اللواء ابراهيم يذكّرنا أنّ في لبنان دولة لكلّ اللبنانيين
ـ من النادر أن يثبت مسؤول في الدولة اللبنانية على مسار جاذب لسنوات تمتدّ على فترة تحمّله المسؤولية أنه لكلّ لبنان، وأنه رمز من رموز وجود دولة في لبنان، وأنه حاجة للدولة وللبنان في المحطات الصعبة والمهمات الصعبة.
ـ يخطئ من يظنّ أنّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم هو مجرد عنوان تتمّ الاستعانة به لإخراج حلول أو تفاهمات ومنحها الصفة الرسمية اللبنانية كما يقع في ذهن البعض، لاعتقاده أنّ القضايا التي يظهر في ختامها اللواء ابراهيم أكبر من أن يكون قد قام هو بتخطيطها ومتابعتها وإيصالها إلى برّ الأمان، لأنها بحجم دول أكبر من لبنان، كقضايا راهبات معلولا وعودة النازحين وتبادل مخطوفين وأسرى لبنانيين مع الجماعات المسلحة في سورية، مقابل تفاهمات بعضها وأغلبها خارج لبنان… منهم كان المحتجزون القطريون في العراق في واحدة من المرات، وآخرها وليس أخيرها، قضية اللبناني الموقوف في إيران والعائد إلى لبنان نزار زكا.
ـ الذين يتابعون ملفات هذه القضايا وغيرها يعرفون أنّ اللواء إبراهيم يدرس كلّ قضية تشكل مصلحة لبنانية عليا ويسأل نفسه وفريق العمل المعاون معه، عما يمكن للأمن العام فعله، ويجسّ نبض الأطراف المعنية، ويستطلع الفرص للفوز بها باتصالات داخلية وخارجية، وعندما يجد بصيص أمل يضع الملف على طاولته، من ضمن مجموعة ملفات تتحرك على هذه الطاولة، ولا يحكمه بسقف زمني، ويبدأ بتحريكه خطوة خطوة، ويعيد تيويم خطته وتصويب مسارها لتلائم المتغيّرات، ويستثمر الفرص التي تقع أمامه في العلاقات الداخلية والخارجية لتوظيفها في نقل أحد هذه الملفات المفتوحة خطوة إضافية إلى الأمام، ويتواضع في رسم الأمل، لكنه لا ييأس، متقبّلاً سلفاً أنّ فرص النجاح والفشل متعادلة أمامه طالما أنّ المعادلات المؤثرة والحاسمة ليست بين يديه، لكن يجب أن يكون جاهزاً عندما تتوافر الفرص للنجاح، ولذلك يجب مواصلة العمل بلا ملل أو تعب أو يأس.
ـ مثال لرجل دولة يعتز به اللبنانيون، يمنحهم الأمل بدولة لا تحركها الطائفية والعصبية، تهتمّ لأمور مواطنيها، وتضع ثقلها لمصالح لبنان، ومثال لرجل دولة ملتزم بثوابت وطنية لا يحيد عنها لكنه ينتزع احترام الجميع وثقتهم، في الداخل والخارج، بما في ذلك الخصوم الذين لا جسور تجمعهم.
التعليق السياسي