تمديد جلسات الموازنة على وقع أغنية فيروز «تعا ولا تجي»
عمر عبد القادر غندور
بعد أن فوجئ أعضاء مجلس الوزراء يوم أمس، والمفاجأة منهم وبهم، بطروحات جديدة وأفكار جديدة وابتداعات جديدة على بنود تستلهم المزيد من الخفض لتصل الى 6.5 ، ولكن إقرار موازنة لم يحصل بعد، وعلى اللبنانيين ان ينتظروا الفرج بعد 48 ساعة بناء لاقتراح رئيس الحكومة الذي يعيش حالة تأمّل واستقراء وروية تتلاءم مع أيام رمضان المبارك، بهدف إعطاء فرصة إضافية لجدوى تخفيض العجز.
وحسنا يفعل، في جو من الحماوة بين وزير الخارجية جبران باسيل المترنّم بأغنية «بتخلص وما بتخلص، أو بتخلص لما تخلص»، وبين وزير المال علي خليل الذي يقدّم أرقاماً محدّدة وليس اقتراحات لها بدايات وليس لها نهايات، وقد مضى نحو خمسة أشهر ولبنان من غير موازنة ولم تصل مجلس النواب ما دعا أحد المواطنين الظرفاء الى القول «الموازنة بتخلص أو عمرها ما تخلص»…!
هكذا نحن في لبنان نعيش بقدر ما كُتب لنا من حياة وليس بقدر ما تُقدّمه أيدينا، وحولنا الحرائق ولا ندري إذا كنا نستحق هذا المآل منذ الاستقلال.
وبالإضافة إلى العجز المالي والدين المتراكم على خزينتنا وشروط الدول المانحة وما تفرضه من التزامات و»قطب مخفية»، إضافة الى الضجيج من حولنا ومسار التحوّلات الكبرى وتداعيات صفقة القرن التي تتمّ على مراحل، وما لذلك من آثار جانبية على لبنان وفيه نبض حياة وكرامة وفيه أيضا من هو على نقيض من ذلك، ونحن متلهّون بالوصول الى خفض النفقات التي تبقى في النهاية في عهدة «الشركة السياسية للاستثمار والحصص» تبعاً لمبدأ «اعطيني لأعطيك» او كما كان يتهكم دولة الرئيس تمام سلام «مرقلي لمرقلك»…!
ومهما تبلغ «المحسنات» في ألفاظ «الشركة السياسية» في خطاباتها وتصريحاتها وإطلالاتها التلفزيونية، يبقى رأي اللبنانيين المحبطين هو ذاته، فيه الكثير من التذمّر، والقليل من العمل…
وإلى أن تنقضي الـ 48 ساعة لاستئناف مناقشة موازنة 2019 وإيصالها الى مجلس النواب، نتلهّى بإفطار رمضاني صحي ليس فيه دسم ولا ضرر، على وقع أغنية أيقونة لبنان السيدة فيروز «تعا ولا تجي…»
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي