«مرايا»… مسلسل سوريّ ناقد كوميدي متعدد الأجزاء منذ عام 1983

بسام موسى

المسلسل السوري الشهير «مرايا» من بطولة الفنان ياسر العظمة حقّق نجاحاً باهراً وتعرض أجزاؤه كافة على الفضائيات العربية منذ الثمانينيات وحتى اليوم، ولمسلسل «مرايا» حضور قويّ مميز يترقّبه المشاهد العربي في كل مكان وخاصة لتنوّع قصص وحكايات الحلقات والأجزاء وتميّز بطل سلسلة مرايا الفنان السوري الكبير ياسر العظمة وكذلك الفنانين والفنانات المشاركين في تجسيدهم شخصيات كثيرة متنوعة.

عرضت أجزاء «مرايا» منذ انطلاقتها في عام 1982 وحتى اليوم عشرات بل العشرات من القصص والحكايا بأسلوب كوميدي ناقد ساخر جميل وضع المسلسل على قمة المسلسلات الكوميدية العربية. اشترك في «مرايا» الكثير من الفنانين والفنانات السوريين والعديد من الوجوه الجديده الشابة والروايات والقصص لعدد من الكتاب والكاتبات واشترك الفنان ياسر العظمة في كتابة الكثير من حلقات، وقام بإخراج أجزائه العديد من المخرجين السوريين الكبار والمعروفين بتميزهم..

فنانون فقدهم المسلسل

وشهدت السنوات الخمس الأخيرة وفاة ممثلين ممن رافقوا «مرايا» منذ البداية، ومنهم من انضم إليها في الألفية الثالثة، وأبرزهم الممثل توفيق العشا الذي كان آخر من فقدهم «مرايا» إذ توفي أواخر العام الماضي بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 73 عاماً.

لم يغب توفيق العشا عن سلسلة «مرايا» منذ انطلاقها عام 1980، وهي التي عكست جانبًا من شخصيته الكوميدية وأثبتت موهبته، واستمرّ العشا في «مرايا» حتى عام 2004، إذ كانت آخر مشاركاته في «عشنا وشفنا».

كانت من أكثر اللوحات التي أداها العشا في «مرايا» وبقيت محفورة في ذاكرة الجمهور لوحة «سمك في البطيخ»، و«سيراكوزيا».

ثم افتقد المسلسل وجود الممثلة دينا هارون التي رغم تأخّر مشاركتها في «مرايا» إلى عام 2000، إلا أنها شكّلت انطلاقتها في مجال التمثيل، إذ قدّمها الفنان ياسر العظمة كوجه جديد، لتستمرّ حتى الأجزاء الأخيرة، وكانت آخر مشاركاتها في مرايا 2011. من أهم اللوحات التي قدّمتها «أبو كاسر»، و«حركات بنات». توفيت الممثلة دينا هارون في 8 تشرين الأول 2018، بعد وعكة صحية.

أما الممثل سليم كلاس هو الممثل الوحيد الذي لم ينقطع عن سلسلة «مرايا» منذ انطلاقتها، للصداقة التي جمعته بالممثل ياسر العظمة، فلم يتخلّ عن صديقه طوال 31 عاماً، إذ كانت آخر مشاركاته في «مرايا 2011»، وانقطع عن العمل بعدها بسبب إصابته بمرض عضال، حتى وافته المنية في 3 كانون الثاني عام 2013. من أهم لوحاته «مسافر إلى اليونان»، و«مشوار برا البيت»، و«مونة البعثة».

الممثل حسن دكاك كان أول الراحلين ممن شاركوا في «مرايا 2011»، ولم يتمكّن الممثل السوري الراحل حسن دكاك من مشاهدة آخر أعماله «مرايا 2011»، إذ وافته المنية في 13 تموز عام 2011، قبل عرض مسلسله في رمضان، إثر نوبة قلبية ألمت به. من أهم لوحاته «حطّ بالخرج»، و«لغة خاصة».

أما الممثلة هالة حسني كان ظهورها منذ بدايات «مرايا» وحتى عام 2011، العام الذي شهد آخر تصوير للسلسلة داخل الأراضي السورية، إذ تم تصوير «مرايا 2013» في الجزائر. من أهم لوحاتها «شبها عينو»، و«قدّك المياس».

توفيت هالة حسني في 28 نيسان عام 2017، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 75 عامًا. ورحل أيضاً كل من القدير عصام عبجي وياسين ارناؤوط، محمد جبولي.

نبذة عن ياسر العظمة:

ياسر العظمة هو مؤلفٌ وممثلٌ سوريٌ مشهور، اختصّ باللون الكوميدي الناقد وهو يُعتبر من مؤسسي الفن في سورية. كانت بدايتهُ في ستينيات القرن الماضي حيث بدأ مسيرتهُ الفنية انطلاقًا من المسرح، بينما كانت المحطة الأبرز له خلال فترة الثمانينيات حين قام بتأليف سلسلته الشهيرة «مرايا» التي تُعتبر حجر أساس في الدراما السورية وقد استمرّت قرابة خمسة وثلاثين عامًا .

