لافروف: أنقرة تنفذ التزاماتها باتفاق إدلب بنشاط.. ومصر تؤكد أهمية الحفاظ على وحدة سورية وسيادتها

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تركيا تعمل بنشاط على تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق مع روسيا للتسوية في إدلب شمال غربي سورية.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره من غرينادا بيتر ديفيد في موسكو أمس: «نحن على دراية أن شركاءنا الأتراك يعملون جاهدين على تنفيذ التزاماتهم بموجب اتفاق سوتشي حول إدلب، والمتمثلة في فصل المعارضة السورية المسلحة القادرة على الاتفاق والمستعدّة للانخراط في العملية السياسية، عن عناصر العصابات الذين يرفضون أي اتفاقات ولا يمكن أن يقبلوها بحكم التعريف، فتتعيّن معاملتهم كالإرهابيين».

واتفقت موسكو وأنقرة في سوتشي في سبتمبر 2018 على إعلان منطقة منزوعة السلاح على خط التماس بين المسلحين والجيش السوري في إدلب بحلول منتصف أكتوبر الماضي، لكن أنقرة لم تتمكن حتى الآن من إخلاء منطقة مسؤوليتها من الجماعات الإرهابية.

وأكد لافروف أن الجيش السوري لن يتهاون مع اعتداءات الإرهابيين من إدلب، وأعرب عن تفهّم موسكو الكامل لموقف الحكومة السورية من هذه المسألة، مضيفاً أن «روسيا ستدعم القوات السورية في مساعيها للقضاء بسرعة على مصادر الانتهاكات الخطيرة لنظام وقف التصعيد في المنطقة».

وفي سياق متصل، أكد رئيس معهد العلاقات الدولية التشيكوسلوفاكي يارومير شلاباتا ضرورة القضاء على جميع بؤر الإرهاب في جميع الأراضي السورية بما فيها إدلب منوهاً بدور الجيش السوري والإنجازات التي يحققها في حربه على الإرهاب.

وقال شلاباتا أمس، «إن الإرهابيين في إدلب ينفذون أجندات غربية باستفزازاتهم ومن غير الممكن والمنطق تركهم أحراراً لشن عمليات إرهابية عدوانية بتحريض من رعاتهم في دول الغرب وقتل المواطنين وعرقلة عودة الحياة الطبيعية إلى المنطقة».

ولفت شلاباتا إلى الدور التآمري الذي ينفذه النظام التركي في سورية وسعيه لإبقاء الإرهابيين في إدلب لتنفيذ أعمال عدوانية ضد الجيش السوري والمواطنين الأبرياء، مشيراً إلى فشل هذه الأهداف والمساعي.

وبين شلاباتا أن خروج القوات الأميركية الموجودة بشكل غير شرعي في الأراضي السورية وقوات النظام التركي يسهل ويسرع حل الأزمة في سورية.

من جهته، جدد وزير الخارجية المصري سامح شكري تأكيد أهمية الحفاظ على وحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها.

وأشار المستشار أحمد حافظ المتحدّث الرسمي باسم الخارجية المصرية إلى أن شكري شدد خلال لقائه جيمس جيفري الممثل الخاص للولايات المتحدة إلى سورية والمبعوث الخاص الأميركي إلى ما يُسمّى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي على ضرورة العمل على تجفيف منابع تمويل المجموعات الإرهابية والتصدي لأي دعم سياسي ولوجستي لها وتنسيق الجهود الدولية والإقليمية بهدف عدم السماح للفارين من المجموعات الإرهابية بالانتقال إلى دول المنطقة.

ولفت إلى استمرار المساعي المصرية مع مختلف الأطراف المعنية بالأزمة في سورية بهدف الدفع قدماً بالعملية السياسية.

إلى ذلك، بحث نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين مع مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر حجي إطلاق عمل اللجنة الدستورية في سورية.

وجاء في بيان للخارجية الروسية في أعقاب اللقاء، أن «الجانبين بحثا العديد من القضايا الدولية والإقليمية الملحّة المطروحة على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي». وأضاف البيان: «وفي هذا السياق تمّ بحث مهام التسوية السياسية الطويلة الأمد في ليبيا واليمن وفلسطين ومنطقة الخليج».

وأكدت الخارجية الروسية أن الجانبين «أعارا اهتماماً كبيراً بالوضع في سورية وحولها مع التركيز على مهمة تشكيل وإطلاق عمل اللجنة الدستورية في جنيف بأسرع ما يمكن».

يذكر أن العمل لتشكيل اللجنة الدستورية السورية لا يزال مستمراً، واتفق على قائمتي أعضاء اللجنة عن الحكومة السورية والمعارضة. ولا يزال العمل جارياً للاتفاق على قائمة أعضاء عن المجتمع المدني.

ميدانياً، تصدّى الجيش السوري لهجوم إرهابي شنّه مقاتلون من فلول تنظيم «داعش» الإرهابي على نقطتين عسكريتين شرق تدمر في ريف حمص.

وبحسب «سانا»، اشتبكت وحدة من الجيش السوري مع مجموعات إرهابية من فلول «داعش» هاجمت الليلة قبل الماضية نقطتين للجيش غرب المحطة الثالثة بريف تدمر.

