زاسيبكين: لتعاون دولي للقضاء على الإرهاب ومكافحة العقوبات
دعا السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسيبكين إلى توحيد الصفوف والتعاون الدولي للقضاء على الإرهاب ومكافحة العقوبات وانتقد بشدة سعي أميركا وحلفائها للسيطرة على العالم، لافتاً إلى أنه في السنوات الخمس المقبلة ستكون الصورة أوضح على الصعيد العالمي.
كلام زاسيبكين جاء خلال ندوة في فندق فينيسيا، عن «روسيا ونحن»، شارك فيها إلى جانب زاسيبكين الكاتب الصحافي سمير عطا الله، وحضرها الرئيس حسين الحسيني، سفراء: سورية علي عبد الكريم علي، السودان علي صادق علي وأرمينيا فاهاكن أتابكيان وشخصيات سياسية ودبلوماسية وحزبية.
واعتبر زاسيبكين أنّ «هناك مرحلة انتقالية في العالم على صعيد الأنظمة، مع سعي كلّ طرف إلى إثبات حضوره، مع القناعة انّ كلّ ما يحصل هو مرحلي».
وأعلن انّ «هدف روسيا اليوم هو إيجاد توازن في السياسة الدولية»، عارضاً لفكرة «التعاون بين روسيا ومن يرغب بهذا التعاون».
أضاف: «نحن نسعى للعمل ضمن الفريق»، منتقداً «من لديهم قناعة بأنّ لروسيا مطامع امبراطورية»، مشيراً الى «أنّ أيّ رغبة بالعودة الى زمن الاتحاد السوفياتي فكرة غير صحيحة».
ووصف ما تقوم به دول جمهوريات البلطيق بأنها «حفلة جنون مدعومة من الغرب»، نافياً التدخل الروسي في أميركا أو أوروبا، مطلقاً تعبير «روسيا فوبيا» على هذه الاتهامات.
وكشف عن تطوير علاقات روسيا مع الدول حسب إمكاناتها، وينطبق الأمر على دول في الشرق «حيث لدينا مصالح لا سيما في مجالي الأمن والتنمية»، رافضاً أيّ فتنة ومقدّماً النصائح للآخرين بعدم القيام بفتن سواء كانت ديموقراطية أو دينية. وأكد انّ روسيا تقف ضدّ مثل هذه الثورات.
ولفت إلى أنّ الحضور الروسي في سورية كان بناء على طلب من الدولة السورية، مبدياً موافقته على العلاقات السياسية ولكن من دون تدخل القوى الخارجية.
وكرّر تبني الموقف الروسي الرافض لكلّ أنواع الإرهاب، منتقداً الغرب الذي يعمل على التدخل والانقلاب، وإحداث الفتن.
وتناول الاتفاق النووي مع إيران، معتبراً أنّ لإيران الحق في امتلاك قوة نووية، منتقداً انسحاب أميركا من هذا الاتفاق، وأعلن أنّ «الولايات المتحدة الأميركية تعمل على تدمير الشرعية الدولة مثل العقوبات والحروب المالية، وإضعاف أونروا وكلّ ذلك سيؤدّي إلى صعوبات لدى بعض الدول، لكن في الوقت نفسه يشجع هذه الدول على إيجاد الحلول». ولفت إلى دور الصين القوي وضبابية الموقف الأوروبي بسبب الضغوط الاميركية.
ودعا زاسيبكين إلى «توحيد الصفوف والتعاون مع دول العالم والشرق الأوسط تحديداً في مجال القضاء على الإرهاب ومكافحة العقوبات وفي مجال التعاون الاقتصادي. وانتقد بشدة سعي أميركا وحلفائها للسيطرة على العالم، لافتاً إلى أنه في السنوات الخمس المقبلة ستكون الصورة أوضح على الصعيد العالمي.
من جهته، اعتبر عطاالله «انّ ميزة العلاقات القيصرية والسوفياتية والبوتينية حالياً معنا حكماً علاقة صداقة واحترام»، لافتاً إلى «انحياز موسكو كصديق وحليف وشريك في المعاهدات الدفاعية عكس ما كانت تفعله الولايات المتحدة الأميركية».
وألمح إلى اتهام البعض للاتحاد السوفياتي بحصول نكسة العام 1967، مدافعاً عن دورها آنذاك، وقال «لقد تحمّلت موسكو يومها ما لم يتحمّله حليف وصديق».
وتابع «ماذا قدّمنا للروس في المقابل، لا شيء طبعاً، لا بل لم نعد روسيا بشيء، في حين كانت روسيا تعطينا السلاح، لا بل إنّ المقاومة الفلسطينية رمت بكلّ قوّتها على خشبة الخلاص السوفياتية، لكن بعد حين، اعتمد ياسر عرفات سياسة «براغماتية» بعيدة عن موسكو». وأكد أنّ موسكو لها دور في المنطقة مع الجميع.
بعد ذلك كان حوار مع الحضور، فأكد زاسيبكين انّ «مساعدة روسيا للنظام في سورية كانت بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف سورية، وكان موقفنا الواضح بالوقوف إلى جانب النظام السوري، مع الإشارة إلى أننا لم نتدخل في ليبيا ولكننا نرى ماذا حصل في ليبيا وفي اليمن»، مؤكداً قلق روسيا من بعض الأحداث، نافياً أن يكون النظام في سورية هو المسؤول عن النزوح الذي حصل.