درس في كلية الآداب في جامعة دمشق، والتحق بنقابة الفنانين السوريين في أواخر الستينيات من القرن الماضي، شارك في عشرات الأعمال بين ممثلٍ ومؤلف، وكانت له تجارب في مجالي ا نتاج وا خراج. من أهم أعماله أيضًا في المجال المسرحي مسرحيتي «غُربة» و«ضيعة تشرين» تاليف الراحل محمد الماغوط مع الفنانين نهاد قلعي ودريد لحام.

ينحدر ياسر العظمة من عائلة العظمة الدمشقية العريقة. وُلد في السادس عشر من أيار عام 1942، والتحق بكلية الآداب بجامعة دمشق وتخرّج منها. وفي عام 1968 انضمّ إلى نقابة الفنانين السوريين.

في عام 1966، شاركَ إلى جانب نخبةٍ من الفنانين السوريين القديرين مثل هاني الروماني ومنى واصف وهالة شوكت في مسرحية «طرطوف» من إخراج المخرج رفيق الصبان، وهي مأخوذةٌ من مسرحية للمؤلف المسرحي الفرنسي موليير، بالإضافة إلى مسرحيةٍ أخرى كانت بعنوان «الخاطبة» من إخراج المخرج والممثل سليم صبري وهي من تأليف ثورنتون وايلدر، والذي يُعتبر من أبرز كتاب المسرح الأميركي.

بعد ذلك شارك في عام 1968 بمسرحية «التنين» من إخراج المخرج والممثل أسعد فضة وهي مأخوذةٌ من مسرحيةٍ للمؤلف المسرحي الروسي يفغيني شفارتس. ثم شارك إلى جانب مجموعةٍ من الفنانين القديرين ومنهم رفيق سبيعي، هاني الروماني، فهد كعيكاتي، أنطوانيت نجيب، وسامية الجزائري وغيرهم في مسلسل «بريمو» عام 1973 .

في عام 1974، قدّم المسرحية الكوميدية السياسية الهادفة الشهيرة «ضيعة تشرين» وهي من تأليف الكاتب محمد الماغوط وإخراج وتمثيل دريد لحام، وقد شاركه بها كلٍّ من نهاد قلعي وصباح الجزائري وحسام تحسين بك وعمر حجو وغيرهم .

استمرّ تألّقه على خشبة المسرح، فقد شارك في مسرحيته الشهيرة الأخرى «غربة» التي تتناول أحداثها واقع العالم العربي في فترة السبعينيات، وهي من تأليف كل من محمد الماغوط وإخراج المخرج خلدون المالح.

في عام 1981، شارك في مسلسل «تلفزيون المرح» وكان من إخراج المخرج هشام شربتجي، ومسلسل «طبول الحرية» من إخراج المخرج داوود شيخاني. وبعدها بدأ ياسر العمل على تنفيذ مشروعهِ المسلسل الاجتماعي الكوميدي الناقد «مرايا» مع المخرج هشام شربتجي، وكان له الفضل في اكتشاف عددٍ من المواهب الفنية السورية والوجوه الجديدة.

تنوّعت أعماله في تلك الفترة، ففي عام 1983 شارك في مسلسل «زمن الحرب» إلى جانب مجموعةٍ من الممثلين منهم منى واصف وهاني الروماني وأحمد الزين وماجد أفيوني.

استمرّ في السنوات التالية في العمل على مسلسله «مرايا» بأجزائه اللاحقة: «مرايا 84»، «مرايا 86»، «مرايا 88»، «مرايا 91» الذي يحمل عنوانًا آخر هو «شوفو الناس» و«مرايا 95»، «مرايا 96»، «مرايا 97»، «مرايا 98»، «مرايا 2000»، «مرايا حكايا»، «مرايا 2001» وتُعرف أيضًاً بحكايا المرايا، «مرايا 2002» وتعرف باسم آخر حديث المرايا، «مرايا 2003»، «مرايا 2004» والتي تحمل عنواناً آخر هو «عشنا وشفنا»، «أحلى المرايا»، «مرايا 2006»، «مرايا 2011»، وآخرها «مرايا 2013». في المجال السينمائيّ كانت له تجربة وحيدة هي «الرجل الأخير»، وقدّم برامج هادفة في الستينيّات مثل برنامج تصحيح اللغة «أبجد هوز».

كان من المقرّر أن يتم تصوير مسلسل «مرايا» العام الحالي ولكن بسبب عدم وجود شركة إنتاج تتبنى العمل تم تأجيل العمل للعام المقبل على أمل أن يعود مسلسل «مرايا 2020» كاتبه ياسر العظمة ولم يعرف المخرج ولكن من اسماء النجوم الذين سوف يشاركون: عابد فهد حيث نشرصورة له مع الفنان العظمة قبل أيام على أحد مواقع التواصل أكد مشاركته في العمل إذا نفّذ. يذكر أن آخر نسخة لـ»مرايا» تعود الى عام 2013 بعدها توقف العمل بسبب سفر ياسر العظمة خارج سورية.

كاتب سوري

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى