داعش» ينهار في ديالى… وجلولاء والسعدية في القبضة العراقية
هل بدأ العد العكسي لهزيمة المشروع الداعشي في العراق. سؤال ربما لن يخطر على بال الكثيرين بعد التمدد السريع للتنظيم مطلع الصيف الماضي واحتلاله مساحات شاسعة من بلاد الرافدين مقترباً من العاصمة بغداد. أما اليوم فأضحى السؤال منطقياً بل وبديهياً بعد سلسلة الخسائر المدوية التي تكبدها التنظيم في أكثر من محافظة عراقية.
تطورات الساعات الماضية حملت أخباراً سارة للعراقيين وتحديداً تلك الآتية من محافظة ديالى، إذ تمكنت القوات العراقية والحشد الشعبي من تحرير ناحيتي السعدية وجلولاء من مسلحي داعش بالكامل.
مصادر ميدانية عراقية أفادت أن تقدم الجيش والحشد الشعبي أتى بعد عملية قضم تدريجية بدأت مع استعادة القرى والمناطق المحيطة بالناحيتين بما فيها معسكر كوبرا قرب جلولاء وتكبيد مسلحي «داعش» خسائر كبيرة ناهزت مئتي قتيل وجريح.
وكانت القوات العراقية تمكنت من تحرير ناحيتي السعدية وجلولاء في ديالى من سيطرة جماعة «داعش» بالكامل. وقد أدت العمليات العسكرية إلى مقتل العشرات من «داعش» بينهم قياديون بارزون.
وأعلن الأمين العام لمنظمة بدر النائب هادي العامري تحرير ناحيتي السعدية وجلولاء في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد من سيطرة جماعة «داعش» بالكامل، مؤكداً تطهير قرى الناحيتين من العبوات الناسفة.
وتمكنت القوات الأمنية وبمساندة قوات الحشد الشعبي من الوصول إلى ناحية السعدية شمال شرقي بعقوبة ودخولها من محاور عدة، بعد أن انطلقت عملية تحرير ناحيتي السعدية وجلولاء فجر الأحد الماضي بقيادة العامري.
وأوضح قائد عمليات دجلة الفريق الركن عبد الأمير الزيدي أن قوات الجيش والشرطة والحشد الشعبي قامت بالهجوم من الجانب الجنوبي الغربي لناحيتي جلولاء والسعدية، فيما قامت قوات البيشمركة بالهجوم من الجانب الشمالي الشرقي للسعدية. وتعد البلدتان المركز الرئيسي لدعم مسلحي «داعش» الموجودين في جبال حمرين التي تمتد من ديالى إلى كركوك، بحسب المصدر نفسه.
وأدت العمليات العسكرية إلى مقتل العشرات من «داعش» بينهم قيادات في الجماعة بعد أن حاولت استقدام تعزيزات بشرية، إلا أن سير العمليات كان أسرع وانتهى الأمر بسيطرة الجيش الكاملة.
أهمية جلولاء والسعدية الاستراتيجية
يذكر أن للناحيتين أهمية استراتيجية كونهما بمثابة المدخل المؤدي إلى «إقليم كردستان» من الجهة الجنوبية الشرقية، كما تقعان على بعد نحو 50 كم من الحدود الإيرانية.
وصرح مسؤول كبير بالبيشمركة بأن وجود «الدولة الإسلامية» في جلولاء على بعد 115 كم من بغداد يهدد قضائي كلار وخانقين اللذين يسيطر عليهما الأكراد، إضافة إلى السدود وحقول النفط القريبة.
في السياق، قال جبار الياور الأمين العام لقوات البيشمركة إن استعادة السيطرة على جلولاء ستتيح أيضاً إعادة فتح طريق بين بغداد وخانقين قرب الحدود الإيرانية.
وطهرت القوات الأمنية والشرطة الاتحادية، مناطق الكيلوات والبو عوسج والصباحية غرب ناحية اللطيفية جنوب بغداد. وبإسناد من طيران الجيش وطيران التحالف تم تطهير المنطقة وصولاً إلى نهر الفرات، وذلك بحسب الناطق باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن.
وفي الشرقاط شمال تكريت، قتل أربعة من «داعش» بينهم قيادي بضربة جوية شنها الجيش العراقي بينهم مسؤول كبير يدعى أبو دجانة.
وفي الأنبار قال مصدر عسكري إن القوات العراقية حققت مزيداً من التقدم خلال معارك عنيفة استخدم فيها الجيش أسلحة حديثة مخصصة لضرب المخابئ ومستودعات السلاح للإرهابيين. كما أفيد عن مقتل العشرات بعد محاولاتهم الاختراق في منطقة السجارية شرق المدينة.
هيت تستعد للتحرير
ولم يهدأ أزيز الرصاص وأصوات المدافع في الأنبار غرب العراق. مدينة هيت غرب محافظة الأنبار تشهد عملية أمنية من محورين لتحريرها.
وتهدف العملية إلى تأمين الطريق التابعة للقضاء ومن ثم تحرير المناطق التابعة له. ويقول العميد سعد معن، الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة، إن «داعش» يعيش في مرحلة تقهقر واضحة، وهناك انشقاقات وضربات موجعة وجّهت إلى القيادات، وأشار إلى أن الكثير من عناصر داعش قتلوا.
عملية اقتحام قضاء هيت ستتم تحت غطاء من القصف الجوي. غطاء تطالب به العشائر ومجلس المحافظة من أجل ديمومة الاندفاع العسكري. وطالبت العشائر رئيس الحكومة حيدر العبادي بتكثيف الغطاء الجوي، وهو بدوره وجّه بتوفير غطاء جوي لتنفيذ القصف وإيصال المساعدات وتأمين العتاد.
واتسعت العمليات في شرق البلاد حيث جلولاء والسعدية في ديالى. وتمكنت القوات العراقية من تحرير قريتي ربيعة والزركوش، وضربت طوقاً أمنياً على جلولاء في مسعى لدخولها.