كلمة لنصرالله في عيد المقاومة والتحرير غداً ومواقف أكدت التمسك بالمعادلة الثلاثية
يلقي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، عبر الشاشة، عند السادسة من مساء غد السبت.
وللمناسبة، وجهت كتلة الوفاء للمقاومة التحية إلى «شعبنا الأبي والمقدام وإلى مقاوميه الأبطال وجيشه الوطني الباسل، والى كلّ من أسهم في صنع التحرير وصان هذه المعادلة التي انجزت وتنجز الانتصارات»، مشيرةً إلى أنّ «الاستخفاف بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، أو التخلي عنها هو تهديد للوطن وأمنه واستقراره وعبث بكلّ تضحيات أبنائه وجنوده ومقاوميه. فضلاً عن كونه استجابة وضيعة لمطلب العدو الإسرائيلي الذي هزمته هذه المعادلة فيما فشلت كل المعادلات والخيارات الاخرى في ردع العدو وكبح جماح اعتداءاته، وحماية البيئة الوطنية لتعزيز دور الدولة وبسط سلطة القانون ومباشرة التنمية وتعزيز الوحدة الوطنية والامن الاجتماعي والسياسي».
وجددت «تمسكها بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة التي تختصر مضمون الاستراتيجية الوطنية الناجعة للدفاع عن لبنان»، مؤكدةً أن «العدو الإسرائيلي الذي يشن حرباً تحريضية متواصلة لاسقاط هذه المعادلة التي هزمته اكثر من مرة خلال عقدين ونيف من الزمن، انما يريد ان يكشف أمن لبنان وينتهك سيادته ويثأر لهزائمه على أيدي اللبنانيين، ولذلك فإن الواجب الوطني يستدعي من جميع القوى الشريفة والوطنية ان تسقط المطلب الاسرائيلي وتترفع فوق حساسياتها الصغيرة لتحقق مصلحة الوطن العليا وتصون قدرته على التصدي للمعتدين الإرهابيين، صهاينة كانوا أم تكفيريين».
بدورها، استذكرت الأمانة للأحزاب العربية، ذكرى تحرير القسم الأكبر من أراضي جنوب لبنان المحتلة من قبل الكيان الغاصب وما شكله هذا الانجاز من فتح لعهد كل الانتصارات التي تلت.
وقال الأمين العام للمؤتمر العام للأحزاب العربية قاسم صالح في بيان بالمناسبة، إن «تسعة عشر عاماً مرّت، من عمر يوم المقاومة والتحرير في 25/5/2000، ذلك اليوم المجيد في تاريخ الأمة المزروع في ذاكرة الأجيال، جيلاً بعد جيل والذي شكّل مرحلة مفصلية في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني وهو اليوم الذي رسم حداً فاصلاً لمسلسل الهزائم العسكرية والسياسية التي عاشتها الأمة، وهو ذات اليوم الذي أسقط وهم الجيش الذي لا يقهر وعرّى أنظمة الخزي والعار اللاهثة طوعاً لإرضاء العدو لتثبت المقاومة وجمهورها صوابية رؤيتهم وقوة إرادتهم فصنعوا لنا التحرير بفعل المقاومة وليغدو يوم المقاومة والتحرير يوماً يحييه كل المقاومين وأحرار العالم».
وأضاف صالح «كيف لا نحييه وهو الذي انعكس بمفاعيله على كل ساحات المواجهة مع العدو الصهيوني من الانتفاضة في فلسطين وصولاً إلى مسيرات العودة التي أدت إلى ترنح صفقة القرن التي تجري المحاولات المسعورة لتحقيقها عبر سلسلة من القرارات المدانة والمشبوهة التي أصدرها الرئيس الأميركي ترامب من الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارة بلاده إليها والاعتراف بسيادة الكيان المحتل على مرتفعات الجولان وصولاً إلى الدعوة إلى عقد مؤتمر اقتصادي في البحرين بحضور الصهاينة تمهيداً لتمرير هذه الصفقة التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية».
ودعا في هذا السياق إلى «مقاطعة هذا المؤتمر الذي يشكل إحدى حلقات التطبيع والتآمر»، كما دعا «الفصائل الفلسطينية إلى موقف موحد بمواجهة هذه المؤتمرات كما ندعو جميع أحرار الأمة إلى ممارسة كل أشكال الضغط لمنع الأنظمة العربية من المشاركة».
وتابع «من تداعيات هذا الانجاز أيضاً، المواجهة الملحمية في سورية ضد الحرب الكونية التي شنت عليها، والانتصارات التي تحققت بتحرير معظم الأراضي من العصابات الإرهابية ورسم قواعد اشتباك جديدة مع الكيان الغاصب، إلى الحرب في اليمن التي يخوضها الشعب ضد التحالف السعودي وإسقاط أهدافه رغم المجازر التي ترتكب بحقه وآخرها مجزرة صنعاء التي حصدت المزيد من الأبرياء، بالإضافة إلى تعزيز قدرات اليمن العسكرية واستهداف المصالح الحيوية السعودية رداً على هذه الجرائم».
وأشار إلى أنه «تم دحر داعش من العراق وإسقاط دولته وإفشال أهدافه لتقسيم العراق وسورية وسائر كيانات الأمة لإضعافها وتسييد الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية على مقدرات الأمةً وسلب ثرواتها وطمس هويتها القومية».
كما جاء الصمود الإيراني أمام الحصار والتهديدات الأميركية ليفرض عليها التراجع وطلب الحوار».
وقال «أمام كل هذه الإنجازات التي حققها محور المقاومة والتي ما كانت لتتم لولا إنجاز التحرير عام 2000، والنصر المؤزر الذي تحقق عام 2006 وصمود حزب الله، رغم العقوبات والمؤامرات التي ينسجها الأميركيون مع الدول الرجعية العربية لإضعافه، لكن المقاومة استمرت في رفع جهوزيتها وإمكانياتها لتفرض معادلة الرعب مع الصهاينة والتكفيريين ورعاتهم».
وأشار إلى أنّ «في يوم المقاومة والتحرير تتوجه الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية بخالص التهنئة والتحية والتقدير إلى صنّاع هذا اليوم المجيد في تاريخ الأمة، إلى السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله وإلى كلّ المقاومين الأبطال في المقاومة الوطنية والإسلامية وإلى الجيش اللبناني المؤمن بالمقاومة كخيار بذلوا لأجله الدماء الزكية لتحقيق النصر. وإلى شركاء النصر في سورية بقيادة الرئيس بشّار الأسد وإلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وشعباً، وإلى كلّ الشعوب والقوى والأحزاب والهيئات المؤمنة بالمقاومة ونجاعتها لتحرير الأرض والمقدسات ورفع راية العزة والكرامة فوق ربوع الأمة».