صالح لأردوغان: نرفض عملياتكم العسكرية داخل العراق

أكد الرئيس العراقي، برهم صالح، خلال لقاء مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رفض العراق أي عمل عسكري أحادي الجانب يتجاوز حدوده، وذلك تزامناً مع استمرار العملية التركية شمالي العراق.

وأفاد المكتب الإعلامي للرئيس العراقي، في بيان، بأن صالح وأردوغان ناقشا، خلال المباحثات التي جرت في القصر الجمهوري في اسطنبول، «التطورات والأحداث التي شهدتها المنطقة مؤخراً»، مضيفاً أنه «تم التأكيد على أهمية التعاون واعتماد الحوار البناء بين جميع الأطراف للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات الراهنة والابتعاد عن لغة التهديدات والاستفزاز وبما يحقق الاستقرار الأمني والاقتصادي».

وأوضح البيان أن «المباحثات تناولت أيضا استعراض العلاقات بين البلدين وضرورة تعزيزها بما يوسع آفاق التعاون المشترك».

وأكد صالح، حسبما نقله مكتبه، «ضرورة حماية السيادة العراقية ورفض أي عمل عسكري أحادي الجانب يتجاوز الحدود العراقية»، مبيناً «أن ضمان الأمن المشترك يأتي من خلال التنسيق بين البلدين ودول المنطقة».

وبالتزامن مع وجود الرئيس العراقي في أنقرة، أعلنت تركيا عن إطلاق عملية عسكرية ضخمة ضد مواقع حزب «العمال الكردستاني» في منطقة هاكورك شمالي العراق، أطلقت عليها اسم «عملية المخلب» ويشرف عليها وزير الدفاع التركي خلوصي أكار.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، أن «عملية المخلب تستمر وفقاً للخطة»، مشيرة إلى أن «قوات الكوماندوز التي نقلت إلى المنطقة تزامناً مع هجوم جوي ليلي، تواصل بنجاح أنشطتها للبحث والفحص هناك، على الرغم من الظروف الجوية الصعبة».

وأفاد البيان بأن غارات جوية للطيران التركي استهدفت مخابئ للحزب في منطقة هاكورك في إقليم كردستان العراق، وأعقبتها عملية إنزال قوات خاصة في مناطق وعرة. وأضافت وزارة الدفاع أن القوات الخاصة أبطلت مفعول متفجّرات وألغام زرعها «الإرهابيون»، كما قصفت المدفعية الثقيلة بعيدة المدى مواقع المسلحين الأكراد في جبال قنديل، ومنطقة أسوس.

وشددت على أن العملية أسفرت حتى الآن عن تصفية 9 مسلحين، لافتة إلى أنها ستستمر حتى تحقيق أهدافها، دون الإشارة إلى جدول زمني.

وأمس، قال وزير الدفاع التركي، إن هدف بلاده من استكمال العملية العسكرية في شمال العراق هو إزالة التهديد الإرهابي الموجّه ضد تركيا.

وذكر الوزير أن «جنودنا لن يتركوا مغارة ولا وكراً للإرهابيين في منطقة هاكورك شمالي العراق، إلا وسيدمّرونها»، وذلك بحسب ما أفادت وكالة «الأناضول».

وتابع «عملية المخلب في منطقة هاكورك في شمال العراق تهدف للقضاء بشكل كامل على خطر الإرهاب الذي يهدد بلادنا من تلك المنطقة».

وأضاف «لأول مرة يجري ضرب الأهداف المحددة للإرهاب في قنديل وآسوس ومناطق أخرى شمالي العراق، باستخدام أسلحة دعم بري محلية ووطنية بحتة».

وفي سياق متصل، بدأ العراق، أمس، بتسليم 188 طفلاً تركياً، خلفهم تنظيم «داعش» الإرهابي في الأراضي العراقية، إلى بلادهم.

وأعلن الناطق الرسمي باسم مجلس القضاء الأعلى العراقي، القاضي عبد الستار بيرقدار، في بيان قائلاً: «محكمة التحقيق المركزية المسؤولة عن ملف الإرهاب والمتهمين الأجانب سلّمت الجانب التركي 188 طفلاً خلفهم «داعش» الإرهابي في العراق».

وأوضح بيرقدار أن «هؤلاء بينهم بالغون بنسبة قليلة أدينوا بتهم تجاوز الحدود، ونفاد فترة الإقامة وانتهت فترة محكوميتهم».

ونوّه إلى أن عملية التسليم جرت بإشراف القضاء الذي رافقهم حتى ركوب الطائرة التي تقلهم إلى بلادهم.

وأكد المتحدث الرسمي بإسم مجلس القضاء العراقي، أن تسليم الأطفال، تم بحضور ممثل عن وزارة الخارجية العراقية، وآخر عن سفارة تركيا في بغداد، ومنظمات دولية كاليونيسيف.

على صعيد أمني آخر، قتل 14 عنصراً من تنظيم «داعش» الإرهابي بعملية أمنية عراقية مدعومة بقوات التحالف الدولي جنوب غربي مدينة الموصل.

وبحسب خلية الإعلام الأمني العراقية، أمس، «قتل 14 إرهابياً بينهم انتحاريون وقيادات خلال اشتباك جاء بعد عملية إنزال جوي نفذته وحدة خاصة من أبطال جهاز مكافحة الإرهاب بالتنسيق مع طيران التحالف الدولي، استناداً لمعلومات استخبارية مؤكدة». وأوضح البيان، «استهدفت العملية مقراً لعصابات داعش الإرهابية في قضاء الحضر جنوب غربي مدينة الموصل».

وأعلن العراق، في ديسمبر/ كانون الأول 2017، تحرير كامل أراضيه من قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي بعد نحو 3 سنوات ونصف من المواجهات مع التنظيم الإرهابي الذي احتل نحو ثلث البلاد معلناً إقامة «خلافة إسلامية»، ولكن تعلن السلطات بين الحين والآخر القضاء عن بقايا خلايا تابعة للتنظيم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى