عمدة التربية والشباب في «القومي»: الحفاظ على الجامعة اللبنانية وعلى دورها ووظيفتها الوطنية والأكاديمية مهمة وطنية وأولوية حقيقية
أعلنت عمدة التربية والشباب في الحزب السوري القومي الاجتماعي موقفها حيال الشأن المتعلق بالجامعة اللبنانية، وذلك في بيان جاء فيه:
أولاً: يهمّ عمدة التربية والشباب في الحزب السوري القومي الاجتماعي التأكيد على الموقف الجذري والمبدئي والواضح الذي يعتبر الجامعة اللبنانية صرحاً من الصروح الوطنية الكبرى التي لعبت منذ تأسيسها الى اليوم دوراً وطنياً هاماً وشكلت على الدوام إطاراً وطنياً جامعاً لكلّ اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم، وعلى مساحة كلّ لبنان.
ثانياً: يعتبر الحزب السوري القومي الاجتماعي أنّ مسألة الحفاظ على الجامعة اللبنانية وعلى دورها ووظيفتها الوطنية والأكاديمية هي مهمة وطنية وأولوية حقيقية باعتبارها أيّ الجامعة اللبنانية، تجسّد نموذجاً وطنياً واكاديمياً راقياً أثبت ذاته في كلّ المراحل وكان عنواناً حضارياً وتربوياً رائداً ساهم في تخريج قادة رأي وأكاديميين وأساتذة ومناضلين لعبوا ويلعبون أدواراً وطنية وقومية وكان لهم التأثير المفصلي والهامّ في الحفاظ على وحدة لبنان وحريته واستقلاله الحقيقي وفي أصعب الظروف، كما ساهموا في الحفاظ على الدولة وتعزيز مفهوم المواطنة فيها، وترسيخ الهوية الوطنية الجامعة.
ثالثاً: انّ الدور الأكاديمي للجامعة اللبنانية الوطنية هو دور متعدّد الأبعاد والجوانب وله تأثيرات هامة على كلّ المستويات الاقتصادية والاجتماعية وفي مجالات التنمية بأشكالها المختلفة، وكان للجامعة إسهامات حقيقية في الاستثمار ببناء الرأسمال البشري والإنساني، وتعميق قاعدة العلوم والمعارف لتشمل كلّ الشرائح الاجتماعية في لبنان، بما يحصّن وحدة لبنان ويعزز منعته الداخلية في مواجهة كلّ مشاريع التغريب والتهجين وسلخ الإنسان عن واقعه الاجتماعي والتاريخي والجغرافي والاقتصادي، وأيضاً في مواجهة كلّ المخططات الأجنبية الهادفة الى التقسيم والتفتيت والشرذمة والتهميش وضرب عمق البنية المجتمعية للدولة والمجتمع.
رابعاً: تؤكد عمدة التربية والشباب في الحزب القومي الوقوف الى جانب الجامعة اللبنانية في كلّ المسائل والقضايا التي تعني حاضرها ومستقبلها وتحذر من أيّ محاولة للمس بدورها ووظيفتها ومستقبل هذا الدور وهذه الوظيفة لأنها جامعة لبنان الجديد، لبنان – الرسالة الحقيقية التي تجسد طموحات أجياله الآتية.
خامساً: انّ تخفيض موازنة الجامعة اللبنانية الذي طال خفضاً في تمويل الأبحاث، وتطوير المختبرات، وبناء المجمعات الجامعية الجديدة والضرورية لتلبية الاحتياجات التربوية لمواكبة تطوّر عدد الطلاب، إضافة الى خفض قيمة المنح الجامعية لطلاب الجامعة الوطنية من الشرائح ذات الدخل المحدود، انّ كلّ إجراءات التقشف التي عكست نفسها في أرقام الموازنة الخاصة بالجامعة اللبنانية تطرح أسئلة وتشكل تهديداً حقيقياً للدور والوظيفة والاستمرارية لعمل الجامعة في أبعادها الوطنية والأكاديمية، وهي موضع رفض واستهجان نظراً للضرر الذي ستحدثه تراجعاً للجامعة اللبنانية، ونظراً لكونها تشكل أيضا نظرة مجتزأة وسطحية وهامشية للجامعة اللبنانية ودورها وآفاق تطوّرها المستقبلي.
سادساً: نعلن أننا نتبنّى بالكامل حقوق الأساتذة وندعم مطالبهم المحقة التي تؤمّن لهم الحياة اللائقة والكريمة، إنّ كان لجهة الدرجات التي يطالبون بها، او لجهة الحسم الايجابي لملفات التفرغ للاساتذة المستحقين وكل ذلك بهدف تعزيز المستوى الاكاديمي للجامعة في النواحي والجوانب التعليمية المختلفة.
سابعاً: ندعو كافة القوى السياسية الممثلة في البرلمان اللبناني مقاربة النقاش المتعلق بموازنة الجامعة اللبنانية في جلسات النقاش البرلماني مقاربة عميقة وجذرية وشاملة لأهمية الدور التربوي والاكاديمي والوطني للجامعة اللبنانية، وعدم النظر الى هذه الموازنة انطلاقا من نظرة محاسبية ضيقة، تحقق وفرا ليست مسؤولة عن توفيره الجامعة اللبنانية في مكان ليكلف الدولة لاحقا أعباء اقتصادية واجتماعية وتربوية اكثر كلفة في مكان اخر.
ثامناً: بموازاة الحرص العميق على الجامعة اللبنانية في كلّ المجالات ودعم كلّ المطالب المحقة لأهلها من اساتذة وأكاديميين وطلاب، نرى ضرورة النظر المعمق في اساليب العمل بما يحقق المطالب ويمثل في الوقت نفسه الحرص على طلاب الجامعة وعلى مستقبل العام الجامعي الحالي في ظلّ الإضراب الشامل المستمر منذ اسابيع، وتزخيم التحرك المطلبي باتجاه الكتل النيابية في البرلمان التي لها القول الفصل في الإقرار النهائي لموازنة الجامعة، بعيداً عن الاضرار بمصالح الطلاب ومستقبل عامهم الجامعي الحالي، خاصة انّ الطلاب وقفوا ويقفون على الدوام الى جانب جامعتهم الوطنية والى جانب مطالب وحقوق أساتذتهم في الجامعة.