إبراهيم: عودة زكا إلى لبنان نتيجة رسالة من الرئيس عون إلى روحاني
شهد قصر بعبدا قد سلسلة لقاءات تناولت شؤوناً تربوية وديبلوماسية وثقافية.
تربوياً استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب، واطلع منه على الترتيبات المتخذة هذه السنة لإجراء الامتحانات الرسمية للشهادة اللبنانية والاوضاع التربوية العامة وتحرك اساتذة الجامعة اللبنانية.
بعد اللقاء، تحدث الوزير شهيب، فقال: «بحثت مع الرئيس عون في موضوع الجامعة اللبنانية في ظل الاضراب الذي دعت اليه رابطة المعلمين. واتمنى ان يُصار الى فك هذا الاضراب لإنقاذ العام الدراسي من اجل طلابنا وهم «جيش لبنان الثاني»، خصوصاً أن خريجي هذه الجامعة لعبوا دوراً كبيراً في تعزيز الاقتصاد والثقافة في لبنان وفي دول اخرى، وبالتالي أن الحفاظ على هذه الجامعة واجب ومطالب المعلمين محقة طبعاً».
اضاف: «ان رأي فخامة الرئيس ورأيي ايضاً، ان هناك بعض النقاط التي يمكن الوصول الى حل لها، وأخرى تحتاج الى نضال متواصل من اجل تحقيقها، وتوقيت الإضراب يأتي قبيل انتهاء العام الدراسي. سأقوم بجولة اليوم للقاء دولة الرئيس نبيه بري ودولة الرئيس سعد الحريري لبحث موضوع الجامعة، على امل التوصل الى توافق حول بعض المطالب المحقة، علّ السنة الدراسية تنتهي على خير وقد أصبحنا على ابواب الايام الاخيرة للعام الدراسي، فيما لم يتم انهاء نصف المناهج، وهو ما يدفعنا الى تكثيف المناهج للانتهاء من هذا الملف. نحن نتقدم بخطوات نحو رابطة المعلمين، ونأمل ان تقوم الرابطة بخطوات مماثلة كي نصل الى حل وسطي».
وعن الامتحانات الرسمية قال شهيب: «غداً ستبدأ الامتحانات بعد ان أنجزت كل التحضيرات، وستكون جدية ومنضبطة وعادية، انطلاقاً من قلب حريص على أولادنا وعلى هدوء الامتحانات كي يأخذ التلميذ المجتهد حقه، وكي يطمئن الاهل الى ان ولدهم موجود في المكان السليم أيضاً».
اضاف: «عدد من المدارس غير المرخّص لها والتي لم تقدم لوائحها، تطالبنا منذ الأمس بأن يشارك تلامذتها في الامتحانات، وهذا أمر لا يجوز. ولكن من اجل التلاميذ، سنخولهم المشاركة في دورة اخرى، انما توجهي هو لإقفال كل مدرسة غير مرخّص لها ولم تنجز تقديم أوراقها، من اجل الحفاظ على المستوى المطلوب وعلى المدرسة الرسمية وعلى الطلاب كي لا يتم ابتزازهم من مدارس تجارية».
كما استقبل عون المواطن اللبناني نزار زكا التي أفرجت عنه السلطات الإيرانية بحضور المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، وقال زكا في كلمة تلاها من قصر بعبدا: «أتوجه إليكم، للمرة الأولى، من بيت الشعب اللبناني تحت شمس الحرية التي اشتقت اليها. لقد أمضيت 3 سنوات في المعتقل بعيداً عن عائلتي وأصدقائي، وأنتم السند الحقيقي، ومنكم استمددت القدرة على المقاومة».
وتابع: «قبل الاعتقال لم أعتدِ يوماً على أحد، وأنا ما زلت كما كنت، فلا عمالة ولا عمولة. لن أخوض في تفاصيل الخطف والاعتقال والتهم الباطلة ومجرى المحاكمة الصورية». وأردف: «إن المبادرة من أولها الى آخرها ولدت في لبنان. واليوم، تنتهي في لبنان، فهي صناعة وطنية، وكانت نتائجها إيجابية وأوقفت الكثير مَن الذي كان سيصيب المنطقة».
