باسيل في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسباني: متمسكون بحقوقنا في ملف ترسيم الحدود ولبنان لم يعد قادراً على تحمل عبء النزوح

أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسباني جوزيب بوريل في مدريد أننا متمسكون بحقوقنا في ملف ترسيم الحدود وأن المحادثات الجارية تصبّ في مصلحتنا، مشيراً في مجال آخر الى أن لبنان لم يعد قادراً على تحمل أعباء النزوح.

وقال باسيل رداً على سؤال حول الوساطة الاميركية بين لبنان والإسرائيليين: «إن الإطار القائم في جنوب لبنان مع اليونيفل ولكن بتسهيل اميركي لا يغير شيئاً مما هو قائم، لاننا لن نعطي أي شيء لاسرائيل بل سنأخذ أرضاً كانت مسلوبة وسنحصل على سيادة على ارض مفقودة او على منطقة بحرية نحسبها للبنان وأعلمنا الأمم المتحدة بذلك، ولكن ممنوع علينا اليوم استكشافها، او العمل فيها. وأي أمر يسمح لنا بأن نستعيدها وبأن نقوم بنشاط غازي او بترولي او نفطي فيها، فهذا ربح للبنان. ما يهم هو قدرة لبنان على تحصيل حقوقه وتحقيق مكاسب ونحن متفقون على ذلك كلبنانيين ولن نفرط بذلك، لكن هناك فرص قد تسنح أو تساعد على تحقيق مكاسب في ظروف معينة واليوم الفرصة سانحة ولا يجب تفويتها لاستعادة حقوقنا».

وقد استهلّ باسيل حديثه بالاشارة الى ان زيارته الى اسبانيا «جاءت بعد وقت طويل لوزير خارجية لبنان واستكمالاً لزيارة الوزير الاسباني الى بيروت»، لافتاً الى «صعود اليمين المتطرف في اوروبا وتحول المزاج العام للشعوب الأوروبية من مرحّب باللاجئين الى رافض لاستقبالهم وبقائهم عنده، وكنا قد حذرنا منه»، مشيراً الى أن «الشعوب الاوروبية باتت تطالب بترحيلهم من اوروبا ولكن طبعاً بشكل يحفظ للاجئين كرامتهم وامنهم، وترجم ذلك في صناديق الاقتراع في اوروبا حيث طالبت شعوبها بإعادتهم الى بلادهم، في حين ان موجات النزوح، ليست بسبب الحروب بل بسبب الخلل الاقتصادي في هذه البلدان».

أضاف: «بالنسبة لنا في لبنان فقد تحققت شروط عودة النازحين من لبنان الى سورية، لأن أكثر من 80 بالمئة من الاراضي السورية انتهت فيها المشاكل كما ان ظروف الذين عادوا مطمئنة وهم لم يتعرّضوا لأي مضايقات أو خطر بحسب التقارير الدولية، وعلينا أخذ العبرة من نتائج الانتخابات الاوروبية لمعالجة هذه الأزمة في اوروبا كما في لبنان، بأفضل الطرق، للحؤول دون تحول نتائج النزوح الى كارثية».

وتابع: «إن إطلاق الحلول السياسية في سورية تقوم على الديمقراطية وتسمح للسوريين بالعودة وبناء بلدهم، وهناك ضرورة لوضع خطة عمل لبنانية – اوروبية، وأميركية – روسية لإنهاء مشكلة النازحين».

وأردف: «لبنان لم يطالب يوماً بأموال له وكل ما يطلبه من المنظمات الدولية بدل ان تدفع للنازحين مباشرة في لبنان لتشجيعهم على البقاء، يجب ان تدفع لهم ولفترة زمنية معقولة، لإعادتهم، الى حين تحسن الاوضاع في سورية لان ظروف النازحين السيئة يجب الا تطول في لبنان، لكونهم يمرون في ظروف سيئة ويزاحمون اللبنانيين على فرص عملهم في الوقت نفسه مما يدفع شبابنا الى الهجرة».

وحذّر من ان «مدة بقاء السوريين في لبنان في ظل اوضاعهم السيئة لن تطول، فهم اما سيتجهون نحو اوروبا او نحو سورية والأفضل لأوروبا ان يعودوا الى سورية. لبنان لم يستغل يوماً وجودهم على ارضه ولم يستغل اي دولة خصوصاً اوروبا بهذا الموضوع، والحل بعودتهم الى سورية».

وشكر باسيل في الختام، مساهمة إسبانيا بقوة كبيرة في قوات اليونيفيل، وقال: «دورنا في لبنان اليوم ان نخفف التوترات لا أن نؤججها، لكون لبنان جزءاً من الحل ويشكل جسر تواصل بين المتصارعين ليحمي نفسه، وهو يقوم بدوره المرسوم له بحسب طبيعة مجتمعه، مثلما يشكل لبنان تاريخياً، جسر تواصل بين الشرق والغرب».

وشدد على «رفض لبنان للتوطين ومطالبته بعودة الفلسطينيين الى ارضهم لإنشاء دولتهم في فلسطين».

وكان باسيل استهلّ زيارته الرسمية لإسبانيا باجتماع عقده مع رئيسة مجلس النواب المنتخبة حديثاً ماريكسيل باتت Meritxell Batet في حضور ديبلوماسيين وبرلمانيين من اسبانيا والوفد اللبناني المرافق لوزير الخارجية.

وتناولت المباحثات العلاقات بين البلدين، وجددت رئيسة مجلس النواب التزام بلادها بتعزيز العلاقات مع لبنان الذي وصفته بأنه بوابة الحريات في الشرق الاوسط.

وربط باسيل بين الماضي والحاضر في مسار العلاقات اللبنانية – الإسبانية وتحدّت عن المشترك بين الدولتين بدءاً من البحر المتوسط، وتناول بإسهاب موضوع النازحين السوريين الذي يشكل تحدياً كبيراً للبنان بمساحته وتنوّعه وتوازناته واقتصاده وأمنه، ووصف النازحين بأنهم ضحايا الحرب، لكن لبنان غير قادر على تحمل أعباء النزوح المستمر منذ 8 سنوات وقال: «ما هو أخطر من الاعباء المترتبة على النزوح، احتمالات بقائهم على ارضنا ونحن نخشى ذلك في ضوء التجربة التي عشناها مع لجوء الفلسطينيين الى بلادنا منذ العام 1948 وهم لا يزالون على أرضنا ولا نريد ان يتكرر ذلك مع السوريين».

ودعا باسيل اسبانيا والاتحاد الأوروبي الى التنبه لهذه المسألة، وقال: «قد يأتي يوم تضيق سبل العيش بالنازحين فيتوجهون الى أوروبا»، رافضاً «السياسة الدولية المتبعة حالياً والتي تقوم على تمويل بقاء النازحين في لبنان الى أن يحين موعد الحل السياسي في سورية، مع العلم ان الظروف الأمنية باتت متوفرة في سورية ليعود اهلها النازحون إليها».

وقال باسيل: «إن سياسة الاتحاد الاوروبي بتمويل بقاء النازحين في بلدان النزوح لا تناسبنا ونريد ان يتم استعمال الأموال لتأمين عودتهم وتثبيت بقائهم في ارضهم، وهذا من مصلحة اوروبا ايضاً، انا أريد مصلحة بلادي بالدرجة الأولى وأقول الحقيقة التي قد تبدو قاسية».

وردت رئيسة البرلمان الإسباني بالقول: «أوافقك الرأي وأشكر صراحتك وأنا أعرف تجربة الأردن، حيث تحوّلت المخيمات الفلسطينية الى قرى قائمة بذاتها، واعتبر ان التعاون بين الدول المعنية يجب أن يعطي الأولوية لعودة النازحين واللاجئين وأن يستخدم الدعم المالي لتمويل هذه العودة، مع العمل على توفير ظروف الاستقرار السياسي». وأكدت ان على «الاتحاد الأوروبي الالتزام بتوفير هذه الظروف، داعية الى «تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين اسبانيا ولبنان».

فردّ عليها باسيل بالقول: «نريد ان تشكل اسبانيا محطة للتواصل بين لبنان وملايين المنتشرين اللبنانيين في دول اميركا الجنوبية وقد أظهر افتتاح خط الطيران بين مدريد وبيروت أن العلاقات قابلة للتطوير وأن بإمكان لبنان أن يفتح لإسبانيا باباً على العالم العربي المشرقي».

ودعا باسيل اسبانيا لأن تشارك في النشاطات الهادفة الى استخراج النفط والغاز من بحر لبنان ووجه الدعوة الى رئيسة البرلمان الاسباني لزيارة بيروت التي تعرفت عليها قبل عشرين عاماً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى