بطريرك صربيا زار دير سيدة النورية: سنغادر لبنان وفي قلوبنا ذكرى طيبة
استقبل راعي ابرشية البترون للروم الارثوذكس المطران سلوان موسي بطريرك بلغراد وسائر صربيا إيريناوس وبطريرك أنطاكية وسائر المشرق يوحنا العاشر يازجي، في دير سيدة النورية، يرافقهما وفدان كنسيان من رؤساء كهنة وإكليروس أنطاكي وصربي.
وأقيمت صلاة شارك فيها رئيس اتحاد بلديات البترون مارسيلينو الحرك ورئيس بلدية حامات عيسى عبسى.
والتقى إكليروس الأبرشية وأبناءها ورؤساء أديار دير سيدة النورية، سيدة كفتون ومار يوحنا المعمدان والقديسين سلوان وسمعان العمودي، والرهبان والراهبات في باحة الدير.
وألقى المطران موسي كلمة استهلها بالترحيب بالبطريرك إيريناوس، والبطريرك يوحنا العاشر وأعضاء الوفدين الصربي والأنطاكي، وقال: «هذا هو النور الذي عاينه بولس الرسول على أبواب دمشق، التي رافقتكم إليها في بداية زيارتكم، وهو النور عينه الذي يضيء في هذا الدير المقدس، وهو الذي يختم اليوم الأخير من زيارتكم لكنيستنا».
واضاف: «أبرشيتنا انبعثت من جديد بعدما عاشت من الحرب أبشع ويلاته. فقد تهدمت دار المطرانية وعشرات الكنائس وتهجر عشرات الألوف من أبنائها وهاجروا، لكنهم أعادوا بناء ما تهدم وعاد كثر إلى
الأبرشية التي تركوها. وهي حملت أيضاً معاناة أبناء مناطق مختلفة من هذا البلد والبلدان المجاورة بحيث انتقل الكثيرون إلى العيش فيها، فسعت إلى تعزيتهم بما أوتيت. هذا كان بفضل رجاء راعٍ كبير، هو سلفي، صاحب السيادة المتروبوليت جاورجيوس، الذي يطلب بركتكم، الذي أبى مدى 40 عاماً ألا يعيد بناء المطرانية حتى يبني أبناء هذه الأبرشية بيوتهم وكنائسهم التي تهدمت».
وتابع: «أنتم اليوم في قلب لبنان، ففي هذا الجبل يقطن نصف سكانه، وفي هذا الجبل وجد المسيحيون ملجأ مدى العصور. على رؤوس جباله أرز الرب، وعلى ساحله أقدام رسل حملوا إلينا البشارة وانطلقوا منها إلى غير مكان. فكنيستنا تحمل إرثاً رسولياً كبيراً. ففيها كرسي جبيل الذي أسسه الإنجيلي مرقص، معاون بطرس الرسول، المرفأ الذي انطلقت منه الأبجدية الفينيقية في بحر الأبيض المتوسط كما وبشارة الكلمة إلى القارة الأفريقية. وفيها كرسي البترون الذي أسسه الرسول سيلا، معاون بولس الرسول، والذي صار أسقفاً على كورنثوس وجسد فيها كلمات التعزية التي استشهدت بها منذ قليل».
وختم: «ان كانت روابطنا التاريخية قد تعززت في العصر الحديث بفضل العمل الارثوذكسي المشترك في القرنين العشرين والحادي والعشرين، فلا تفاجأوا بأن قديسيكم المعاصرين معروفون لدينا ومحبوبون ايضاً».
ثم قدم الى البطريرك ايقونة شفيعي الابرشية الانجيلي مرقص والرسول سيلا عربوناً لهذه الزيارة والبركة وايقونة سيدة النورية، اضافة الى مجموعة الكتب الخاصة بالقديسين الصربيين، وكتاب عن تاريخ الكنائس الارثوذكسية في منطقة جبيل، اضافة الى شهادات تاريخية من منطقة جبيل، وكتاب عن كنائس قرنة الروم ومجموعة تذكارية تاريخية من لبنان الأبجدية الفينيقية، أرز لبنان .
بدوره، ألقى البطريرك ايريناوس كلمة قال فيها: «نشكركم على كلماتكم الطيبة التي ستبقى راسخة في اذهاننا، ومن المهم ان نعرف اين نحن، ولا سيما في هذا المكان المقدس الذي يكتسب أهمية تاريخية كبيرة. وبالنسبة الينا، كانت لدينا أديرة عدة خسرناها ونعمل على تجديدها من آثار الحروب التي ألمت بنا».
وأضاف: «إن الأديرة لها أهمية في الحياة الروحية. واشكركم انكم ترجمتم سيرة حياة قديسينا مما يؤكد وحدة الكنيستين».
وتابع: «أشكركم على الأعمال التي تقومون بها في الأرجنتين، فليبارككم الرب وأبرشيتكم ونحن سنصلّي لكم. سنغادر لبنان وفي قلوبنا ذكرى طيبة، والله يبارك شعبكم وشعبنا. وكلنا أمل أننا سنتغلب على التجارب».
وقدّم الى راعي الأبرشية شعار البطريركية الصربية وأيقونة والدة الإله حامية الكنيسة الصربية.
وقدم المطران موسي الى البطريرك يوحنا العاشر أيقونة سيدة النورية في مناسبة زيارته الأولى للدير بطريركاً.