وقال الرئيس عون لزكا: «لقد قلت يوماً إن الوجود خارج إطار الحرية هو شكل من أشكال الموت، فالحمدلله أنك عدت انساناً حراً».
بدوره، أعلن اللواء ابراهيم بعد انتهاء اللقاء ان «نزار زكا عاد إلى لبنان نتيجة رسالة من الرئيس عون الى الرئيس الإيراني حسن روحاني». أضاف: «محط كلام المسؤولين الإيرانيين أن رغبة الرئيس عون ستلبّى خلال 48 ساعة، وسيتم إطلاق سراح نزار زكا بناء لطلب الرئيس عون».
وتابع: «تورط زكا في أي ملف تحدده السلطات الايرانية، وما يهمنا أن أي مواطن وأي حامل للهوية اللبنانية في أي من بقاع العالم، ولو خالف قوانين الدولة المقيم فيها، دورنا أن نستعيده».
ولفت إبراهيم الى انه «عند زيارة غنوة زكا لي طلبت مني العمل على إنهاء ملف نزار ووعدتها أن نجد حلا، خصوصاً أن لنا خبرة بهذا الموضوع، وما كان ينقصنا هو وجود رئيس الجمهورية».
وكشف إبراهيم انه «تابع الموضوع بتفاصيله من مساء أمس، وقلت للرئيس عون إنه منذ لحظة وصولي الى طهران كانت كل الأبواب مفتوحة تحت عنوان أنني مرسل من قبل رئيس الجمهورية، وإطلاق سراحه تم بناء لرغبة الرئيس عون».
ولفت الى انه «قرأ ما نقل عن مصدر في وكالة فارس، ونحن نعرف في عملنا الأمني والإعلامي معنى المصادر، وهذا الموضوع لا أساس له من الصحة، وأن الرئيس تمنى وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله دعم هذا التمني، وحزب الله له دور، ولكن الأساس هو طلب الرئيس عون».
وشدد ابراهيم على انه «في موضوع الصفقات أنا والرئيس لا ندخل فيها وزكا يحمل الهوية اللبنانية ونحن يجب أن نستعيد أي مواطن يحمل الهوية اللبنانية، ولا أعتقد أن زكا وقع على أي شيء»، مشيراً الى ان «موضوع اللبناني قاسم تاج الدين، هو في ضميري وأنا التقيته في سجنه في أميركا وهذا الموضوع ليس متروكاً»، لافتاً الى أن «الموقوفين في الإمارت في ضميري وعمر شوق والموقوف في قطر في ضميري والمطرانين وسمير كساب في ضميري أيضاً».
ديبلوماسياً، استقبل عون بحضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش مع وفد، ضمّ السيدتين ستيفاني خوري ولينا القدوة، حيث اطلع المسؤول الأممي رئيس الجمهورية على نتائج الاجتماع الذي عقد في نيويورك بين الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس والممثلين الشخصيين للامين العام، والذي خصص لعرض عمل المنسقين الدوليين في عدد من دول العالم ومنها لبنان.
وتطرق البحث خلال اللقاء الى التعاون القائم بين لبنان والأمم المتحدة، وملف النازحين السوريين في لبنان وتطورات مسألة ترسيم الحدود البرية والبحرية الجنوبية في ضوء المبادرة التي يتولاها السفير ديفيد ساترفيلد.
كما استقبل عون سفير سلوفينيا المعتمد في لبنان ايغور يوكيتش لمناسبة انتهاء مهامه الديبلوماسية في لبنان. وقد شكره رئيس الجمهورية على الجهود الذي بذلها لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وتمنى له التوفيق في مهامه الجديدة.
ثقافياً، استقبل عون الفنان الرسام فؤاد طنب الذي عرض للرئيس عون النشاطات الفنية التي يقوم بها.
ويترأس عون اليوم الاحتفال الذي يُقام لمناسبة مئوية محكمة التمييز، في قاعة المحكمة في قصر العدل، بحضور رئيسي مجلسي النواب نبيه بري والوزراء سعد الحريري وأركان الدولة وشخصيات رسمية وسياسية وقضائية، إضافة الى رؤساء محاكم تمييز في عدد من الدول لا سيما منها الدول العربية والفرانكوفونية. وسيلقي عون كلمة في المناسبة.