مسلسل «حرملك»… صراع مفقود بلا معنى ونصٌّ هزيل
بسام موسى
لا أعلم لما يريد الكاتب سليمان عبد العزير والمخرج تامر إسحق أن يستخفا بعقول الناس والمشاهدين ويقولا لنا إن المسلسل السوري «حرملك» الذي يُعرَض حالياً على القنوات الفضائية العربية هو ليس نسخة عن العمل التركي الشهير، لا بل نؤكّد لهما أنه هو نسخ ولصق عن المسلسل التركي الشهير «حريم السلطان» الذي عرض منذ أكثر من عامين.
جرى تصوير مسلسل «حرملك» بين مصر والإمارات وتركيا، معظم حلقاته التي تضمن أكبر طاقم عمل من الفنانين العرب، شهد عودة الفنانة هبة نور للدراما مرة أخرى، بعدما ابتعدت لأكثر من أربع سنوات عن العمل الدرامي السوري، كما يشارك به نجوم من مصر وتونس.
العمل مكوّن من 90 حلقة على جزءين، أما أحداثه فتدور في الفترة الزمنية بين 1513 حتى 1516، يشارك أكثر من 60 ممثلة عربية وأجنبية، كما تمّ وضع ميزانية ضخمة لهذا العمل. يتحدث المسلسل حول المماليك وكيفية وصولهم إلى الحكم، وكيف كانت تلك الفترة ونظام حكمهم والمشهد السياسي في تلك الفترة، ونجاحهم في القضاء على الأعداء، مع التداخل في حياة الحريم من خلال حكاية تدور أحداث المسلسل ضمن أروقة القصور القديمة ببطولة نسائية شبه مطلقة. وهذا طبيعي، لكون العمل يحمل اسم «حرملك»، حيث إن الحرملك هو جناح النساء في القصر، الذي يشكِّل مسرحاً للمكائد ومخطّطات النساء في إعادة ضبط معادلات السياسة والنفوذ، وذلك ما جعل النقّاد يرونه تقليداً للمسلسل التركي «حريم السلطان».
أبطال العمل: جمال سليمان، وفاء موصللي، عبد الهادي الصباغ، حسن عويتي، نادين خوري، كارمن لبس، باسم ياخور، سامر المصري، سلافة معمار، محمد قنوع، صفاء سلطان، هبة نور، درة التونسية وغيرهم.
بصراحة العمل باهت والنصّ مفكّك وهناك صراع على النفوذ خاصة دور «رسلان محمد الأحمد» الذي يريد أن يفرض نفوذه بالقوة ويصبح القرار له بين أشقائه. كما شاهدنا كيف بدأ الخلاف بين نساء الخان، فهن مجرد خادمات وراقصات وجاريات عند «الباشا»، وتحت أمر السيدة «نظلي» التي تتحكّم بزمام أمورهن وقراراتهن، وكل منهن تفضح الأخرى طمعاً بالنفوذ والجاه.
المشاهد لأي عمل تلفزيوني تهمه القصة والحبكة قبل أن يلتفت إلى أداء الفنانين، فالمسلسل ليس استعراضاً لقوة النجوم، فمسرح مثل تلك المسلسلات هو في الدراما التركية التي تعتمد فقط على الإبهار البصري دون الاهتمام بواقعية القصة ولعلّ المسلسلات السورية بدأت تنتبه لهذه الناحية وشهدنا عودة حميدة لزمن الفنّ الجميل وإن كان بعملين أو أكثر. نعم، هذا العمل مخيّب للآمال خصوصاً بعد الضجة الإعلامية الكبيرة والتكتم عن نشر بريمو العمل من قبل الشركة المنتجة له «كلاكيت».
وتبين لنا أن المخرج تامر إسحق ظهر وكأنه جديد على الإخراج لكثرة الهفوات والأخطاء الذي وقع بها علماً أن لهذا الرجل خبرته في عالم الإخراج، خصوصاً الأعمال الشامية التي تجذب الناس لها وسبق أن أخرج مسلسل «خاتون»، ومسلسل «وردة شاميّة» و«صدر الباز» و«الدبّور» و«الخبز الحرام».
يمكن الجزم، أن عمل «حرملك» فاشل بنصّه المفكّك وحبكته المفقودة، وأبطاله لم يكونوا على القدر المتوقّع منهم. وباختصار لم ينجح العمل بل فشل ولم يقنع الكاتب المشاهد، والعجيب أن الشركة المنتجة للمسلسل ستطرح جزءاً ثانياً منه في العام المقبل.
كاتب سوري