كيف صودف إقرار موازنة 2019 في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان!
عمر عبد القادر غندور
شاء القدر أن تُقرّ موازنة 2019 بعد عشرين جلسة، في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وفيها ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر وما فيها من خير ورحمة وفيض إلهي.
هكذا، صودف إقرار الموازنة!
والأكيد أنّ بنود الموازنة ليست مباركة ولا طاعة فيها ولا فيض إلهي ولا قطع حساب ولا ضمانات بعدم تخطي الحكومة للأرقام الواردة، ولا وضوح فيها بشأن جدوى الرسوم والضرائب المضافة، وهي أقلّ من طموحات اللبنانيين، وأمامها ستة أشهر من عمرها مع حق الحكومة بالاستمرار في الصرف على القاعدة الاثني عشرية حتى حزيران قبل المباشرة في وضع موازنة 2020.
إذن هذه الموازنة التي بلغت خط النهاية وهي تلهث وراء الدول المانحة «سيدر» عليها أن تعيش «معركة مزايدات» داخل مجلس النواب، وهي عرضة للاختراق، لكنها تحت سقف التفاهمات للقوى الكبيرة عبّر عنها وزير الخارجية جبران باسيل: «ما تحقق شيء كبير ولكنه أقلّ بكثير من الطموحات».
وما سيُسعّر المداخلات كونها متلفزة، وهي فرصة ستزيد من طالبي الكلام، لا سيما أنّ العناوين الكبيرة التي كانت مدرجة على جدول درس الموازنة خلال الجلسات العشرين ولم يُكتب لها الخروج الى العلن، والتي رُحّلت إلى جلسات درس موازنة العام 2020، وذكّرنا هذا الترحيل بمديرية الشباب والرياضة قبل تحوّلها الى وزارة الشباب والرياضة حيث تحوّلت الى «مصفاية» لامتصاص المطالبات الحامية ولكلّ الملفات الجديرة بالحفظ والاستيداع، ولذلك نتوقع أن يُصار الى التغاضي عن «بواليع» الهدر في موازنة 2019 وهي نافرة وتخصّ من تخصّ، وعصية على التجفيف بحكم نظامنا الطائفي، وفي أحسن الحالات ستُرحّل هذه «البواليع» الى مناقشات موازنة 2020 كما أسلفنا، ولا بأس من تحمُّل الاعتراضات والإضرابات وقد ألِفها قادة النظام ولا ضرر منها على المدى البعيد…
ويبقى الأهمّ ما قالته المسؤولة عن لبنان في «ستاندرد أند بورز» وهي المتابعة لإجراءات خفض الإنفاق والتي تعمل لصالح الدول المانحة إنّ العجز المالي في 2019 بلغ عشرة في المئة وانّ نسبة الدين العام آخذة في الارتفاع لتتجاوز الـ 160 من الناتج المحلي بحلول 2022 مقابل 143 في 2018.
ولا ندري إذا كانت تغريدة النائب اللواء جميل السيّد كما نقلتها «الوكالة الوطنية للإعلام» يوم أمس كافية ويقول فيها للمانحين: «هاتوا المصاري… أنجزنا موازنة من كلّ وادي عصا، طبخة من سمك ولبن، وعسل وتمر هندي وبصل وصحتين…»
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي