السودان: ماذا تريد السعودية والامارات؟
ـ خلال شهور مضت كان واضحاً أنّ المجلس العسكري في السودان يماطل في قبول المطالب التي رفعها الحراك الشعبي حول الصيغة الإنتقالية محاولاً تجاهل حقيقة انّ دوره هو من ثمار هذا الحراك بعدما كان الجيش مجرد أداة تنفيذ بيد الرئيس السابق عمر البشير.
ـ جاءت المواقف التي اعلنها المجلس العسكري تجاه حرب اليمن والعلاقة بالسعودية والإمارات لتكشف أن المجلس وأركانه يمثلون محاولة إقليمية لاحتواء الحراك وتوظيفه لصالح إعادة إنتاج النظام السابق لكن بخيارات إقليمية واضحة ومحسومة عبّرت عنها حالة القطيعة مع قطر، وهو ما يبدو أنه كان السبب في التدخل السعودي الإماراتي لإطاحة البشير الذي أراد الحفاظ على علاقاته بالمحورين الخليجين السعودي الإماراتي من جهة والقطري من جهة مقابلة في مرحلة تسعى السعودية في ليبيا ومصر وسائر أفريقيا لحسم الوجود القطري التركي.
ـ لجوء المجلس العسكري للانقلاب الميداني واستعمال القوة لقتل المعتصمين وتفريقهم بعدما كان أوّل ما قام عليه ادّعاء المجلس هو حماية المتظاهرين والمعتمصين، متهماً البشير بمحاولة مواجهتهم بالقوة تفضح الخطة السعودية الإماراتية.
ـ صمت قوى الحراك عن الشؤون الإقليمية وسياسات المجلس المستهجنة لبلد يعيش حالة ثورة ويتمسك ببقاء قواته في حرب إجرامية في اليمن كان خطأ شجع العسكريين على التمادي ولم يعد مسموحاً استمرار هذا الصمت والتغاضي، فالموقف من اليمن وفلسطين بوابة المصداقية التي يحتاجها قادة الحراك لتحديد أفق وسقف للمعركة التي يُراد للسودان ان يواجهها بين الاستقلال والتبعية وليس فقط بين الديكتاتورية والديمقراطية.
ـ درس بليغ يستحق التمعّن في غير السودان…
التعليق السياسي