأضاف البخاتي أن العراق يمكن أن يلعب الدور الأبرز في ظل التوترات لما له من علاقات مع الجانبين، ويمكنه أن يقرّب وجهات النظر للجلوس إلى طاولة الحوار، مؤكداً أن هناك قابلية من الطرفين للتفاوض.

وسبق أن أشار رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي إلى أن التصعيد الأميركي الإيراني يثير القلق لدى جميع دول المنطقة ويهدد أمنها.

وقال الحكيم، خلال استقباله القائم بأعمال السفارة الأميركية في بغداد، جوي هود: «دعونا إلى أن يكون ذلك مقدمة للوصول إلى حلول مناسبة وتجنيب شعوب المنطقة ويلات الحروب وسياسات الحصار. وللعراق علاقات وثيقة مع الطرفين، تمكّنه من أن يؤدي دور الوسيط لتقريب وجهات النظر وإنهاء حالة التوتر».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى