حزب «بريكست» يخسر أمام «العمال» في البرلمان وماي تستقيل رسمياً من رئاسة حزب المحافظين
استقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس، من رئاسة حزب «المحافظين» الحاكم، بعد فشلها في الانسحاب ببلادها من الاتحاد الأوروبي، وذلك في خطاب موجّه إلى «اللجنة-1922» التي تتألف من أعضاء في البرلمان من حزب «المحافظين» لا يشغلون مناصب في الحكومة.
وعلى خلفية فشلها في تمرير الاتفاق حول شروط «بريكست» في البرلمان البريطاني، أعلنت ماي في 24 أيار الماضي عن استقالتها من قيادة الحزب ومنصب رئيسة الوزراء اعتباراً من 7 حزيران الحالي.
وستؤدي ماي مهامها حتى انتخاب رئيس جديد للحزب، يتولى رئاسة الحكومة وهي عملية من المتوقع أن تستغرق ما يقارب الشهرين.
وقالت المتحدثة باسمها للصحافيين أمس، إن ماي «ستركز خلال الفترة الباقية لها في المنصب على الأجندة الداخلية التي وضعتها في بؤرة اهتماماتها كرئيسة للوزراء».
ويحتدم بالفعل السباق على خلافتها منذ أسابيع، ويعلو جدل المرشحين حول ما هو صحيح وما هو خاطئ في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق.
وسيتم تلقي طلبات الترشح الرسمية في العاشر من حزيران على أن يتم استكمال عملية الاختيار بحلول نهاية تموز.
ووزير الخارجية السابق بوريس جونسون هو المرشح الأوفر حظاً. وهو يتبنى موقفاً أشد صرامة في ما يتعلق بالخروج من الاتحاد إذ يرى أنه يجب تنفيذ الانسحاب سواء باتفاق أو دون اتفاق قبل انقضاء المهلة الجديدة التي تنتهي في 31 تشرين الأول.
ومن بين الشخصيات المنافسة البارزة الأخرى وزير الخارجية الحالي جيريمي هنت ووزير البيئة مايكل جوف اللذان يتخذان موقفاً أكثر اعتدالاً في ما يتعلق بالخروج من الاتحاد الأوروبي.
من جهة أخرى، خسر حزب «بريكست» البريطاني فرصة الفوز بأول مقعد له في البرلمان البريطاني إثر هزيمته أمام حزب «العمال» أكبر أحزاب المعارضة في الانتخابات الفرعية.
وجرى الاقتراع في مدينة بيتربورو شرق إنجلترا بعد أن شغر مقعد النائبة فيونا اوناسانيا، التي عزلها الناخبون في أعقاب سجنها على خلفية الكذب بشأن مخالفة تجاوز السرعة أثناء القيادة.
وأظهرت النتائج حصول مرشح حزب «بريكست» مايك غرين وهو مقاول محلي، على المركز الثاني بـ29 بالمئة من الأصوات، متخلفاً عن مرشحة «العمال» ليزا فوربس التي حلت أولى.
فيما حلّ حزب «المحافظين» في المرتبة الثالثة بحصوله على 21 في المئة من الأصوات، يليه «الليبراليون الديمقراطيون» مع 12 بالمئة.
وتمثل هذه النتيجة انتكاسة لحزب «بريكست» الذي أسسه نايغل فاراج المشكك في الاتحاد الأوروبي قبل بضعة أشهر، والذي تصدر الانتخابات الأوروبية في أيار الماضي. وقال فاراج الأسبوع الماضي أثناء حملته الانتخابية إنه يعتبر الانتخابات الفرعية «فرصة للفصل التالي في هذه القصة العظيمة».