وأفادت الوكالة أن فلولاً من تنظيم «داعش» الإرهابي تنتشر في بعض مناطق البادية السورية وتحاول الاعتداء على التجمعات السكنية والنقاط العسكرية حيث تقوم وحدات الجيش بملاحقتها لتأمين البادية.

يترافق ذلك مع معارك عنيفة تشهدها محاور ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي في إطار العملية التي أطلقها الجيش السوري لاستعادة وتحرير المناطق التي تسيطر عليها «النصرة» وحلفاؤها في أرياف حماة وإدلب.

ونفذ الجيش السوري عمليات مركزة على مواقع المسلحين وخطوط إمدادهم وتحركاتهم في محيط قرية معرشورين بريف إدلب الجنوبي، واستهدف مواقعهم بضربات مدفعية وصاروخية في أطراف قريتي مورك وكفرزيتا بريف حماة الشمالي.

من جهتها نقلت «الوطن» عن مصدر عسكري قوله «إن وحدة مشتركة من الجيش والقوات الرديفة، أحبطت هجوماً عنيفاً لمسلحين من تنظيم داعش على إحدى نقاط الجيش الواقعة إلى الغرب من جبل الأرك وإلى الشرق من المحطة الثالثة في البادية الشرقية، وتمكّنت من قتل عدد من مسلحي التنظيم المهاجمين، وإجبار الباقين على الانكفاء والفرار باتجاه عمق البادية، لافتاً إلى أن الاشتباكات أسفرت أيضاً عن استشهاد 3 عسكريين وإصابة 2 آخرين بجروح».

وبين المصدر، أن التنظيم مازال ينتشر في بعض المواقع في بادية حمص الشرقية، وعلى وجه التحديد شمالي مدينة السخنة، وعلى اتجاه جبل البشري، حيث يعتمد في هجماته على مبدأ حرب العصابات، التي تستخدم أسلوب المباغتة والتركيز على نقاط محددة، أو محاولة الاعتداء على القوافل العسكرية.

وذكر المصدر، أن الطيران الحربي في سلاح الجو السوري شن غارات جوية عدة على أهداف متحركة لـ»داعش» بمحيط منطقة حميمة، وعلى اتجاه سد عويرض وجبل البشري وجبل أبو رجمين، وعلى امتداد المنطقة الواصلة إلى الحدود الإدارية المشتركة مع ريف محافظة دير الزور.

وعلى صعيد ميداني آخر، وقع تفجير عنيف شمال الرقة استهدف رتلاً عسكرياً لتنظيم قوات سورية الديمقراطية/ قسد المتعامل مع الاحتلال الأميركي، أمس، وأدى إلى مقتل أربعة مقاتلين أكراد وإصابة آخرين.

وذكر مصدر في الرقة: «إن مجموعة مجهولة استهدفت بعبوة ناسفة مساء الإثنين، رتلاً عسكرياً من سيارات عدة تابعا لتنظيم قسد وسط قرية أبو سوسة التي تبعد إلى الشمال من مركز مدينة الرقة بنحو 15 كلم».

وأضاف «أن أربعة مقاتلين من تنظيم قسد قتلوا جراء التفجير كما أصيب تسعة آخرون من «عناصر الرتل»، إضافة إلى احتراق أربع سيارات عسكرية تابعة للتنظيم.

وكانت مجموعة مجهولة استهدفت بعبوة ناسفة الأحد دورية تابعة لتنظيم قوات سورية الديمقراطية قسد أثناء مرورها بالقرب من السجن المركزي على طريق الرقة الحسكة شمال مدينة الرقة، ما أدى إلى مقتل وإصابة كامل عناصر الدورية البالغ عددهم 16 مسلحاً، إضافة إلى تدمير سيارات الدورية.

ووقعت خلال الأسابيع الأخيرة في محافظة الرقة عمليات تفجير عدة استهدفت دوريات تابعة لميليشيات قسد التابعة للولايات المتحدة الأميركية، وأدت إلى مقتل وإصابة عشرات المسلحين الأكراد.

وفي التاسع عشر من الشهر الماضي، وقعت ثلاثة انفجارات هزّت مدينة الرقة وأدّت إلى سقوط نحو ثلاثين شخصاً بين قتيل ومصاب، حيث استهدف تفجيران دوريتين تابعتين لتنظيم «قسد» وأدّيا إلى سقوط كامل عناصر الدوريتين قتلى ومصابين.

في حين استهدف الانفجار الثالث مجموعة من المدنيين وأدّى إلى مقتل وإصابة عدد منهم، كما سبق هذه التفجيرات الثلاثة بأيام قليلة تفجيران كبيران استهدف أحدهما مقراً للشرطة العسكرية يتبع لميليشيات «قسد» بالقرب من مبنى العيادات الشاملة، بينما وقع الانفجار الثاني بالقرب من شركة الكهرباء، وقد أدّى الانفجاران إلى وقوع نحو 35 شخصاً قتلى ومصابين من عناصر ميليشيات «قسد» ومن المدنيين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى